319
مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل

۱۶. الكافي : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمَير ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز قال : كانت لإسماعيل بن أبي عبد اللَّه عليه السلام دنانير ، وأراد رجل من قريش أن يخرج إلى اليمن ، فقال إسماعيل : يا أبت ، إنّ فلاناً يريد الخروج إلى اليمن وعندي كذا وكذا ديناراً ، أفترى أن أدفعها إليه يبتاع لي بها بضاعةً من اليمن ؟ فقال أبو عبد اللَّه عليه السلام : يا بُني ، أما بلغك أنّه يشرب الخمر ؟ فقال إسماعيل : هكذا يقول الناس ، فقال : يا بُني لا تفعل . فعصى إسماعيل أباه ودفع إليه دنانيره ، فاستهلكها ولم يأته بشي‏ء منها ، فخرج إسماعيل .
وقُضي أنّ أبا عبد اللَّه عليه السلام حجّ ، وحجّ إسماعيل تلك السنة ، فجعل يطوف بالبيت ويقول : اللّهمّ أجُرني وأخلف علَيَّ ، فلحقه أبو عبد اللَّه عليه السلام فهمزه‏۱ بيده من خلفه ، فقال له : مه يا بُني ، فلا واللَّه ما لك على اللَّه [هذا] حجّة ، ولا لك أن يأجرك ، ولا يخلف عليك ، وقد بلغك أنّه يشرب الخمر فائتمنته . فقال إسماعيل : يا أبت ، إنّي لم أره يشرب الخمر ، إنّما سمعت الناس يقولون ، فقال : يا بُني ، إنّ اللَّه عزّ و جلّ يقول في كتابه : « يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ »۲؛ يقول : يُصدّق اللَّه ويُصدّق للمؤمنين ، فإذا شهد عندك المؤمنون فصدّقهم ، ولا تأتمن شارب الخمر ؛ فإن اللَّه عزّ و جلّ يقول في كتابه : « وَلَا تُؤْتُواْ السُّفَهَآءَ أَمْوَ لَكُمُ »۳، فأيّ سفيه أسفه من شارب الخمر ؟ إنّ شارب الخمر لا يُزوَّج إذا خَطَبَ ، ولا يُشفَّع إذا شَفَعَ ، ولا يُؤتَمن على أمانةٍ ، فمن ائتمنه على أمانةٍ فاستهلكها ، لم يكن للذي ائتمنه على اللَّه أن يأجره ولا يخلف عليه .۴

۱۷. بصائر الدرجات : حدّثنا يعقوب بن يزيد ومحمّد بن الحسين ، عن عمر بن أبي عُمَير ، عن ابن أُذينة ، عن علي بن سعد قال : كنت قاعداً عند أبي عبد اللَّه عليه السلام وعنده أُناس من أصحابنا ، فقال له مُعلّى بن خُنَيس : جُعلت فداك ، ما لقيت من الحسن بن الحسن . ثمّ قال له الطيّار : جُعلت فداك ، بينا أنا أمشي في بعض السكك ، إذ لقيت محمّد بن عبد اللَّه بن

1.الهمز مثل الغمز والضغط ، وقد همزت الشي‏ء في كفّي ( الصحاح ، ج ۳ ، ص ۹۰۲ « همز » ) .

2.سورة التوبة ( ۹ ) ، الآية ۶۱ .

3.سورة النساء ( ۴ ) ، الآية ۵ .

4.الكافي ، ج ۵ ، ص ۲۹۹ ، ح ۱ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴۷ ، ص ۲۶۷ ، ح ۳۸ وقد مرّ الحديث آنفاً.


مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
318

عليكم ممّا لا علم لكم به ، وردّوا العلم إلى أهله تُؤجروا وتُعذروا عند اللَّه تبارك وتعالى ، وكونوا في طلب علمِ ناسخ القرآن من منسوخه ، ومحكمه من متشابهه ، وما أحل اللَّه فيه ممّا حرّم ، فإنّه أقرب لكم من اللَّه وأبعد لكم من الجهل ، ودعوا الجهالة لأهلها ، فإنّ أهل الجهل كثير ، وأهل العلم قليل ، وقد قال اللَّه عزّ و جلّ : « وَ فَوْقَ كُلِ‏ّ ذِى عِلْمٍ عَلِيمٌ »۱.۲

۱۴. كمال الدين : حدّثنا أبي رضى اللّه عنه قال : حدّثنا عبد اللَّه بن جعفر الحِميَري ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي بن مهزيار ، عن محمّد بن أبي حمزة ، عن مرّة مولى محمّد بن خالد قال : لمّا مات إسماعيل فانتهى أبو عبد اللَّه عليه السلام إلى القبر ، أرسل نفسه فقعد على جانب القبر ، لم ينزل في القبر ، ثمّ قال : هكذا صنع رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله بإبراهيم ولده .۳

۱۵. الكافي : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمَير ، عن عمر بن أُذينة ، عن زرارة قال : رأيت ابناً لأبي عبد اللَّه عليه السلام في حياة أبي جعفر عليه السلام يقال له عبد اللَّه ، فطيمٌ قد دَرَجَ ، فقلت له : يا غلام ، من ذا الّذي إلى جنبك ؟ لمولَىً لهم ، فقال : هذا مولاي ، فقال له المولى يمازحه : لست لك بمولىً ، فقال : ذلك شرّ لك . فَطَعَنَ في جنازة الغلام ، فمات فأُخرج في سَفَطٍ إلى البقيع ، فخرج أبو جعفر عليه السلام وعليه جُبّة خَزّ صفراء وعمامة خَزّ صفراء ومِطرَف‏۴ خَزّ أصفر ، فانطلق يمشي إلى البقيع وهو معتمد علَيَّ والناس يُعزّونه على ابن ابنه . فلمّا انتهى إلى البقيع تقدّم أبو جعفر عليه السلام فصلّى عليه وكبّر عليه أربعاً ، ثمّ أمر به فدُفن ، ثم أخذ بيدي فتنحّى بي ، ثمّ قال : إنّه لم يكن يصلّي على الأطفال ، إنّما كان أمير المؤمنين صلوات اللَّه عليه يأمر بهم فيُدفنون من وراء ، ولا يُصلّي عليهم ، وإنّما صلّيتُ عليه من أجل أهل المدينة ؛ كراهية أن يقولوا : لا يصلّون على أطفالهم .۵

1.سورة يوسف ( ۱۲ ) ، الآية ۷۶ .

2.الكافي ، ج ۵ ، ص ۶۵ ، ح ۱ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴۷ ، ص ۲۳۲ ، ح ۲۲ .

3.كمال الدين وتمام النعمة ، ص ۷۲ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴۷ ، ص ۲۴۹ ، ح ۱۵ .

4.المطرف - بكسر الميم وفتحتها وضمّها - : الثوب الذي في طرفيه علمان ( النهاية ، ج ۳ ، ص ۱۲۱ « طرف » ) .

5.الكافي ، ج ۳ ، ص ۲۰۶ ، ح ۳ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴۷ ، ص ۲۶۴ ، ح ۳۴ .

  • نام منبع :
    مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    گردآوری و تنظیم: بشیر محمدی مازندرانی
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9373
صفحه از 516
پرینت  ارسال به