201
مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل

على ظهر النجف ركب فرساً أدهَمَ أبلَقَ‏۱ بين عينيه شِمراخٌ ۲ ، ثمّ ينتفض به فرسه ، فلا يبقى أهل بلدة إلّا وهم يظنّون أنّه معهم في بلادهم ، فإذا نشر راية رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله انحطّ إليه ثلاثة عشر ألف ملك وثلاثة عشر ملكاً ، كلّهم ينتظر القائم عليه السلام ، وهم الّذين كانوا مع نوح عليه السلام في السفينة ، والّذين كانوا مع إبراهيم الخليل عليه السلام حيث أُلقي في النار ، وكانوا مع عيسى عليه السلام حيث رُفع ، وأربعة آلاف مُسوّمين ومُردِفِين ، وثلاثمئة وثلاثة عشر ملكاً ، يوم بدرٍ ، وأربعة آلاف ملك الّذين هبطوا يريدون القتال مع الحسين بن علي عليهما السلام فلم يؤذن لهم ، فصعدوا في الاستيذان وهبطوا وقد قُتل الحسين عليه السلام ، فهم شعث غبر يبكون عند قبر الحسين عليه السلام إلى يوم القيامة ، وما بين قبر الحسين عليه السلام إلى السماء مختلف الملائكة .۳

۷۳. تفسير القمّي : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عُمَير ، عن ابن سنان ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام ، (في بيان خروج رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله إلى مكّة وإحرامه ومنع قريش المسلمين ، وإرادته صلى اللّه عليه و آله الصلح ، وعدم رضا الأُمّة به وإراءتهم الحرب ، وهزيمتهم من قريش . وساق الحديث إلى أن قال) : وتراجع أصحاب رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله مستحيين ، وأقبلوا يعتذرون إلى رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، وقال لهم رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله : ألستم أصحابي يوم بدر إذ أنزل اللَّه فيكم : «إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّى مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَئِكَةِ مُرْدِفِينَ » ۴؟ ألستم أصحابي يوم أُحد « إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُنَ عَلَى‏ أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِى أُخْرَلكُمْ »۵؟ ألستم أصحابي يوم كذا ؟ ألستم أصحابي يوم كذا ؟ فاعتذروا إلى رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله وندموا على ما كان منهم . الخبر .۶

1.الدهمة : السواد ، يقال : فرس أدهم . والبلق : سواد وبياض ، فرس أبلق وفرس بلقاء ( الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۹۲۴ « دهم » و ج ۴ ، ص ۱۴۵۱ « بلق » ) .

2.الشمراخ : غرّة الفرس إذا دقّت وسالت وجلّلت الخيشوم ( الصحاح ، ج ۱ ، ص ۴۲۵ « شمرخ » ) .

3.كمال الدين وتمام النعمة ، ص ۶۷۱ ، ح ۲۲ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۹ ، ص ۳۰۵ ، ح ۴۷ .

4.سورة الأنفال ( ۸ ) ، الآية ۹ .

5.سورة آل عمران ( ۳ ) ، الآية ۱۵۳ .

6.تفسير القمّي ، ج ۲ ، ص ۳۱۲ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۹ ، ص ۳۰۷ ، ح ۵۱ والحديث طويل، أوردنا منه موضع الحاجة .


مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
200

وعقيل ونوفل . وقال : إنّ رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله نهى يوم بدر أن يُقتل أحد من بني هاشم وأبو البختريّ ، فأُسروا ، فأرسل عليّاً عليه السلام فقال : انظر من هاهنا من بني هاشم . قال : فمرّ عليٌّ عليه السلام على عقيل بن أبي طالب - كرّم اللَّه وجهه - فحاد عنه ، فقال له عقيل : يا بن أُمّ عَلَيَّ ، أما واللَّه لقد رأيت مكاني . قال : فرجع إلى رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله وقال : هذا أبو الفضل في يد فلان ، وهذا عقيل في يد فلان ، وهذا نوفل بن الحارث في يد فلان .
فقام رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله حتّى انتهى إلى عقيل ، فقال له : يا أبا يزيد ، قُتل أبو جهل ، قال : إذاً لا تُنازَعون في تِهامَة ، فقال : إن كنتم أثخنتم القوم ، وإلّا فاركبوا أكتافهم . فقال : فجي‏ء بالعبّاس ، فقيل له افدِ نفسك وافدِ ابن أخيك ، فقال : يا محمّد تتركني أسأل قريشاً في كفّي ؟ فقال : أعطِ ممّا خلّفت عند أُمّ الفضل وقلت لها : إن أصابني في وجهي هذا شي‏ء فأنفقيه على ولدك ونفسك ، فقال له : يا بن أخي ! من أخبرك بهذا ؟ فقال : أتاني به جبرئيل عليه السلام من عند اللَّه عزّ و جلّ ، فقال : ومَحلُوفِهِ ما علم بهذا أحد إلّا أنا وهي ، أشهد أنّك رسول اللَّه . قال : فرجع الأسرى كلّهم مشركين إلّا العبّاس وعقيل ونوفل كرّم اللَّه وجوههم ، وفيهم نزلت هذه الآية : «قُل لِّمَن فِى أَيْدِيكُم مِّنَ الأَْسْرَى‏ إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِى قُلُوبِكُمْ خَيْرًا ... » إلى آخر الآية . ۱

۷۱. الكافي : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عُمَير ، عن أبان ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان إبليس يوم بدر يقلّل المسلمين في أعين الكفّار ، ويكثّر الكفّار في أعين المسلمين ، فشدّ عليه جبرئيل عليه السلام بالسيف ، فهرب منه وهو يقول : يا جبرئيل ، إنّي مؤجّل إنّي مؤجّل ، حتّى وقع في البحر . قال زرارة : فقلت لأبي جعفر : لأيّ شي‏ءٍ كان يخاف وهو مؤجّل ؟ قال : يقطع بعض أطرافه .۲

۷۲. كمال الدين : حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد رضى اللّه عنه قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب قال : قال أبو عبد اللَّه عليه السلام : كأنّي أنظر إلى القائم عليه السلام على ظهر النجف ، فإذا استوى

1.الكافي ، ج ۸ ، ص ۲۰۲ ، ح ۲۴۴ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۹ ، ص ۳۰۱ ، ح ۴۵ .

2.الكافي ، ج ۸ ، ص ۲۷۷ ، ح ۴۱۹ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۹ ، ص ۳۰۴ ، ح ۴۶ .

  • نام منبع :
    مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    گردآوری و تنظیم: بشیر محمدی مازندرانی
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11735
صفحه از 516
پرینت  ارسال به