87
مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل

فزعت ؟ فقال : يجوز أن تفزع منه وكلّنا نفزع منه ، هذا مالك خازن النار ، لم يضحك قطّ ، ولم يزل منذ ولّاه اللَّه جهنّم يزداد كلّ يوم غضباً وغيظاً على أعداء اللَّه وأهل معصيته ، فينتقم اللَّه به منهم ، ولو ضحك إلى أحدٍ كان قبلك أو كان ضاحكاً لأحدٍ بعدك ، لضحك إليك ، ولكنّه لا يضحك .
فسلّمت عليه فردّ عليّ السلام وبشّرني بالجنّة، فقلت لجبرئيل عليه السلام - وجبرئيل عليه السلام بالمكان الّذي وصفه اللَّه : «مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ » ۱: ألا تأمره أن يريني النار ؟ فقال له جبرئيل : يا مالك ، أرِ محمّداً النار ، فكشف عنها غطاءها وفتح باباً منها ، فخرج منها لهب ساطع في السماء وفارت ، فارتعدت حتّى ظننت ليتناولني ممّا رأيت ، فقلت له : يا جبرئيل ! قل له فليردّ عليها غطاءها ، فأمرها فقال لها : ارجعي ، فرجعت إلى مكانها الّذي خرجت منه. الخبر .۲

۷۳. الكافي : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمَير ، عن ابن بكير ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال : إنّ في جهنّم لوادياً للمتكبّرين يقال له سقر ، شكا إلى اللَّه شدّة حرّه ، سأله أن يأذن له أن يتنفّس ، فتنفّس فأحرق جهنّم .۳

۷۴. تفسير القمّي : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عُمَير ، عن منصور بن يونس ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال : إنّ في النار لناراً يتعوّذ منها أهل النار ، ما خُلقت إلّا لكلّ متكبّرٍ جبّارٍ عنيد ، ولكلّ شيطانٍ مريد ، ولكلّ متكبّرٍ لا يؤمن بيوم الحساب ، ولكلّ ناصب العداوة لآل محمّد . وقال : إنّ أهون الناس عذاباً يوم القيامة لَرجُلٌ في ضَحضَاحٍ‏۴ من نار عليه نعلان من نار وشراكان من نار ، يغلي منها دماغه كما يغلي المرجل ، ما يرى أنّ في النار أحداً أشدّ عذاباً منه ، وما في النار أحد أهون عذاباً منه .۵

1.سورة التكوير ( ۸۱ ) ، الآية ۲۱ .

2.تفسير القمّي ، ج ۲ ، ص ۴ ( سورة الإسراء) ؛ بحار الأنوار ، ج ۸ ، ص ۲۹۱ ، ح ۳۰ هذا قسم من خبر المعراج ، سيأتي الحديث بتمامه في تاريخ نبيّنا صلى اللّه عليه و آله .

3.الكافي، ج ۲، ص ۳۱۰، ح ۱۰؛ تفسيرالقمّي، ج‏۲، ص‏۲۵۱ (سورة الزمر)؛ بحار الأنوار، ج ۸ ، ص ۲۹۴، ح ۳۸.

4.ضحضاح : أي قريب القعر ( الصحاح ، ج ۱ ، ص ۳۸۵ « ضحح » ) .

5.تفسيرالقمّي ، ج ۲ ، ص ۲۵۷ (سورة المؤمن ) ؛ بحارالأنوار ، ج ۸ ، ص ۲۹۵ ، ح ۴۴ .


مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
86

أهل النار عُلّق بين السماء والأرض ، لمات أهل الأرض من ريحه ووهجه . فبكى رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله وبكى جبرئيل ، فبعث اللَّه إليهما ملكاً فقال لهما : إنّ ربّكما يقرئكما السلام ويقول : قد آمِنتُكُما أن تُذنبا ذنبا أُعذّبكما عليه .
فقال أبو عبد اللَّه عليه السلام : فما رأى رسولُ اللَّه صلى اللّه عليه و آله جبرئيلَ مبتسماً بعد ذلك . ثمّ قال : إنّ أهل النار يعظّمون النار ، وإنّ أهل الجنّة يعظّمون الجنّة والنعيم ، وإنّ أهل جهنّم إذا دخلوها هووا فيها مسيرة سبعين عاماً ، فإذا بلغوا أعلاها قُمعوا بمقامع الحديد وأُعيدوا في دركها ، هذه حالهم ، وهو قول اللَّه عزّ و جلّ : «كُلَّمَآ أَرَادُواْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا . . . »۱، ثمّ تُبدّل جلودهم جلوداً غير الجلود الّتي كانت عليهم . فقال أبو عبد اللَّه عليه السلام : حسبك يا أبا محمّد ؟ قلت : حسبي حسبي .۲

۷۱. تفسير القمّي : حدّثني أبي عن ابن أبي عُمَير ، عن سيف بن عُمَيرة يرفعه إلى علي بن الحسين عليهم السلام قال : إنّ في جهنّم وادياً يقال له سَعير ، إذا خَبَت جهنّم فُتِحَ سَعيرها ، وهو قوله : «كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَهُمْ سَعِيرًا »۳، أي كلّما انطَفَت .۴

۷۲. تفسير القمّي : أبي عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبداللَّه عليه السلام (في خبر المعراج قال : قال النبيّ صلى اللّه عليه و آله ) : سمعت صوتاً أفزعني ، فقال جبرئيل : أتسمع يا محمّد ؟ قلت: نعم ، قال : هذه صخرة قَذَفتُها عن شفير جهنّم منذ سبعين عاماً ، فهذا حين استقرّت . قالوا : فما ضَحِكَ رسولُ اللَّه صلى اللّه عليه و آله حتّى قُبض .
قال : فصعد جبرئيل عليه السلام وصعدت ... حتّى دخلت سماء الدنيا ، فما لقيني ملك إلّا كان ضاحكاً مستبشراً ، حتّى لقيني ملك من الملائكة لم أرَ أعظم خلقاً منه ، كريه المنظر ظاهر الغضب ، فقال لي مثل ما قالوا من الدعاء ، إلّا أنّه لم يضحك ولم أرَ فيه من الاستبشار وما رأيت ممّن ضحك من الملائكة ، فقلت : من هذا يا جبرئيل ، فإنّي قد

1.سورة الحجّ ( ۲۲ ) ، الآية ۲۲ .

2.تفسير القمّي ، ج ۲ ، ص ۸۱ (سورة الحجّ) ؛ بحار الأنوار ، ج ۸ ، ص ۲۸۰ ، ح ۱ .

3.سورة الإسراء ( ۱۷ ) ، الآية ۹۷ .

4.تفسير القمّي ، ج ۲ ، ص ۲۹ ( سورة الإسراء ) ؛ بحار الأنوار ، ج ۸ ، ص ۲۹۱ ، ح ۲۹ .

  • نام منبع :
    مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    گردآوری و تنظیم: بشیر محمدی مازندرانی
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9333
صفحه از 516
پرینت  ارسال به