حديث يرويه الناس ، فقال : وما هو ؟ قال : يروون أنّ اللَّه تعالى أوحى إلى حِزقِيل النبيّ عليه السلام أن أخبر فلان الملك أنّي متوفّيك يوم كذا ، فأتى حِزقِيل عليه السلام الملك فأخبره بذلك ، قال : فدعا اللَّه وهو على سريره حتّى سقط ما بين الحائط والسرير ، وقال : يا ربّ ، أخّرني حتّى يشبّ طفلي وأقضي أمري ، فأوحى اللَّه إلى ذلك النبيّ أن ائت فلاناً وقل له : إنّي أنسأت في عمره خمس عشرة سنة ، فقال النبيّ : يا ربّ ، وعزّتك إنّك تعلم أنّي لم أكذب كذبة قطّ ، فأوحى اللَّه إليه : إنّما أنت عبد مأمور ، فأبلغه .۱
۸۱. تفسير القمّي : حدّثني أبي ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن جميل ، عن أبي عبيدة ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : سألته عن قول اللَّه : «الم* غُلِبَتِ الرُّومُ* فِى أَدْنَى الْأَرْضِ » ، قال : يا أبا عبيدة ، إنّ لهذا تأويلاً لا يعلمه إلّا اللَّه والراسخون في العلم من الأئمّة عليهم السلام ، إنّ رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله لمّا هاجر إلى المدينة وقد ظهر الإسلام ، كتب إلى ملك الروم كتاباً ، وبعث إليه رسولاً يدعوه إلى الإسلام ، وكتب إلى ملك فارس كتاباً وبعث إليه رسولاً يدعوه إلى الإسلام ، فأمّا ملك الروم فإنّه عظّم كتاب رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله وأكرم رسوله ، وأمّا ملك فارس فإنّه مزّق كتابه واستخفّ برسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، وكان ملك فارس يقاتل يومئذٍ ملك الروم ، وكان المسلمون يهوون أن يغلب ملك الروم ملك فارس ، وكانوا لناحية ملك الروم أرجى منهم لملك فارس ، فلمّا غلب ملك فارس ملك الروم بكى لذلك المسلمون واغتمّوا ، فأنزل اللَّه : «الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِى أَدْنَى الْأَرْضِ » ، يعني غلبتها فارس «فِى أَدْنَى الْأَرْضِ » ، وهي الشامات وما حولها . ثمّ قال : وفارس «مِّنم بَعْدِ غَلَبِهِمْ » ، الروم «سَيَغْلِبُونَ * فِى بِضْعِ سِنِينَ » ، قوله : «لِلَّهِ الْأَمْرُ » من قبل أن يأمر ومن بعد أن يقضي بما يشاء ، قوله : «وَ يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَآءُ »۲.
قلت : أليس اللَّه يقول : «فِى بِضْعِ سِنِينَ » ، وقد مضى للمسلمين سنون كثيرة مع رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله وفي إمارة أبي بكر ، وإنّما غلب المؤمنون فارسَ في إمارة عمر ؟ فقال : ألم أقل لك