385
گزيده دانش نامه امام حسين عليه السلام

گزيده دانش نامه امام حسين عليه السلام
384

كه ببينم مردمش مرا دوست دارند و يارى ام مى كنند ، همواره در آن ، سُكنا خواهم گزيد . پس آن گاه كه مرا وا نهند، ديگران را جاى گزين آنان خواهم كرد و به سخنى چنگ خواهم زد كه ابراهيمِ خليل عليه السلام ، هنگامى كه در آتش افكنده شد ، آن را گفت: خداوند ، مرا بَسَنده است و او ، خوبْ كارگزارى است ! پس آتش ، بر او ، سرد و سلامت گشت».
در آن هنگام ، ابن عبّاس و ابن عمر ، سخت گريستند و حسين عليه السلام نيز مدّتى با آن دو ، گريست. پس از آن ، با آن دو خداحافظى كرد و ابن عمر و ابن عبّاس، به مدينه رفتند و حسين عليه السلام در مكّه اقامت گزيد . ۱

1.دَخَلَ الحُسَينُ عليه السلام إلى مَكَّةَ ، فَفَرِحَ بِهِ أهلُها فَرَحا شَديدا ، قالَ : وجَعَلوا يَختَلِفونَ إلَيهِ بُكرَةً وعَشِيَّةً ... قالَ : وبِمَكَّةَ يَومَئِذٍ عَبدُ اللّه ِ بنُ عَبّاسٍ و عَبدُ اللّه ِ بنُ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ ، فَأَقبَلا جَميعا حَتّى دَخَلا عَلَى الحُسَينِ عليه السلام ، وقَد عَزَما عَلى أن يَنصَرِفا إلَى المَدينَةِ ، فَقالَ لَهُ ابنُ عُمَرَ : أبا عَبدِ اللّه ِ رَحِمَكَ اللّه ُ ، اِتَّقِ اللّه َ الَّذي إلَيهِ مَعادُكَ ، فَقَد عَرَفتَ مِن عَداوَةِ أهلِ هذَا البَيتِ لَكُم ، وظُلمَهُم إيّاكُم ، وقَد وَلِيَ النّاسَ هذَا الرُّجُلُ يَزيدُ بنُ مُعاوِيَةَ ، ولَستُ آمَنُ أن يَميلَ النّاسُ إلَيهِ لِمَكانِ هذِهِ الصَّفراءِ وَالبَيضاءِ ، فَيَقتُلونَكَ ويَهلِكُ فيكَ بَشَرٌ كَثيرٌ ؛ فَإِنّي قَد سَمِعتُ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله وهُوَ يَقولُ : «حُسَينٌ مَقتولٌ ، ولَئِن قَتَلوهُ وخَذَلوهُ ولَن يَنصُروهُ ، لَيَخذُلُهُمُ اللّه ُ إلى يَومِ القِيامَةِ» . وأنَا اُشيرُ عَلَيكَ أن تَدخُلَ في صُلحِ ما دَخَلَ فيهِ النّاسُ ، وَاصبِر كَما صَبَرتَ لِمُعاوِيَةَ مِن قَبلُ ، فَلَعَلَّ اللّه َ أن يَحكُمَ بَينَكَ وبَينَ القَومِ الظّالِمينَ . فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : أبا عَبدِ الرَّحمنِ ! أنَا اُبايِعُ يَزيدَ وأدخُلُ في صُلحِهِ ! وقَد قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله فيهِ وفي أبيهِ ما قالَ؟! فَقالَ ابنُ عَبّاسٍ : صَدَقتَ أبا عَبدِ اللّه ِ ! قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله في حَياتِهِ : «ما لي ولِيَزيدَ ؟ لا بارَكَ اللّه ُ في يَزيدَ ! وإنَّهُ يَقتُلُ وَلَدِي ووَلَدَ ابنَتِيَ الحُسَينَ ، وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، لا يُقتَلُ وَلَدي بَينَ ظَهرانَي قَومٍ فَلا يَمنَعونَهُ ، إلّا خالَفَ اللّه ُ بَينَ قُلوبِهِم وألسِنَتِهِم» . ثُمَّ بَكَى ابنُ عَبّاسٍ ، وبَكى مَعَهُ الحُسَينُ عليه السلام ، وقالَ : يَا بنَ عَبّاسٍ ، تَعلَمُ أنِّي ابنُ بِنتِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ؟ فَقالَ ابنُ عَبّاسٍ : اللّهُمَّ نَعَم ، نَعلَمُ ونَعرِفُ أنَّ ما فِي الدُّنيا أحَدٌ هُوَ ابنُ بِنتِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله غَيرُكَ ، وأنَّ نَصرَكَ لَفَرضٌ عَلى هذِهِ الاُمَّةِ ، كَفَريضَةِ الصَّلاةِ وَالزَّكاةِ الَّتي لا يُقدَرُ أن يُقبَلَ أحَدُهُما دونَ الاُخرى . قالَ الحُسَينُ عليه السلام : يَابنَ عَبّاسٍ ، فَماتَقولُ في قَومٍ أخرَجُوا ابنَ بِنتِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله مِن دارِهِ وقَرارِهِ ، ومَولِدِهِ وحَرَمِ رَسولِهِ ، ومُجاوَرَةِ قَبرِهِ ومَولِدِهِ ، ومَسجِدِهِ ومَوضِعِ مُهاجَرِهِ ، فَتَرَكوهُ خائِفا مَرعوبا لا يَستَقِرُّ في قَرارٍ ، ولا يأوي في مَوطِنٍ ، يُريدونَ في ذلِكَ قَتلَهُ وسَفكَ دَمِهِ ، وهُوَ لَم يُشرِك بِاللّه ِ شَيئا ، ولَا اتَّخَذَ مِن دونِهِ وَلِيّا ، ولَم يَتَغَيَّر عَمّا كانَ عَلَيهِ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله وَالخُلَفاءُ مِن بَعدِهِ ؟ فَقالَ ابنُ عَبّاسٍ : ما أقولُ فيهِم إلّا «أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَوةَ إِلَا وَهُمْ كُسَالَى» «يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَا قَلِيلاً * مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَ لِكَ لَا إِلَى هَـؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَـؤُلَاءِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً» وعَلى مِثلِ هؤُلاءِ تَنزِلُ البَطشَةُ الكُبرى . وأمّا أنتَ يَا بنَ بِنتِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، فَإِنَّكَ رَأسُ الفَخارِ بِرَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، وَابنُ نَظيرَةِ البَتولِ ، فَلا تَظُنَّ يَا بنَ بِنتِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله أنَّ اللّه َ غافِلٌ عَمّا يَعمَلُ الظّالِمونَ ، وأنَا أشهَدُ أنَّ مَن رَغِبَ عَن مُجاوَرَتِكَ ، وطَمِعَ في مُحارَبَتِكَ ومُحارَبَةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، فَما لَهُ مِن خَلاقٍ . فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : اللّهُمَّ اشهَد ! فَقالَ ابنُ عَبّاسٍ : جُعِلتُ فِداكَ يَا بنَ بِنتِ رَسولِ اللّه ِ ! كَأَنَّكَ تُريدُني إلى نَفسِكَ ، وتُريدُ مِنّي أن أنصُرَكَ ! وَاللّه ِ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ ، أن لَو ضَرَبتُ بَينَ يَدَيكَ بِسَيفي هذا حَتّى انخَلَعَ جَميعا مِن كَفّي ، لَما كُنتُ مِمَّن اُوفي مِن حَقِّكَ عُشرَ العُشرِ ، وها أنَا بَينَ يَدَيكَ ، مُرني بِأَمرِكَ . فَقالَ ابنُ عُمَرَ : مَهلاً ! ذَرنا مِن هذا يَا بنَ عَبّاسٍ . قالَ : ثُمَّ أقبَلَ ابنُ عُمَرَ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام ، فَقالَ : أبا عَبدِ اللّه ِ ، مَهلاً عَمّا قَد عَزَمتَ عَلَيهِ ، وَارجِع مِن هُنا إلَى المَدينَةِ ، وَادخُل في صُلحِ القَومِ ، ولا تَغِب عَن وَطَنِكَ وحَرَمِ جَدِّكَ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، ولا تَجعَل لِهؤُلاءِ الَّذينَ لا خَلاقَ لَهُم عَلى نَفسِكَ حُجَّةً وسَبيلاً ، وإن أحببَتَ ألّا تُبايِعَ فَأَنتَ مَتروكٌ حَتّى تَرى بِرَأيِكَ ، فَإِنَّ يَزيدَ بنَ مُعاوِيَةَ عَسى ألّا يَعيشَ إلّا قَليلاً ، فَيَكفِيَكَ اللّه ُ أمرَهُ . فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : اُفٍّ لِهذَا الكَلامِ أبَدا مادامَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ ، أسأَلُكَ بِاللّه ِ يا عَبدَ اللّه ِ ، أنَا عِندَكَ عَلى خَطَأٍ مِن أمري هذا ؟ فَإِن كُنتُ عِندَكَ عَلى خَطَأٍ فَرُدَّني ، فَإِنّي أخضَعُ وأسمَعُ واُطيعُ . فَقالَ ابنُ عُمَرَ : اللّهُمَّ لا ، ولَم يَكُنِ اللّه ُ تَعالى يَجعَلُ ابنَ بِنتِ رَسولِهِ عَلى خَطَأٍ ، ولَيسَ مِثلُكَ مِن طَهارَتِهِ وصَفوَتِهِ مِنَ الرَّسولِ صلى الله عليه و آله عَلى مِثلِ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ بِاسمِ الخِلافَةِ ، ولكن أخشى أن يُضرَبَ وَجهُكَ هذَا الحَسَنُ الجَميلُ بِالسُّيوفِ ، وتَرى مِن هذِهِ الاُمَّةِ ما لا تُحِبُّ ، فَارجِع مَعَنا إلَى المَدينَةِ ، وإن لَم تُحِبَّ أن تُبايِعَ ، فَلا تُبايِع أبدا وَاقعُد في مَنزِلِكَ . فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : هَيهاتَ يَا بنَ عُمَرَ ، إنَّ القَومَ لا يَترُكونّي ، وإن أصابوني وإن لَم يُصيبوني فَلا يَزالونَ حَتّى اُبايِعَ وأنَا كارِهٌ ، أو يَقتُلوني ، أما تَعلَمُ يا عَبدَ اللّه ِ ، أنَّ مِن هَوانِ هذِهِ الدُّنيا عَلَى اللّه ِ تَعالى أنَّهُ اُتِيَ بِرَأسِ يَحيَى بنِ زَكَرِيّا عليه السلام إلى بَغِيَّةٍ مِن بَغايا بَني إسرائيلَ ، وَالرَّأسُ يَنطِقُ بِالحُجَّةِ عَلَيهِم ؟! أما تَعلَمُ أبا عَبدِ الرَّحمنِ ، أنَّ بَني إسرائيلَ كانوا يَقتُلونَ ما بَينَ طُلوعِ الفَجرِ إلى طُلوعِ الشَّمسِ سَبعينَ نَبِيّا ، ثُمَّ يَجلِسونَ في أسواقِهِم يَبيعونَ ويَشتَرونَ كُلُّهُم كَأَنَّهُم لَم يَصنَعوا شَيئا ؟! فَلَم يُعَجِّلِ اللّه ُ عَلَيهِم ، ثُمَّ أخَذَهُم بَعدَ ذلِكَ أخذَ عَزيزٍ مُقتَدِرٍ . اِتَّقِ اللّه َ أبا عَبدِ الرَّحمنِ ولا تَدَعَنَّ نُصرَتي ... . ثُمَّ أقبَلَ الحُسَينُ عليه السلام عَلى عَبدِ اللّه ِ بنِ عَبّاسٍ ، فَقالِ : يَا بنَ عَبّاسٍ ، إنَّكَ ابنُ عُمِّ والِدي ، ولَم تَزَل تَأمُرُ بِالخَيرِ مُنذُ عَرَفتُكَ ، وكُنتَ مَعَ والِدي تُشيرُ عَلَيهِ بِما فيهِ الرَّشادُ ، وقَد كانَ يَستَنصِحُكَ ويَستَشيرُكَ فُتُشيرُ عَلَيهِ بِالصَّوابِ ، فَامضِ إلَى المَدينَةِ في حِفظِ اللّه ِ وكَلائِهِ ، ولا يَخفى عَلَيَّ شَيءٌ مِن أخبارِكَ ، فَإِنّي مُستَوطِنٌ هذَا الحَرَمَ ، ومُقيمٌ فيهِ أبَدا ما رَأَيتُ أهلَهُ يُحبّونّي ويَنصُرونّي ، فَإِذا هُم خَذَلونِي استَبدَلتُ بِهِم غَيرَهُم ، وَاستَعصَمتُ بِالكَلِمَةِ الَّتي قالَها إبراهيمُ الخَليلُ عليه السلام يَومَ اُلقِيَ فِي النّارِ : «حَسِبيَ اللّه ُ ونِعمَ الوَكيلُ» فَكانَتِ النّارُ عَلَيهِ بَردا وسَلاما . قالَ : فَبَكَى ابنُ عَبّاسٍ وابنُ عُمَرَ في ذلِكَ الوَقتِ بُكاءً شَديدا ، وَالحُسَينُ عليه السلام يَبكي مَعَهُما ساعَةً ، ثُمَّ وَدَّعَهُما ، وصارَ ابنُ عُمَرَ وَابنُ عَبّاسٍ إلَى المَدينَةِ ، وأقامَ الحُسَينُ عليه السلام بِمَكَّةَ (الفتوح : ج ۵ ص ۲۳).

  • نام منبع :
    گزيده دانش نامه امام حسين عليه السلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، تلخیص: مرتضی خوش‌نصیب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26038
صفحه از 1036
پرینت  ارسال به