عليكم ممّا لا علم لكم به ، وردّوا العلم إلى أهله تُؤجروا وتُعذروا عند اللَّه تبارك وتعالى ، وكونوا في طلب علمِ ناسخ القرآن من منسوخه ، ومحكمه من متشابهه ، وما أحل اللَّه فيه ممّا حرّم ، فإنّه أقرب لكم من اللَّه وأبعد لكم من الجهل ، ودعوا الجهالة لأهلها ، فإنّ أهل الجهل كثير ، وأهل العلم قليل ، وقد قال اللَّه عزّ و جلّ : « وَ فَوْقَ كُلِّ ذِى عِلْمٍ عَلِيمٌ »۱.۲
۱۴. كمال الدين : حدّثنا أبي رضى اللّه عنه قال : حدّثنا عبد اللَّه بن جعفر الحِميَري ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي بن مهزيار ، عن محمّد بن أبي حمزة ، عن مرّة مولى محمّد بن خالد قال : لمّا مات إسماعيل فانتهى أبو عبد اللَّه عليه السلام إلى القبر ، أرسل نفسه فقعد على جانب القبر ، لم ينزل في القبر ، ثمّ قال : هكذا صنع رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله بإبراهيم ولده .۳
۱۵. الكافي : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمَير ، عن عمر بن أُذينة ، عن زرارة قال : رأيت ابناً لأبي عبد اللَّه عليه السلام في حياة أبي جعفر عليه السلام يقال له عبد اللَّه ، فطيمٌ قد دَرَجَ ، فقلت له : يا غلام ، من ذا الّذي إلى جنبك ؟ لمولَىً لهم ، فقال : هذا مولاي ، فقال له المولى يمازحه : لست لك بمولىً ، فقال : ذلك شرّ لك . فَطَعَنَ في جنازة الغلام ، فمات فأُخرج في سَفَطٍ إلى البقيع ، فخرج أبو جعفر عليه السلام وعليه جُبّة خَزّ صفراء وعمامة خَزّ صفراء ومِطرَف۴ خَزّ أصفر ، فانطلق يمشي إلى البقيع وهو معتمد علَيَّ والناس يُعزّونه على ابن ابنه . فلمّا انتهى إلى البقيع تقدّم أبو جعفر عليه السلام فصلّى عليه وكبّر عليه أربعاً ، ثمّ أمر به فدُفن ، ثم أخذ بيدي فتنحّى بي ، ثمّ قال : إنّه لم يكن يصلّي على الأطفال ، إنّما كان أمير المؤمنين صلوات اللَّه عليه يأمر بهم فيُدفنون من وراء ، ولا يُصلّي عليهم ، وإنّما صلّيتُ عليه من أجل أهل المدينة ؛ كراهية أن يقولوا : لا يصلّون على أطفالهم .۵
1.سورة يوسف ( ۱۲ ) ، الآية ۷۶ .
2.الكافي ، ج ۵ ، ص ۶۵ ، ح ۱ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴۷ ، ص ۲۳۲ ، ح ۲۲ .
3.كمال الدين وتمام النعمة ، ص ۷۲ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴۷ ، ص ۲۴۹ ، ح ۱۵ .
4.المطرف - بكسر الميم وفتحتها وضمّها - : الثوب الذي في طرفيه علمان ( النهاية ، ج ۳ ، ص ۱۲۱ « طرف » ) .
5.الكافي ، ج ۳ ، ص ۲۰۶ ، ح ۳ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴۷ ، ص ۲۶۴ ، ح ۳۴ .