89
مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل

كنوز رحمته وفي رياض جنّته وفي ظلّ عرشه ، وإن كان أجلها متأخّراً ، بعث بها مع أمنته من الملائكة ليردّوها إلى الجسد الذي خرجت منه لتسكن فيه ، واللَّه إنّ حاجّكم وعمّاركم لخاصّة اللَّه عزّوجلّ ، وإنّ فقراءكم لأهل الغنى‏ ، وإنّ أغنياءكم لأهل القناعة وإنّكم كلّكلم لأهل دعوته وأهل إجابته .۱

۷۷. الأمالي : حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه اللّه قال: حدّثنا أبي، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي‏عُمَير، عن معاوية بن وهب، عن أبي‏سعيد هاشم، عن أبي‏عبداللَّه الصادق عليه السلام قال : أربعة لا يدخلون الجنّة : الكاهن ، والمنافق ، ومدمن الخمر ، والقتّات ، وهو النّمام .۲

۷۸. التوحيد : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ رضى اللّه عنه قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عُمَير قال : سمعت موسى بن جعفر عليهما السلام يقول : لا يُخلّد اللَّه في النار إلّا أهل الكفر والجحود ، وأهل الضلال والشرك ، ومن اجتنب الكبائر من المؤمنين لم يُسأل عن الصغائر ، قال اللَّه تبارك وتعالى : «إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآلِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيَِّاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا »۳.
قال : فقلت له : يابن رسول اللَّه ، فالشفاعة لمن تجب من المذنبين ؟ قال : حدّثني أبي، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال : سمعت رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله يقول : إنّما شفاعتي لأهل الكبائر من أُمّتي ، فأمّا المحسنون منهم فما عليهم من سبيل .
قال ابن أبي عُمَير : فقلت له : يابن رسول اللَّه ، فكيف تكون الشفاعة لأهل الكبائر واللَّه تعالى ذكره يقول : «وَ لَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى‏ وَ هُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ »۴، ومن يرتكب الكبائر لا يكون مرتضىً ؟ فقال : يا أبا أحمد ، ما من مؤمنٍ يرتكب ذنباً إلّا ساءه ذلك وندم عليه ، وقد قال النبيّ صلى اللّه عليه و آله : كفى بالندم توبةً ، وقال : ومن سرّته حسنته وساءته سيّئته فهو مؤمن ، فمن لم يندم على ذنبٍ يرتكبه ، فليس بمؤمنٍ ولم تجب له الشفاعة

1.الكافي ، ج ۸ ، ص ۲۱۲، ح ۲۵۹ ؛ الأمالي للصدوق، ص ۵ ۷۲ ، ح ۹۹۲ بإسناد آخر؛ بحار الأنوار، ج ۶۵، ص ۸۰ ، ح ۱۴۱ .

2.الأمالي للصدوق ، ص ۴۸۹ ، (المجلس الثالث والستّون) ، ح ۶۶۳ ؛ بحار الأنوار ، ج ۸ ، ص ۳۵۷ ، ح ۱۵ .

3.سورة النساء ( ۴ ) ، الآية ۳۱ .

4.سورة الأنبياء ( ۲۱ ) ، الآية ۲۸ .


مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
88

۷۵. الزهد للحسين بن سعيد : محمّد بن أبي عُمَير ، عن عاصم بن سليمان ، ذكر في قول اللَّه تبارك وتعالى : «تُسْقَى‏ مِنْ عَيْنٍ ءَانِيَةٍ »۱، قال : يُسمع لها أنين من شدّة حرّها .۲

۷۶. الكافي : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمَير ، عن عمرو بن أبي المقدام قال : سمعت أبا عبد اللَّه عليه السلام يقول : خرجت أنا وأبي ، حتّى إذا كنّا بين القبر والمنبر إذا هو بأُناسٍ من الشيعة ، فسلّم عليهم ، ثمّ قال : إنّي واللَّه لَأحبّ ريَاحَكم وأَروَاحَكم ، فأعينوني على ذلك بورعٍ واجتهاد ، واعلموا أنّ ولايتنا لا تُنال إلّا بالورع والاجتهاد . ومن ائتمّ منكم بعبدٍ فليعمل بعمله ، أنتم شيعة اللَّه ، وأنتم أنصار اللَّه ، وأنتم السابقون الأوّلون والسابقون الآخرون ، والسابقون في الدنيا والسابقون في الآخرة إلى الجنّة ، قد ضمنّا لكم الجنّة بضمان اللَّه عزّ و جلّ وضمان رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، واللَّه ما على درجة الجنّة أكثر أرواحاً منكم ، فتنافسوا في فضائل الدرجات أنتم الطيّبون ونساؤكم الطيّبات ، كلّ مؤمنةٍ حوراءُ عيناءُ ، وكلّ مؤمنٍ صدّيق .
ولقد قال أمير المؤمنين عليه السلام لقنبر : يا قنبر ، أبشر وبشّر واستبشر ، فوَ اللَّه لقد مات رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله وهو على أُمّته ساخط ، إلّا الشيعة ، ألا وإنّ لكلّ شي‏ء عزّاً ، وعزّ الإسلام الشيعة ، ألا وإنّ لكلّ شي‏ء دعامةً ، ودعامة الإسلام الشيعة ، ألا وإنّ لكلّ شي‏ء ذروةً ، وذروة الإسلام الشيعة ، ألا وإنّ لكلّ شي‏ء شرفاً ، وشرف الإسلام الشيعة ، ألا وإنّ لكلّ شي‏ء سيّداً ، وسيّد المجالس مجالس الشيعة ، ألا وإنّ لكلّ شي‏ء إماماً ، وإمام الأرض أرض تسكنها الشيعة . واللَّه لولا ما في الأرض منكم ما رأيتَ بعينٍ عُشباً أبداً ، واللَّه لولا ما في الأرض منكم ما أنعم اللَّه على أهل خِلافِكُم ، ولا أصابوا الطيّبات ، ما لهم في الدنيا ولا لهم في الآخرة من نصيب ، كلُّ ناصبٍ وإن تعبّد واجتهد منسوبٌ إلى هذه الآية : «عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ * تَصْلَى‏ نَارًا حَامِيَةً »۳، فكلّ ناصبٍ مجتهدٍ فعمله هباءٌ ، شيعتنا ينطقون بنور اللَّه عزّ و جلّ ، ومن خالفهم ينطقون بتفلّتٍ ، واللَّه ما من عبدٍ من شيعتنا ينام إلّا أصعد اللَّه عزّ و جلّ روحه إلى السماء فيبارك عليها ، فإن كان قد أتى عليها أجلها ، جعلها في

1.سورة الغاشية ( ۸۸ ) ، الآية ۵ .

2.كتاب الزهد للحسين بن سعيد ، ص ۱۰۳ ، ح ۲۸۳ ؛ بحار الأنوار ، ج ۸ ، ص ۳۱۴ ؛ ح ۹۱ .

3.سورة الغاشية ( ۸۸ ) ، الآية ۳ - ۴ .

  • نام منبع :
    مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    گردآوری و تنظیم: بشیر محمدی مازندرانی
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9243
صفحه از 516
پرینت  ارسال به