229
مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل

فلمّا قام تبعه أبو ذرّ ، فالتفت إليه أبو طالب فقال : ما حاجتك ؟ فقال : هذا النبيّ المبعوث فيكم ؟ قال : وما حاجتك إليه ؟ قال : فقال له : أؤمن به وأُصدّقه ، ولا يأمرني بشي‏ءٍ إلّا أطعته ، فقال أبو طالب : تشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأنّ محمّداً رسول اللَّه ؟ فقال : نعم ، أشهد أن لا إله إلاّ اللَّه وأنّ محمّداً رسول اللَّه .
قال : فرفعني إلى بيت فيه جعفر بن أبي طالب . قال : فلمّا دخلت سلّمت فردّ علَيَّ السلام ، ثمّ قال : ما حاجتك ؟ قلت : هذا النبيّ المبعوث فيكم ؟ قال : وما حاجتك إليه ؟ قلت: أؤمن به وأُصدّقه ، ولا يأمرني بشي‏ءٍ إلّا أطعته ، قال : تشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأنّ محمّداً رسول اللَّه ؟ قال : قلت : أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأنّ محمّداً رسول اللَّه . فرفعني إلى بيت فيه حمزة بن عبد المطّلب ، فلمّا دخلت سلّمت فردّ علَيَّ السلام ، ثمّ قال : ما حاجتك ؟ فقلت : هذا النبيّ المبعوث فيكم ؟ قال : وما حاجتك إليه ؟ قلت: أؤمن به وأُصدّقه ، ولا يأمرني بشي‏ءٍ إلّا أطعته ، قال : تشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأنّ محمّداً رسول اللَّه ؟ قال : فقلت: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأنّ محمّداً رسول اللَّه . قال : فرفعني إلى بيتٍ فيه عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فلمّا دخلت سلّمت ، فردّ عليّ السلام ، ثمّ قال : ما حاجتك ؟ قلت : هذا النبيّ المبعوث فيكم ! قال : وما حاجتك إليه ؟ قلت: أؤمن به وأُصدّقه ، ولا يأمرني بشي‏ءٍ إلّا أطعته ، قال : تشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأنّ محمّداً رسول اللَّه ؟ قال : قلت : أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأنّ محمّداً رسول اللَّه ، قال : فرفعني إلى بيتٍ فيه رسول اللَّه ، وإذا هو نور على نور ، فلمّا دخلت سلّمت فردّ عليَّ السلام ، ثمّ قال : ما حاجتك ؟ قلت : هذا النبيّ المبعوث فيكم ! قال : وما حاجتك إليه ؟ فقلت : أؤمن به وأُصدّقه ، ولا يأمرني بشي‏ءٍ إلّا أطعته ، قال : تشهد لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريك له وأنّ محمّداً رسول اللَّه ؟ قلت : أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريك له وأنّ محمّداً رسول اللَّه ، فقال صلى اللّه عليه و آله : أنا رسول اللَّه يا أبا ذرّ ، انطلق إلى بلادك ، فإنّك تجد ابن عمٍّ لك قد مات ، فخذ ماله وكن بها حتّى يظهر أمري . قال أبو ذرّ : فانطلقت إلى بلادي فإذا ابن عمٍّ لي قد مات وخلّف مالاً كثيراً في ذلك الوقت الّذي أخبرني فيه رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، فاحتويت على ماله


مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
228

۱۱۷. الأمالي : حدّثنا الشيخ الجليل أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه رضى اللّه عنه ، قال : حدّثنا أبي ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد وجعفر بن محمّد بن مسرور رضى اللّه عنه ، قالوا حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر ، عن عمّه عبداللَّه بن عامر ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن مرازم بن حكيم ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبد اللَّه الصادق عليه السلام لرجلٍ من أصحابه : ألا أخبرك كيف كان سبب إسلام سلمان وأبي ذرّ رحمة اللَّه عليهما ؟ فقال الرجل وأخطأ : أمّا إسلام سلمان فقد علمت ، فأخبرني كيف كان سبب إسلام أبي ذرّ ؟ فقال أبو عبد اللَّه الصادق عليه السلام : إنّ أبا ذرّ - رحمة اللَّه عليه - كان في بطن مَرٍّ يرعى غنماً له ، إذ جاء ذئب عن يمين غنمه ، فهشّ أبو ذرّ بعصاه عليه فجاء الذئب عن يسار غنمه ، فهشّ أبو ذرّ بعصاه عليه . ثمّ قال له : واللَّه ما رأيت ذئباً أخبث منك ولا شرّاً ، فقال الذئب : شرٌّ واللَّه منّي أهل مكّة ، بعث اللَّه إليهم نبيّاً فكذّبوه وشتموه .
فوقع كلام الذئب في أُذن أبي ذرّ ، فقال لأُخته : هلمّي مِزوَدي‏۱ وإداوَتي وعصاي . ثمّ خرج يركض حتّى دخل مكّة ، فإذا هو بحلقةٍ مجتمعين ، فجلس إليهم ، فإذا هم يشتمون النبيّ صلى اللّه عليه و آله ويسبّونه كما قال الذئب ، فقال أبو ذرّ : هذا واللَّه ما أخبرني به الذئب . فما زالت هذه حالتهم حتّى إذا كان آخر النهار وأقبل أبو طالب ، قال بعضهم لبعض : كفّوا فقد جاء عمّه ، فلمّا دنا منهم أكرموه وعظّموه ، فلم يزل أبو طالب متكلّمهم وخطيبهم إلى أن تفرّقوا ، فلمّا قام أبو طالب تبعتُهُ ، فالتفت إلَيَّ فقال : ما حاجتك ؟ فقلت : هذا النبيّ المبعوث فيكم ؟ قال : وما حاجتك إليه ؟ فقال له أبو ذرّ : أؤمن به وأُصدّقه ، ولا يأمرني بشي‏ءٍ إلّا أطعته ، فقال أبو طالب : تشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأنّ محمّداً رسول اللَّه ؟ قال : فقلت : نعم ، أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأنّ محمّداً رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، قال : فقال : إذا كان غداً في هذه الساعة فأتني .
قال : فلمّا كان من الغد جاء أبو ذرّ ، فإذا الحلقة مجتمعون وإذا هم يسبّون النبيّ صلى اللّه عليه و آله ويشتمونه كما قال الذئب ، فجلس معهم حتّى أقبل أبو طالب ، فقال بعضهم لبعضٍ كفّوا فقد جاء عمّه ، فكفّوا ، فجاء أبو طالب فجلس ، فما زال متكلّمهم وخطيبهم إلى أن قام ،

1.المزود : ما يُجعل فيه الزاد ( الصحاح ، ج ۲ ، ص ۴۸۱ « زود » ) .

  • نام منبع :
    مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    گردآوری و تنظیم: بشیر محمدی مازندرانی
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9649
صفحه از 516
پرینت  ارسال به