۸. صِفَةُ إرادَتِهِ
۵۴.الإمام الرضا عليهالسلام: المَشيئَةُ والإِرادَةُ مِن صِفات الأفعالِ ؛ فَمَن زَعَمَ أنَّ اللّهَ تَعالى لَم يَزَل مُريداً شائياً فَلَيسَ بِمُوَحِّدٍ.۱
۵۵.عنه عليهالسلام: إِنَ للهِِ إِرادَتَينِ ومَشيئَتَينِ: إِرادَةَ حَتمٍ وإِرادَةَ عَزمٍ ؛ يَنهى وهُوَ يَشاءُ، ويَأمُرُ وهُوَ لا يَشاءُ. أوَما رَأيتَ أنَّهُ نَهى آدَمَ وزَوجَتَهُ أن يَأكُلا مِنَ الشَّجَرَةِ وشاءَ ذلِكَ ؛ ولَو لَم يَشَأ أن يَأكُلا لَما غَلَبَت مَشيئَتُهُما مَشيئَةَ اللّهِ تَعالى؟! وأمَرَ إِبراهيمَ أن يَذبَحَ إِسحاقَ ولَم يَشَأ أن يَذبَحَهُ ؛ ولَو شاءَ لَما غَلَبَت مَشيئَةُ إِبراهيمَ مَشيئَةَ اللّهِ تَعالى؟!۲
۹. صِفَةُ كَلامِهِ
۵۶.الإمام الرضا عليهالسلام: إِنَّ كَليمَ اللّهِ موسَى بنَ عِمرانَ عليهالسلام عَلِمَ أنَّ اللّهَ تَعالى عَن أن يُرى بِالأبصارِ، ولكِنَّهُ لَمّا كَلَّمَهُ اللّهُ عز و جل وقَرَّبَهُ نَجيّاً رَجَعَ إِلى قَومِهِ، فَأخبَرَهُم أنَّ اللّهَ عز و جل كَلَّمَهُ وقَرَّبَهُ وناجاهُ، فَقالَوا: لَن نُؤِنَ لَكَ حَتّى نَسمَعَ كَلامَهُ كَما سَمِعتَ!وكانَ القَومُ سَبعَمِئةِ ألفِ رَجُلٍ، فاختارَ مِنهمُ سَبعينَ ألفاً، ثُمَّ اختارَ مِنهُم سَبعَةَ آلافٍ، ثُمَّ اختارَ مِنهُم سَبعَمِئَةٍ، ثُمَّ اختارَ مِنهُم سَبعينَ رَجُلاً لِميقاتِ رَبِّهِ، فَخَرَجَ بِهِم إِلى طورِ سَيناءَ، فَأقامَهُم في سَفحِ الجَبَلِ، وصَعِدَ موسى عليهالسلام إِلَى الطّورِ، وسَألَ اللّهَ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ أن يُكَلِّمَهُ ويُسمِعَهُم كَلامَهُ، فَكَلَّمَهُ اللّهُ ـ تَعالى ذِكرُهُ ـ وسَمِعوا كَلامَهُ مِن فَوقٍ وأسفَلَ ويَمينٍ وشِمالٍ ووراءٍ وأمامٍ ؛ لِأنَّ اللّهَ عز و جل أحدَثَهُ فِي الشَّجَرَةِ، ثُمَّ جَعَلَهُ مُنبَعِثاً مِنها حَتّى سَمِعوهُ مِن جَميعِ الوُجوهِ.۳