57
مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل

الحنيفية ؟ قال : هي الفطرة الّتي فطر الناس عليها ، فطر اللَّه الخلق على معرفته .۱

۷۵. الأمالي : حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة رحمه اللّه ، قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن إبراهيم الكرخي قال : قلت للصادق عليه السلام : إنّ رجلاً رأى ربّه عزّ و جلّ في منامه ، فما يكون ذلك ؟ فقال : ذلك رجل لا دين له ، إنّ اللَّه تبارك وتعالى لا يُرى في اليقظة ولا في المنام ، ولا في الدنيا ولا في الآخرة .۲

۷۶. بصائر الدرجات : حدّثنا عبد اللَّه بن جعفر ، عن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن أبي عُمَير، عن ربعي، عن عبداللَّه، عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إنّ للَّه علماً يَعلَمُهُ ملائكتُهُ وأنبياءُهُ ورسلُهُ ، ألا ونحن نَعلَمُهُ ، وللَّه علم لا يعلمُ ملائكتُهُ وأنبياءُهُ ورسلُهُ .۳

۷۷. التوحيد : حدّثنا به ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن ابن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن الفضيل قال : سألت أبا الحسن عليه السلام : هل رأى رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ربّه عزّ و جلّ ؟ فقال : نعم ، بقلبه رآه ، أما سمعت اللَّه عزّ و جلّ يقول: «مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى‏ »۴، لم يره بالبصر ، ولكن رآه بالفؤاد .۵

۷۸. كفاية الأثر : حدّثنا الحسين بن علي قال : حدّثنا هارون بن موسى قال : محمّد بن الحسن قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن هشام قال : كنت عند الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام ، إذ دخل عليه معاوية بن وهب وعبد الملك بن أعين ، فقال له معاوية ابن وهب : يابن رسول اللَّه ، ما تقول في الخبر الّذي روي أنّ رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله رأى ربّه ، على أيّ صورةٍ رآه ؟ وعن الحديث الّذي رووه أنّ المؤمنين يرون ربّهم في الجنّة ، على أيّ صورةٍ يرونه ؟ فتبسّم عليه السلام ، ثمّ قال : يا فلان ، ما أقبح بالرجل يأتي عليه سبعون سنة أو ثمانون سنة يعيش في ملك اللَّه ويأكل من نعمه لا يعرف اللَّه حقّ معرفته .
ثمّ قال عليه السلام : يا معاوية ، إنّ محمّداً صلى اللّه عليه و آله لم يرَ ربّه تبارك وتعالى بمشاهدة العيان ، وإنّ الرؤية على وجهين : رؤية القلب ، ورؤية البصر ، فمن عَنَى برؤية القلب فهو مصيب ، ومن عَنَى برؤية البصر فقد كفر باللَّه وبآياته ؛ لقول رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله : من شبّه اللَّه بخلقه فقد كفر . ولقد حدّثني أبي، عن أبيه، عن الحسين بن علي عليهم السلام قال : سُئل أمير المؤمنين عليه السلام ، فقيل له : يا أخا رسول اللَّه ، هل رأيت ربّك ؟ فقال : وكيف أعبد من لم أره ، لم يره العيون بمشاهدة العيان ، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان . وإذا كان المؤمن يرى ربّه بمشاهدة البصر ، فإن كان من حاز عليه البصر والرؤية فهو مخلوق ، ولابدّ للمخلوق من الخالق ، فقد جعلته إذاً محدثاً مخلوقاً ، ومن شبّهه بخلقه فقد اتّخذ مع اللَّه شريكاً .
ويلهم ، أوَلم يسمعوا بقول اللَّه تعالى : «لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَرُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَرَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ »۶، وقوله : «لَن تَرَلنِى وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَلنِى فَلَمَّا تَجَلَّى‏ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا »۷، وإنّما طلع من نوره على الجبل كضوء يخرج من سمّ الخياط ، فدكدكت الأرض وصعقت الجبال ، فخرّ موسى صعقاً - أي ميّتاً ، فلمّا أفاق وردّ عليه روحه قال : سبحانك تبت إليك من قول من زعم أنّك تُرى ، ورجعت إلى معرفتي بك أنّ الأبصار لا يدركك ، وأنا أوّل المؤمنين وأوّل المقرّين بأنّك تَرى ولا تُرى ، وأنت بالمنظر الأعلى .
ثمّ قال عليه السلام : إنّ أفضل الفرائض وأوجبها على الإنسان معرفة الربّ والإقرار له بالعبودية ، وحدّ المعرفة أنّه لا إله غيره ولا شبيه له ولا نظير له ، وأنّه يعرف أنّه قديم مثبت بوجود غير فقيد ، موصوف من غير شبيه ولا مبطل ، ليس كمثله شي‏ء ، وهو السميع البصير ، وبعده معرفة الرسول والشهادة له بالنبوّة ؟
وأدنى معرفة الرسول الإقرار به بنبوّته ، وأنّ ما أتى به من كتابٍ أو أمر أو نهي فذلك عن اللَّه عزّ و جلّ ، وبعده معرفة الإمام الّذي به يأتمّ بنعته وصفته واسمه في

1.المحاسن ، ج ۱ ، ص ۲۴۱ ، ح ۲۲۳ ؛ بحار الأنوار ، ج ۳ ، ص ۲۷۹ ، ح ۱۲ .

2.الأمالي للصدوق ، ص ۷۰۸ ، ح ۹۷۴ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴ ، ص ۳۲ ، ح ۷ .

3.بصائر الدرجات ، ص ۱۳۲ ، ح ۱۶ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴ ، ص ۸۹ ، ح ۳۱.

4.سورة النجم ( ۵۳ ) ، الآية ۱۱ .

5.التوحيد ، ص ۱۱۵ ، ح ۱۷ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴ ، ص ۴۳ ، ح ۱۹ .

6.سورة الأنعام ( ۶ ) ، الآية ۱۰۳ .

7.سورة الأعراف ( ۷ ) ، الآية ۱۴۳ .


مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
56

۷۱. المحاسن : أحمد بن أبي عبداللَّه البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمَير ، عن محمّد بن يحيى الخثعمي، عن عبدالرحيم القصير قال: سألت أبا عبداللَّه عليه السلام عن شي‏ء من الصفة؟ فقال: فرفع يديه إلى السماء ثمّ قال: تعالى اللَّه الجبّارُ، إنّه مَن تعاطى ما ثَمّ هَلَكَ. يقولها مرّتين.۱

۷۲. معاني الأخبار : حدّثنا أبي رحمه اللّه قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عُمَير، عن عمر بن أُذينة ، عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول اللَّه عزّ و جلّ : «حُنَفَآءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ »۲، وقلت : ما الحنفية ؟ قال : هي الفطرة .۳

۷۳. التوحيد : أبي رحمه اللّه قال : حدّثنا سعد بن عبد اللَّه ، عن إبراهيم بن هاشم ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ويعقوب بن يزيد جميعاً ، عن ابن أبي عُمَير ، عن ابن أُذينة ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن قول اللَّه عزّ و جلّ : «حُنَفَآءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ » ، وعن الحنيفية ؟ فقال : هي الفطرة الّتي فطر اللَّه الناس عليها لا تبديل لخلق اللَّه . وقال : فطرهم اللَّه على المعرفة . قال زرارة : وسألته عن قول اللَّه عزّ و جلّ : «وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن‏م بَنِى‏ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ... »۴ الآية؟ قال : أخرج من ظهر آدم ذرّيته إلى يوم القيامة ، فخرجوا كالذرّ ، فعرّفهم وأراهم صنعه ، ولولا ذلك لم يعرف أحد ربّه . وقال : قال رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله : كلّ مولود يولد على الفطرة ، يعني على المعرفة بأنّ اللَّه عزّ و جلّ خالقه ، فذلك قوله : « وَ لَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَوَ تِ وَ الْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ » ۵.۶

۷۴. المحاسن : أحمد بن محمّد بن خالد ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن عمر بن أُذينة ، [عن زرارة ] قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول اللَّه : «حُنَفَآءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ »۷، ما

1.المحاسن ، ج ۱ ، ص ۲۳۷ ، ح ۲۰۷ ؛ وقد مرّ عن الكافي بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام ؛ بحار الأنوار ، ج ۳ ، ص ۲۶۴ ، ح ۲۳ .

2.سورة الحجّ ( ۲۲ ) ، الآية ۳۱ .

3.معاني الأخبار ، ص ۳۴۹ ، ح ۱ ؛ بحار الأنوار ، ج ۳ ، ص ۲۷۶ ، ح ۱ .

4.سورة الأعراف ( ۷ ) ، الآية ۱۷۲ .

5.سورة لقمان ( ۳۱ ) ، الآية ۲۵ .

6.التوحيد ، ص ۳۳۰ ، ح ۹ ؛ الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۲ ، ح ۳ بإسناد آخر مع اختلاف يسير ؛ بحار الأنوار ، ج ۳ ، ص ۲۷۹، ح‏۱۱.

7.سورة الحجّ ( ۲۲ ) ، الآية ۳۱ .

  • نام منبع :
    مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    گردآوری و تنظیم: بشیر محمدی مازندرانی
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9363
صفحه از 516
پرینت  ارسال به