9
مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل

مقدّمة المؤلّف‏

الحمد للَّه ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطاهرين .

وبعد ، فإنّ هذه المدوّنة مجموعة من الروايات الواردة عن أئمّة آل البيت عليهم السلام ، حسبما رواها الشيخ الجليل محمّد بن زياد المعروف بابن أبي عُمَير ، فمنَّ اللَّه عليَّ بالتوفيق في سبيل تأليف تلك الروايات وتجميعها ، وفحصت الجوامع الروائية الأصلية والفرعية في هذا المضمار كافّة .

وفي نهاية المطاف جمعت كلّ ما رواه الشيخ الجليل في مختلف الأبواب وشتّى المسائل ، وقد بلغت كمّية الروايات أكثر من أربعة آلاف رواية ، ورتّبتها على نسق التبويب العقائدي والفقهي ، من التوحيد إلى المعاد ، ومن الطهارة والصلاة إلى الحدود والديّات ؛ فأصبح التأليف بفضل اللَّه تعالى كمسندٍ من المسانيد الّتي دونّاها من ذي قبل .

أوّلها : مسند محمّد بن قيس البَجَلي .

الثاني : مسند زرارة بن أعيَن .

الثالث : مسند محمّد بن مسلم .

الرابع : مسند أبي بصير .

الخامس : هو هذا المسند لابن أبي عُمَير .

كلّ تلك المسانيد تحتوي أنوار الهداية للناس ، كما ورد في الزيارة الجامعة : «كلامكم نور، وأمركم رشد، ووصيّتكم التقوى، وفعلكم الخير».

وأمّا شخصية ابن أبي عُمَير القيّمة ومكانته البارزة فهي كما يلي :

محمّد بن أبي عُمَير ، من الذين أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنهم وتصديقهم ،


مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
8

۲ . معرفة تخصّص الراوي‏

طرقت أحاديث أهل البيت عليهم السلام موضوعات متنوّعة ، وتفوّق تلاميذهم في بعض المواضيع حتّى إنّ الأئمّة عليهم السلام أحالوا الأشخاص على الرواة وفقاً لتخصّصهم‏۱ في بعض الأحيان . وتخصّص الرواي يجدي نفعاً في ترجيح الروايات عند تعارضها ، كما أنّ جمع الأحاديث لكلّ راوٍ يهيّئ أرضيّةً مناسبةً لمعرفة تخصّصه استناداً إلى ماتبقّى من رواياته .

۳ . معرفة طبقة الراوي‏

إنّ توفير أحاديث راوٍ معيّن يضع إمام الباحث فهرساً كاملاً نسبياً عن أساتذته وتلاميذه . ومن هنا تقدّم كتابة المسانيد إلى الباحثين طريق انتقال معارف أهل البيت بنحو عملي ، وتكشف عن مدى تأثّر الراوي بأساتذته ، وتأثيره في تلاميذه .

ونظراً إلى الحوادث التي وقعت في عهد ابن أبي عمير ، واتّجاه أكثر العلماء للتعامل مع مراسيله كما يتعاملون مع المسانيد، فجمع رواياته وتنظيمها يعدّ على قدر عالٍ من الأهمّية للباحثين في الحديث لكي يطّلعوا عليها في مجموعة واحدة ، ويستندوا إليها في كتابة دراسات رصينة .

وفي هذا الإطار تصدّى حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ بشير محمّدي المازندراني - الذي نظّم ونشر حتّى الآن أربعة مسانيد لأصحاب الأئمة عليهم السلام - لإعداد وتنظيم أربعة آلاف حديث مع المكرّرات لمحمّد بن زياد المعروف بابن أبي عمير، أحد الرواة الثقات للإمامين : الكاظم والرضا عليهما السلام ، مستفيداً من إرشادات المرجع الجليل سماحة آية اللَّه السبحاني (دام ظلّه) ، وقدّمها للنشر باسم «مسند ابن أبى عمير» إلى مركز دراسات علوم ومعارف الحديث .

وقد تمّت المراجعة النهائية للكتاب وتخريج أحاديثه بجهود الأخ الفاضل مرتضى وفائي في المركز المذكور ، وقد تمّ إعداده ليوضع بين يدي القرّاء والباحثين .

نسأل اللَّه تعالى أن يهب أجراً غير ممنون لكلّ حماة روايات أهل البيت عليهم السلام . وللَّه الحمد من قبل ومن بعد .

أحمد غلامعلي‏

مدير شؤون البحوث والتعليم في‏

مركز دراسات علوم ومعارف الحديث‏

1.اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) : ص ۲۷۴ .

  • نام منبع :
    مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    گردآوری و تنظیم: بشیر محمدی مازندرانی
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9246
صفحه از 516
پرینت  ارسال به