289
مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل

طالب عليه السلام ، فقال : أمّا واللَّه لقد تقمّصها ابن أبي قُحَافة أخو تيم ، وإنّه ليعلم أنّ محلّي منها محلّ القطب من الرُّحى‏ ، ينحدر عنّي السيل ولا يرقى إليَّ الطير ، فسدلت دونها ثوباً ، وطويت عنها كشحاً ، وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جَذّاء أو أصبر على طَخيَةٍ عمياء ، يشيب فيها الصغير ويهرم فيها الكبير ، ويكدح فيها مؤمن حتّى يلقى ربه ، فرأيت أنّ الصبر على هاتا أحجى ، فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجا ، أرى تراثي نهباً . حتّى إذا مضى لسبيله فأدلى بها لأخي عَدِيٍّ بعده ، فيا عجباً ! بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته ، فصيّرها في حوزةٍ خشناء يخشن مسّها ويغلظ كَلمُها ، ويكثر العثار فيها والاعتذار منها فصاحبها كراكب الصعبة ، إن عنّفَ بها حَرَنَ ، وإن أسلس بها غَسَقَ ، فمُنِيَ الناس بتلوّنٍ واعتراض وبلوى ، وهو مع هنٍ وهن .
فصبرت على طول المدّة وشدّة المحنة ، حتّى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعةٍ زعم أنّي منهم ، فيا للَّه وللشورى ! متى اعترض الريب فيَّ مع الأوّل منهم حتّى صرت أقرن إلى هذه النظائر ؟ ! فمال رجل لضغنه وأصغى آخر لصهره ، وقام ثالث القوم نافجاً حضنيه بين نثيله ومعتلفه ، وقام معه بنو أبيه يخضمون مال اللَّه خضم الإبل نبت الربيع ، حتّى أجهز عليه عمله وكبّت به مطيّته ، فما راعني إلّا والناس إليَّ كعرف الضبع قد انثالوا علَيَّ من كلّ جانب ، حتّى لقد وُطِئ الحسنان وشُقّ عِطفاي ، حتّى إذا نهضتُ بالأمر نَكَثَت طائفة وفسقت أُخرى ومرق آخرون ، كأنّهم لم يسمعوا اللَّه تبارك وتعالى يقول : «تِلْكَ الدَّارُ الْأَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِى الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَ الْعَقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ»۱ ، بلى واللَّه لقد سمعوها ووعوها ، لكنّهم احلولت الدنيا في أعينهم ، وراقهم زبرجها .
أمّا والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ! لولا حضور الحاضر وقيام الحجّة بوجود الناصر ، وما أخذ اللَّه على العلماء ألّا يقرّوا على كِظّة ظالمٍ ولا سَغَب مظلومٍ ، لألقيت حبلها على غاربها ، ولسقيت آخرها بكأس أوّلها ، ولألفيتم دنياكم هذه عندي أزهد من عفطة عنز .
قال : وناوله رجل من أهل السواد كتاباً ، فقطع كلامه وتناول الكتاب ، فقلت :

1.سورة القصص (۲۸) ، الآية ۸۳ .


مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
288

عن زرارة ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام ، في تزويج أُمّ كلثوم فقال : إنّ ذلك فَرجٌ غُصِبناه .۱

۵۲. الكافي :عليّ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمَير ، عن جميل ، عن محمّد بن مروان قال : قال لي أبو عبد اللَّه عليه السلام : ما منع ميثم رحمه اللّه من التقيّة ، فوَ اللَّه لقد علم أنّ هذه الآية نزلت في عمّار وأصحابه : «إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَنِ »۲.۳

۵۳. الكافي : محمّد بن يحيى أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي عُمَير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال : أتى قومٌ أميرَ المؤمنين عليه السلام فقالوا : السلام عليك يا ربّنا ! فاستتابهم فلم يتوبوا ، فحفر لهم حفيرة وأوقد فيها ناراً ، وحفر حفيرة إلى جانبها أُخرى وأفضى بينهما ، فلمّا لم يتوبوا ألقاهم في الحفيرة وأوقد في الحفيرة الأُخرى حتّى ماتوا .۴

۵۴. الإرشاد : روى يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عُمَير ، عن رجاله قال : قيل للحسين بن عليّ عليهما السلام : أين دفنتم أمير المؤمنين عليه السلام فقال : خرجنا به ليلاً على مسجد الأشعث ، حتّى خرجنا به إلى الظَّهرِ بجنب الغريّين‏۵ ، فدفنّاه هناك .۶

۵۵. علل الشرائع : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضى اللّه عنه قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمَير ، عن بعض أصحابنا ، أنّه سُئل أبو عبد اللَّه عليه السلام : ما بال أمير المؤمنين عليه السلام لم يقاتلهم ؟ قال : الّذي سبق في علم اللَّه أن يكون ، وما كان له أن يقاتلهم وليس معه إلّا ثلاثة رَهطٍ من المؤمنين .۷

۵۶. علل الشرائع : حدّثنا محمّد بن علي ماجيلوية عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبد اللَّه البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمَير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : ذكرت الخلافة عند أمير المؤمنين عليّ بن أبي

1.الكافي ، ج ۵ ، ص ۳۴۶ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴۲ ، ص ۱۰۶ ، ح ۳۴.

2.سورة النحل ( ۱۶ ) ، الآية ۱۰۶ .

3.الكافي ، ج ۲ ، ص ۲۲۰ ، ح ۱۵ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴۲ ، ص ۱۳۹ ، ح ۲۱ .

4.الكافي ، ج ۷ ، ص ۲۵۷ ، ح ۸ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴۲ ، ص ۱۶۱ ، ح ۳۲ .

5.في المصدر «الغري» وما أثبتناه من البحار .

6.الإرشاد للمفيد ، ج ۱ ، ص ۲۵ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴۲ ، ص ۲۳۴ ، ح ۴۲ .

7.علل الشرائع ، ج ۱ ، ص ۱۴۸ ، ح ۶ ، باب ۱۲۲ ؛ بحار الأنوار ، ج ۲۹ ، ص ۴۳۷ ، ح ۲۷ .

  • نام منبع :
    مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    گردآوری و تنظیم: بشیر محمدی مازندرانی
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9303
صفحه از 516
پرینت  ارسال به