يُعاقَب ويُعذر بسكره ، ورأيت من أكل أموال اليتامى يُحمد بصلاحه ، ورأيت القضاة يقضون بخلاف ما أمر اللَّه ، ورأيت الولاة يأتمنون الخونة للطمع ، ورأيت الميراث قد وضعته الولاة لأهلِ الفسوق والجرأة على اللَّه ، يأخذون منها ويخلّونهم وما يشتهون ، ورأيت المنابر يُؤمر عليها بالتقوى ولا يعمل القائل بما يأمر .
ورأيت الصلاة قد استُخفّ بأوقاتها ، ورأيت الصدقة بالشفاعة لا يُراد بها وجه اللَّه ويُعطى لطلب الناس ، ورأيت الناس همّهم بطونهم وفروجهم لا يبالون بما أكلوا وبما نكحوا، ورأيت الدنيا مقبلةً عليهم، ورأيت أعلام الحقّ قد دُرست ؛ فكن على حذرٍ واطلب إلى اللَّه عزّ و جلّ النجاة. واعلم أنّ الناس في سخط اللَّه عزّ و جلّ ، وإنّما يمهلهم لأمرٍ يراد بِهِم، فكن مترقّباً، واجتهد ليراك اللَّه عزّ و جلّ في خلاف ما هم عليه، فإن نزل بهم العذاب وكنت فيهم عُجّلت إلى رحمةاللَّه، وإن أُخّرت ابتلوا وكنت قد خرجت ممّا هم فيه من الجرأة على اللَّه عزّ و جلّ ، واعلم « إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ » ۱ و « إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ »۲. ۳
۲۳. الأمالي : أخبرنا أبو عبداللَّه الحسين بن إبراهيم القزويني ، قال : أخبرنا أبو عبداللَّه محمّد بن وهبان الهنائي البصري ، قال : حدّثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال : أخبرني أبو محمّد الحسن بن عليّ بن عبدالكريم الزعفرانيّ ، قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ ، قال : حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن هشام قال : قال أبو عبد اللَّه عليه السلام - وذكر السفياني فقال - : أمّا الرجالُ فَتُوارِي وجوهَها عنه ، وأمّا النساءُ فليس عليهنّ بأس .۴
۲۴. الخصال : حدّثنا أبي رضى اللّه عنه قال : حدّثنا سعد بن عبداللَّه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن غير واحدٍ ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام (في حديث) قال : يخرج قائمنا أهل
1.سورة التوبة ( ۹ ) ، الآية ۱۲۰ .
2.سورة الأعراف ( ۷ ) ، الآية ۵۶ .
3.الكافي ، ج ۸ ، ص ۳۶ ، ح ۷ ؛ بحار الأنوار ، ج ۵۲ ، ص ۲۵۴ ، ح ۱۴۷ .
4.الأمالي للطوسي ، ص ۶۶۱ (المجلس الخامس والثلاثون) ، ح ۱۳۷۱ ؛ بحار الأنوار ، ج ۵۲ ، ص ۲۷۵ ، ح۱۷۰ .