33
مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل

اخرج إلى الصفا من الباب الّذي خرج منه رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، وهو الباب الّذي يقابل الحجر الأسود ، حتّى تقطع الوادي وعليك السكينة والوقار ، فاصعد على الصفا حتّى تنظر إلى البيت وتستقبل الركن الّذي فيه الحجر الأسود ، واحمد اللَّه واثنِ عليه ، ثمّ اذكر من آلائه وبلائه ، وحسن ما صنع إليك ما قدرت على ذكره ، ثمّ كبّر اللَّه سبعاً ، وأحمده سبعاً ، وهلّله سبعاً ، وقل : « لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ، وهو حيٌّ لا يموت ، وهو على كلّ شي‏ء قدير » ثلاث مرّات ، ثمّ صلّ على النبيّ صلى اللّه عليه و آله وقل : « اللَّه أكبر على ما هدانا ، والحمد للَّه على ما أولانا ، والحمد للَّه الحيّ القيّوم ، والحمد للَّه الحيّ الدائم » ثلاث مرّات .
وقل: « أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله ، لا نعبد إلّا إيّاه ، مخلصين له الدين ولو كره المشركون » ثلاث مرّات ، « اللّهمّ إنّي أسألك العفو والعافية واليقين في الدنيا والآخرة» ثلاث مرّات ، « اللّهمّ آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار » ثلاث مرّات . ثمّ كبّر اللَّه مئة مرّة ، وهلّل مئة مرّة ، واحمد مئة مرّة ، وسبّح مئة مرّة ، وتقول : « لا إله إلّا اللَّه وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وغلب الأحزاب وحده ، فله الملك وله الحمد ، وحده وحده ، اللّهمّ بارك لي في الموت وفيما بعد الموت، اللّهم إنّي أعوذ بك من ظلمة القبر ووحشته ، اللّهمّ أظلّني في ظلّ عرشك يوم لا ظلّ إلّا ظلّك » .
وأكثر من أن تستودع ربّك دينك ونفسك وأهلك ، ثمّ تقول : « أستودع اللَّه الرحمن الرحيم الّذي لا يَضِيعُ ودائِعُهُ ، نفسي وديني وأهلي ، اللّهمّ استعملني على كتابك وسنّة نبيّك ، وتوفّني على ملّته ، وأعذني من الفتنة » ، ثمّ تكبّر ثلاثاً ثمّ تعيدها مرّتين ، ثمّ تكبّر واحدة ثمّ تعيدها ، فإن لم تستطع هذا فبعضه .
وقال أبو عبد اللَّه عليه السلام : إنّ رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله كان يقف على الصفا بقدر ما يقرأ سورة البقرة مترتّلاً .۱

1.الكافي، ج ۴، ص ۴۳۱، ح ۱؛ تهذيب الاحكام، ج ۵، ص ۱۴۵، ح ۴۸۱، ح ۱؛ وسائل الشيعة، ج ۱۳، ص ۴۷۶، ص ۱۸۲۴۵.


مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
32

إسماعيل ، وقُضي أنّ أبا عبد اللَّه عليه السلام حجّ ، وحجّ إسماعيل تلك السنة ، فجعل يطوف بالبيت ويقول : اللهمّ أجرني وأخلف عليَّ ، فلحقه أبو عبد اللَّه عليه السلام فهمزه بيده من خلفه ، فقال له : مه يا بنيّ ! فلا واللَّه ما لك على اللَّه [هذا] حجّة ، ولا لك أن يأجرك ولا يخلف عليك ، وقد بلغك أنّه يشرب الخمر فائتمنته ، فقال إسماعيل : يا أبتِ ، إنّي لم أره يشرب الخمر ، إنّما سمعت الناس يقولون ، فقال : يا بنيّ ، إنّ اللَّه عزّ و جلّ يقول في كتابه : «يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ »۱، يقول : يصدّق اللَّه ويصدّق للمؤمنين ، فإذا شهد عندك المؤمنون فصدّقهم ، ولا تأتمن شارب الخمر ، فإنّ اللَّه عزّ و جلّ يقول في كتابه : «وَلَا تُؤْتُواْ السُّفَهَآءَ أَمْوَ لَكُمُ » ۲فأيّ سفيه أسفه من شارب الخمر ؟ إنّ شارب الخمر لا يُزوَّج إذا خَطَبَ ، ولا يُشفّع إذا شَفَعَ ، ولا يؤتمن على أمانة ، فمن ائتمنه على أمانة فاستهلكها ، لم يكن للّذي ائتمنه على اللَّه أن يأجره ولا يخلف عليه .۳

۶۲. تهذيب الأحكام : وأخبرني الشيخ - أيّده اللَّه تعالى - عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عُمَير ، عن ابن أُذينة ، عن الفضيل ، قال : سُئل أبو عبد اللَّه عليه السلام عن الجُنُب يغتسل فينتضح‏۴ من الأرض في الإناء ، فقال : لا بأس ، هذا ممّا قال اللَّه تعالى : «مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ »۵.۶

۶۳. الكافي : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمَير ومحمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن يحيى ، عن ابن أبي عُمَير ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام : إنّ رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله حين فرغ من طوافه وركعتيه قال : ابدأ بما بدأ اللَّه عزّ و جلّ به من إتيان الصفا ، إنّ اللَّه عزّ و جلّ يقول : «إِنَّ الصَّفَا وَ الْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللَّهِ »۷. قال أبو عبد اللَّه عليه السلام : ثمّ

1.سورة التوبة ( ۹ ) ، الآية ۶۱ .

2.سورة النساء ( ۴ ) ، الآية ۵ .

3.الكافي، ج ۵، ص ۲۹۹، ح ۱؛ بحار الأنوار، ج ۲، ص ۲۷۳، ح ۱۳ باختصار وتمامه في ج‏۴۷، ص ۲۶۷، ح ۳۸ .

4.انتضح عليهم الماء : أي ترشّش ( لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۶۱۸ « نضح » ) .

5.سورة الحجّ ( ۲۲ ) ، الآية ۷۸ .

6.تهذيب الأحكام ، ج ۱ ، ص ۸۶ ، ح ۲۲۵ ؛ بحار الأنوار ، ج‏۲ ، ص ۲۷۴ ، ح ۱۵ .

7.سورة البقرة ( ۲ ) ، الآية ۱۵۸ .

  • نام منبع :
    مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    گردآوری و تنظیم: بشیر محمدی مازندرانی
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9302
صفحه از 516
پرینت  ارسال به