مقدّمة الناشر
الحديث مراسِلٌ ينقل كريمَ أقوال رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله وأهل بيته الأجلّاء عليهم السلام ، ومن أجله لم يدّخر العلماء والمحدّثون وسعاً فى الحفاظ عليه ونشره منذ زمان صدوره حتّى الوقت الراهن ، وبأحسن نحو ممكن .
وفي المنظار الشيعي فإنّ كلام المعصومين عليهم السلام هو نور يصدر من مشكاة واحدة ، فكان ذلك داعياً إلى تدوين أغلب الكتب الحديثية باُسلوب موضوعي . ومن هنا لم يرحّب علماء الشيعة كثيراً بتدوين المسانيد ، على أنّها منهاج يلملم جميع أنواع الأحاديث الواردة عن الرسول بما فيها الصحيح والضعيف استناداً إلى نقل كلّ واحد من الصحابة .
ومع ذلك دوّنت عدّة مسانيد بيراعة الشيعة فى القرون الاُولى ، من أهمّها : مسند الرضا (أو صحيفة الرضا) لأحمد بن عامر بن سليمان الطائي ، ومسند زيد بن عليّ بن الحسين ، ومسند الإمام موسى بن جعفر لموسى بن إبراهيم المروزي ، ومسند الحبري المنسوب إلى حسين بن الحكم بن مسلم الحبري ، ومسند الرضا لمؤلّف مجهول؛ وقد جمعوا فيها أحاديث رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله مع سلسلة أسنادها .
إضافة إلى تلك المسانيد اُلّفت بعض الكتب نظير تحف العقول للحرّاني ، ونزهة الناظر للحلواني ، ضمّت أحاديث المعصومين عليهم السلام بنحو مستقلّ ، ويمكن اعتبارها نوعاً من كتابة المسانيد مع شيء من التسامح .
وفى السنوات الأخيرة أحيا بعض علماء الشيعة سنّة كتابة المسانيد ، فجمع ونشر أحاديث الأئمّة المعصومين عليهم السلام أو الروايات المنقولة عن كلّ راوٍ من مجموعة التراث الحديثي للشيعة .
ولنشر المسانيد وعزل أحاديث الرواة أهمّية من عدّة جوانب :
۱ . الكشف عن مكانة الراوي
تُعرف مكانة الناس فى روايات أهل البيت عليهم السلام بغزارة ما ينقلونه عنهم من أحاديث . قال الإمام الصادق عليه السلام :
اِعرِفوا مَنازِلَ النّاسِ عَلى قَدرِ رِوايَتِهِم عَنّا .۱