۳۹. تفسير القمّي : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عُمَير ، عن ابن مُسكان ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال : ما بعث اللَّه نبيّاً من لدن آدم فهلمّ جرّاً ، إلّا ويرجع إلى الدنيا وينصر أمير المؤمنين عليه السلام ، وهو قوله : « لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ »۱، يعني برسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، «ولتنصرنّه » يعني أمير المؤمنين عليه السلام .۲
۴۰. تفسير القمّي : قوله : « وَ حَرَ مٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَهَآ أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ »۳، فإنّه حدّثني أبي ، عن ابن أبي عُمَير ، عن ابن سنان ، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبد اللَّه وأبي جعفر عليهما السلام قالا : كلّ قرية أهلك اللَّه أهلها بالعذاب لا يرجعون في الرجعة ، فهذه الآية من أعظم الدلالة في الرجعة ؛ لأنّ أحداً من أهل الإسلام لا ينكر أنّ الناس كلّهم يرجعون إلى القيامة من هلك ومن لم يهلك ، فقوله : « لَا يَرْجِعُونَ » أيضاً عنى في الرجعة ، فأمّا إلى القيامة فيرجعون حتّى يدخلوا النار .۴
۴۱. تفسير القمّي : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عُمَير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال : انتهى رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله إلى أمير المؤمنين عليه السلام وهو نائم في المسجد قد جمع رملاً ووضع رأسه عليه ، فحرّكه برجله ، ثمّ قال له : قم يا دابّة اللَّه ، فقال رجل من أصحابه : يا رسول اللَّه ، أيُسمّي بعضنا بعضاً بهذا الاسم ؟ فقال : لا واللَّه ، ما هو إلّا له خاصّةً ، وهو الدابّة الّتي ذكر اللَّه في كتابه : « وَ إِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُواْ بَِايَتِنَا لَا يُوقِنُونَ »۵. ثمّ قال : يا علي ، إذا كان آخر الزمان أخرجك اللَّه في أحسن صورة ، ومعك ميسَمٌ۶ تَسِمُ به أعداءك .
فقال رجل لأبي عبد اللَّه عليه السلام : إنّ الناس يقولون هذه الدابة إنّما تَكلُمُهُم ، فقال أبو عبد اللَّه عليه السلام : كَلَمَهُمُ اللَّهُ في نار جهنّم ، إنّما هو يكلّمهم من الكلام ، والدليل على أنّ هذا في الرجعة ، قوله : « وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بَِايَتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا جَآءُو قَالَ أَكَذَّبْتُم بَِايَتِى وَ لَمْ تُحِيطُواْ بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ »۷، قال : الآياتُ أمير المؤمنين والأئمّة عليهم السلام . فقال الرجل لأبي عبداللَّه عليه السلام : إنّ العامّة تزعم أنّ قوله : « وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا » ، عنى يوم القيامة ، فقال أبو عبد اللَّه عليه السلام : أفيحشر اللَّه من كلّ أُمّة فوجاً ويدع الباقين ؟ لا ، ولكنّه في الرجعة .
وأمّا آية القيامة فهي « وَ حَشَرْنَهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا »۸.۹
1.سورة آل عمران ( ۳ ) ، الآية ۸۱ .
2.تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۱۰۶ ( سورة آل عمران ) ؛ بحار الأنوار ، ج ۵۳ ، ص ۵۰ ، ح ۲۳ .
3.سورة الأنبياء ( ۲۱ ) ، الآية ۹۵ .
4.تفسير القمّي ، ج ۲ ، ص ۷۵ ( سورة الأنبياء ) ؛ بحار الأنوار ، ج ۵۳ ، ص ۵۲ ، ح ۲۹ .
5.سورة النمل ( ۲۷ ) ، الآية ۸۲ .
6.الميسَمُ : وهي الحديدة التي يكوى بها ، قال ابن برى : اسم للآلة التي يوسم بها ( تاج العروس ، ج ۱۷ ، ص ۷۲۶
7.سورة النمل ( ۲۷ ) ، الآية ۸۳ .
8.سورة الكهف ( ۱۸ ) ، الآية ۴۷ .
9.تفسير القمّي ، ج ۲ ، ص ۱۳۱ ( سورة النمل ) ؛ بحار الأنوار ، ج ۵۳ ، ص ۵۲ ، ح ۳۰ .