فيقولون لهم : ما كان صبركم هذا الّذي صبرتم ؟ فيقولون : صبرنا أنفسنا على طاعة اللَّه، وصبرناها عن معصية اللَّه . قال : فينادي منادٍ من عند اللَّه : صدق عبادي، خلّوا سبيلهم ليدخلوا الجنّة بغير حساب ... .
قال : ثمّ ينادي منادٍ آخر، يسمع آخرهم كما يسمع أوّلهم، فيقول : أين أهل الفضل ؟ فيقوم عنق من الناس، فتستقبلهم زمرة من الملائكة، فيقولون : ما فضلكم هذا الّذي نوديتم به ؟ فيقولون : كنّا يُجهل علينا في الدنيا فنحتمل ، ويُساء إلينا فنعفو. قال : فينادي منادٍ من عند اللَّه تعالى : صدق عبادي، خلّوا سبيلهم ليدخلوا الجنّة بغير حساب.
قال : ثمّ ينادي منادٍ من عند اللَّه عزّ و جلّ ، يسمع آخرهم كما يسمع أوّلهم، فيقول : أين جيران اللَّه جلّ جلاله في داره ؟ فيقوم عنق من الناس، فتستقبلهم زمرة من الملائكة، فيقولون لهم ماذا كان عملكم في دار الدنيا فصرتم به اليوم جيران اللَّه تعالى في داره ؟ فيقولون : كنّا نتحابّ في اللَّه عزّ و جلّ ، ونتباذل في اللَّه ، ونتوازر في اللَّه ، فينادي منادٍ من عند اللَّه : صدق عبادي ، خلّوا سبيلهم لينطلقوا إلى جوار اللَّه في الجنّة بغير حساب . قال : فينطلقون إلى الجنّة بغير حساب. ثمّ قال أبو جعفر عليه السلام : فهؤلاء جيران اللَّه في داره، يخاف الناس ولا يخافون، ويُحاسب الناس ولا يُحاسبون .۱
۵۲. تفسير القمّي : حدّثني أبي ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن عبد اللَّه بن شريك العامري ، عن أبي عبد اللَّه قال : سأل علي عليه السلام رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله عن تفسير قوله : «يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا »۲ ؟ قال : يا علي ، أنّ الوفد لا يكون إلّا ركباناً ، أُولئك رجال اتّقوا اللَّه فأحبّهم اللَّه واختصّهم ورضي أعمالهم ، فسمّاهم اللَّه المتّقين . ثمّ قال : يا علي ، أما والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ، إنّهم ليخرجون من قبورهم وبياض وجوههم كبياض الثلج ، عليهم ثياب بياضها كبياض اللبن ، عليهم نعال الذهب شراكها من لؤلؤ يتلألأ .
وفي حديثٍ آخر قال : إنّ الملائكة لتستقبلهم بنوقٍ من نوق الجنّة ، عليها رحائل