343
مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل

الأمر الّذي يُقتدى به ، وهذا الآخر يعمل بالجور ويقتل أولاد الأنبياء ويسفك الدماء في الأرض بما لا يحبّ اللَّه ، وهو في موكبه وأنت على حمار ، فدخلني من ذلك شكّ حتّى خفت على ديني ونفسي . قال : فقلت : لو رأيت من كان حولي وبين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي من الملائكة، لاحتقرته واحتقرت ما هو فيه، فقال: الآن سكن قلبي.
ثمّ قال : إلى متى هؤلاء يملكون ؟ أو متى الراحة منهم ؟ فقلت : أليس تعلم أنّ لكلّ شي‏ء مدّةً ؟ قال : بلى ، فقلت : هل ينفعك علمك أنّ هذا الأمر إذا جاء كان أسرع من طرفة العين ؟ إنّك لو تعلم حالهم عند اللَّه عزّ و جلّ وكيف هي كنت لهم أشدّ بغضاً ، ولو جهدت وجهد أهل الأرض أن يدخلوهم في أشدّ ما هم فيه من الإثم لم يقدروا ، فلا يستفزنّك الشيطان ، فإنّ العزّة للَّه ولرسوله وللمؤمنين ولكنّ المنافقين لا يعلمون .
ألا تعلم أنّ من انتظر أمرنا وصبر على ما يرى من الأذى والخوف هو غداً في زمرتنا ؟ فإذا رأيت الحقّ قد مات وذهب أهله ، ورأيت الجور قد شمل البلاد ، ورأيت القرآن قد خَلُقَ وأُحدِثَ فيه ما ليس فيه ووجّه على الأهواء ، ورأيت الدين قد انكفأ كما ينكفئ الماء ، ورأيت أهل الباطل قد استعلوا على أهل الحقّ ، ورأيت الشرّ ظاهراً لا يُنهى عنه ويُعذر أصحابه ، ورأيت الفسق قد ظهر واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء ، ورأيت المؤمن صامتاً لا يُقبل قوله ، ورأيت الفاسق يكذب ولا يُردّ عليه كذبه وفريته ، ورأيت الصغير يَستحقر بالكبير ، ورأيت الأرحام قد تقطّعت ، ورأيت من يُمتدَحُ بالفسق يُضحك منه ولا يردّ عليه قوله ، ورأيت الغلام يعطي ما تعطي المرأة ، ورأيت النساء يتزوجن النساء ، ورأيت الثناء قد كثر ، ورأيت الرجل ينفق المال في غير طاعة اللَّه فلا يُنهَى ولا يُؤخَذ على يديه ، ورأيت الناظر يتعوّذ باللَّه ممّا يرى المؤمن فيه من الاجتهاد ، ورأيت الجار يؤذي جاره وليس له مانع ، ورأيت الكافر فرحاً لما يرى في المؤمن مرحاً لما يرى في الأرض من الفساد ، ورأيت الخمور تُشرب علانيةً ويجتمع عليها من لا يخاف اللَّه عزّ و جلّ ، ورأيت الآمر بالمعروف ذليلاً ، ورأيت الفاسق فيما لا يحبّ اللَّه قويّاً محموداً ، ورأيت أصحاب الآيات يُحقَّرون ويُحتَقَرُ من يحبّهم ، ورأيت


مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
342

السعدآبادي ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن أبي أيّوب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال : تنكسف الشمس لخمس مضين من شهر رمضان قبل قيام القائم عليه السلام .۱

۲۱. الغيبة : الفضل ، عن ابن أبي عُمَير ، عن عمر بن أُذينة ، عن محمّد بن مسلم قال : سمعت أبا عبد اللَّه عليه السلام يقول : إنّ السفياني يملك بعد ظهوره على الكُوَر الخَمس حَملَ امرأةٍ . ثمّ قال عليه السلام : أستغفر اللَّه ، حَملَ جَمَلٍ ، وهو من الأمر المحتوم الّذي لا بدّ منه .۲

۲۲. الكافي : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن بعض أصحابه وعليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمَير جميعاً ، عن محمّد بن أبي حمزة ، عن حُمران قال : قال أبو عبد اللَّه عليه السلام ، وذكر هؤلاء عنده وسوء حال الشيعة عندهم ، فقال : إنّي سرت مع أبي جعفر المنصور وهو في موكبه ، وهو على فرسٍ وبين يديه خيل ومن خلفه خيل ، وأنا على حمارٍ إلى جانبه ، فقال لي : يا أبا عبد اللَّه ، قد كان فينبغي لك أن تفرح بما أعطانا اللَّه من القوّة وفتح لنا من العزّ ، ولا تخبر الناس أنّك أحقّ بهذا الأمر منّا وأهل بيتك ، فتغرينا بك وبهم . قال : فقلت : ومن رفع هذا إليك عنّي فقد كذب ، فقال لي : أتحلف على ما تقول ؟ فقلت : إنّ الناس سحرة ، يعني يحبّون أن يفسدوا قلبك علَيَّ ، فلا تمكّنهم من سمعك ، فإنّا إليك أحوج منك إلينا .
فقال لي : تذكر يوم سألتك هل لنا ملك ؟ فقلت : نعم ، طويل عريض شديد ، فلا تزالون في مهلة من أمركم وفسحة من دنياكم ، حتّى تصيبوا منّا دماً حراماً في شهرٍ حرام في بلدٍ حرام . فعرفت أنّه قد حفظ الحديث ، فقلت : لعلّ اللَّه عزّ و جلّ أن يكفيك ، فإنّي لم أخصّك بهذا ، وإنّما هو حديث رويته ، ثمّ لعلّ غيرك من أهل بيتك يتولّى ذلك .
فسكت عنّي ، فلمّا رجعت إلى منزلي أتاني بعض موالينا فقال : جُعلت فداك ، واللَّه لقد رأيتك في موكب أبي جعفر وأنت على حمارٍ وهو على فرس ، وقد أشرف عليك يكلّمك كأنّك تحته ، فقلت بيني وبين نفسي : هذا حجّة اللَّه على الخلق وصاحب هذا

1.كمال الدين وتمام النعمة ، ص ۶۵۵ ، ح ۲۸ ؛ بحار الأنوار ، ج ۵۲ ، ص ۲۰۷ ، ح ۴۳ .

2.الغيبة للطوسي ، ص ۴۴۹ ، ح ۴۵۲ ؛ بحار الأنوار ، ج ۵۲ ، ص ۲۱۵ ، ح ۷۱ .

  • نام منبع :
    مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    گردآوری و تنظیم: بشیر محمدی مازندرانی
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11265
صفحه از 516
پرینت  ارسال به