أهل النار عُلّق بين السماء والأرض ، لمات أهل الأرض من ريحه ووهجه . فبكى رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله وبكى جبرئيل ، فبعث اللَّه إليهما ملكاً فقال لهما : إنّ ربّكما يقرئكما السلام ويقول : قد آمِنتُكُما أن تُذنبا ذنبا أُعذّبكما عليه .
فقال أبو عبد اللَّه عليه السلام : فما رأى رسولُ اللَّه صلى اللّه عليه و آله جبرئيلَ مبتسماً بعد ذلك . ثمّ قال : إنّ أهل النار يعظّمون النار ، وإنّ أهل الجنّة يعظّمون الجنّة والنعيم ، وإنّ أهل جهنّم إذا دخلوها هووا فيها مسيرة سبعين عاماً ، فإذا بلغوا أعلاها قُمعوا بمقامع الحديد وأُعيدوا في دركها ، هذه حالهم ، وهو قول اللَّه عزّ و جلّ : «كُلَّمَآ أَرَادُواْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا . . . »۱، ثمّ تُبدّل جلودهم جلوداً غير الجلود الّتي كانت عليهم . فقال أبو عبد اللَّه عليه السلام : حسبك يا أبا محمّد ؟ قلت : حسبي حسبي .۲
۷۱. تفسير القمّي : حدّثني أبي عن ابن أبي عُمَير ، عن سيف بن عُمَيرة يرفعه إلى علي بن الحسين عليهم السلام قال : إنّ في جهنّم وادياً يقال له سَعير ، إذا خَبَت جهنّم فُتِحَ سَعيرها ، وهو قوله : «كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَهُمْ سَعِيرًا »۳، أي كلّما انطَفَت .۴
۷۲. تفسير القمّي : أبي عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبداللَّه عليه السلام (في خبر المعراج قال : قال النبيّ صلى اللّه عليه و آله ) : سمعت صوتاً أفزعني ، فقال جبرئيل : أتسمع يا محمّد ؟ قلت: نعم ، قال : هذه صخرة قَذَفتُها عن شفير جهنّم منذ سبعين عاماً ، فهذا حين استقرّت . قالوا : فما ضَحِكَ رسولُ اللَّه صلى اللّه عليه و آله حتّى قُبض .
قال : فصعد جبرئيل عليه السلام وصعدت ... حتّى دخلت سماء الدنيا ، فما لقيني ملك إلّا كان ضاحكاً مستبشراً ، حتّى لقيني ملك من الملائكة لم أرَ أعظم خلقاً منه ، كريه المنظر ظاهر الغضب ، فقال لي مثل ما قالوا من الدعاء ، إلّا أنّه لم يضحك ولم أرَ فيه من الاستبشار وما رأيت ممّن ضحك من الملائكة ، فقلت : من هذا يا جبرئيل ، فإنّي قد
1.سورة الحجّ ( ۲۲ ) ، الآية ۲۲ .
2.تفسير القمّي ، ج ۲ ، ص ۸۱ (سورة الحجّ) ؛ بحار الأنوار ، ج ۸ ، ص ۲۸۰ ، ح ۱ .
3.سورة الإسراء ( ۱۷ ) ، الآية ۹۷ .
4.تفسير القمّي ، ج ۲ ، ص ۲۹ ( سورة الإسراء ) ؛ بحار الأنوار ، ج ۸ ، ص ۲۹۱ ، ح ۲۹ .