اللَّه صلى اللّه عليه و آله : الجالب مرزوق ، والمحتكر ملعون . ولو كان منه عزّ و جلّ لوجب الرضا به والتسليم له ، كما يجب إذا كان عن قلّة الأشياء أو قلّة الريع ؛ لأنّه من اللَّه عزّ و جلّ ، وما كان من اللَّه عزّ و جلّ أو من الناس فهو سابق في علم اللَّه تعالى ذكره ، مثل خلق الخلق ، وهو بقضائه وقدره على ما بيّنته من معنى القضاء والقدر .۱
۶۲. التوحيد : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه اللّه قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن هشام بن سالم قال : قال أبو عبد اللَّه عليه السلام : إنّ قوماً أتوا نبّياً فقالوا : ادعُ لنا ربّك يرفع عنّا الموت ، فدعا لهم فرفع اللَّه تبارك وتعالى عنهم الموت ، وكثروا حتّى ضاقت بهم المنازل ، وكثر النسل ، وكان الرجل يصبح فيحتاج أن يطعم أباه وأُمّه وجدّه وجدّ جدّه ويرضيهم ويتعاهدهم ، فشُغلوا عن طلب المعاش ، فأتوه فقالوا : سل ربّك أن يردّنا إلى آجالنا الّتي كنّا عليها ، فسأل ربّه عزّ و جلّ فردّهم إلى آجالهم .۲
۶۳. التوحيد : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ رضى اللّه عنه قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عُمَير قال : سمعت موسى بن جعفر عليهما السلام يقول : لا يخلّد اللَّه في النار إلّا أهل الكفر والجحود ، وأهل الضلال والشرك ، ومن اجتنب الكبائر من المؤمنين لم يسأل عن الصغائر ، قال اللَّه تبارك وتعالى : «إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآلِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيَِّاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا »۳. قال : فقلت له : يابن رسول اللَّه ، فالشفاعة لمن تجب من المذنبين ؟ قال : حدّثني أبي، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام قال : سمعت رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله يقول : إنّما شفاعتي لأهل الكبائر من أُمّتي ، فأمّا المحسنون منهم فما عليهم من سبيل .
قال ابن أبي عُمَير : فقلت له : يا بن رسول اللَّه ، فكيف تكون الشفاعة لأهل الكبائر واللَّه