كان من الغد وتهيّأ المشركون للنبيّ صلى اللّه عليه و آله ، قعد أبو لهب وامرأته يشربان ، فدعا أبو طالب عليّاً عليه السلام فقال له : يا بنيّ ، اذهب إلى عمّك أبي لهب فاستفتح عليه ، فإن فتح لك فادخل ، وإن لم يفتح لك فتحامل على الباب واكسره وادخل عليه ، فإذا دخلت عليه فقل له : يقول لك أبي : إنّ امرأً عمّه عينه في القوم فليس بذليل .
قال : فذهب أمير المؤمنين عليه السلام فوجد الباب مغلقاً ، فاستفتح فلم يُفتح له ، فتحامل على الباب وكسره ودخل ، فلمّا رآه أبو لهب قال له : مالك يا بن أخي ؟ فقال له : إنّ أبي يقول لك : إنّ امرأً عمّه عينه في القوم ليس بذليل ، فقال له : صدق أبوك ، فما ذاك يا بن أخي ؟ فقال له : يقتل ابن أخيك وأنت تأكل وتشرب ؟ فوثب وأخذ سيفه ، فتعلّقت به أُمّ جميل ، فرفع يده ولطم وجهها لطمةً ففقأ عينها ، فماتت وهي عوراء . وخرج أبو لهب ومعه السيف ، فلمّا رأته قريش عرفت الغضب في وجهه . فقالت : مالك يا أبا لهب ؟ فقال : أبايعكم على ابن أخي ثمّ تريدون قتله ؟ واللاّت والعزّى لقد هممت أن أسلم ثمّ تنظرون ما أصنع . فاعتذروا إليه ورجع .۱
۱۱۲. الكافي : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمَير ، عن حمّاد بن عثمان ، عن عبيد اللَّه الحلبيّ ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام ، قالا : سألناه عن صدقة رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله وصدقة فاطمة عليها السلام ؟ قال : صدقتهما لبني هاشم وبني المطّلب . ۲
۱۱۳. الخصال : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ رضى اللّه عنه قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال : كان أصحاب رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله اثني عشر ألفاً ؛ ثمانية آلاف من المدينة ، وألفان من مكّة ، وألفان من الطلقاء ، ولم يُرَ فيهم قدريٌّ ولا مرجئ ولا حروريٌّ ولا معتزليٌّ ولا صاحب رأي ، كانوا يبكون اللّيل والنهار ، ويقولون : اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير .۳