191
مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل

أربعون نوعاً من أنواع النور ، كانت محدقةً حول العرش ، عرشه تبارك وتعالى ، تغشى أبصار الناظرين . أمّا واحدٌ منها فأصفر ، فمن أجل ذلك اصفرّت الصفرة ، وواحد منها أحمر ، فمن أجل ذلك احمرّت الحمرة ، وواحد منها أبيض ، فمن أجل ذلك ابيضّ البياض ، والباقي على عدد سائر ما خلق من الأنوار والألوان .
في ذلك المَحمِلِ حَلَقٌ وسلاسل من فضّة ، فجلس فيه ثمّ عَرَجَ به إلى السماء الدنيا ، فنفرت الملائكة إلى أطراف السماء ، ثمّ خرّت سجّداً ، فقالت : سبّوح قدّوس ، ربّنا وربّ الملائكة والروح ، ما أشبه هذا النور بنور ربّنا ! فقال جبرئيل عليه السلام : اللَّه أكبر اللَّه أكبر ، فسكتت الملائكة وفُتِحت أبواب السماء ، واجتمعت الملائكة ، ثمّ جاءت فسلّمت على النبيّ صلى اللّه عليه و آله أفواجاً ، ثمّ قالت : يا محمّد ، كيف أخوك ؟ قال : بخير ، قالت : فإن أدركته فأقرئه منّا السلام ، فقال النبيّ صلى اللّه عليه و آله : أتعرفونه ؟ فقالوا : كيف لم نعرفه وقد أخذ اللَّه عزّ و جلّ ميثاقك وميثاقه منّا ، وإنّا لنصلّي عليك وعليه .
ثمّ زاده أربعين نوعاً من أنواع النور ، لا يشبه شي‏ء منه ذلك النور الأوّل ، وزاده في محمله حلقاً وسلاسل ، ثمّ عرج به إلى السماء الثانية ، فلمّا قرب من باب السماء تنافرت الملائكة إلى أطراف السماء ، وخرّت سجّداً ، وقالت : سبّوح قدّوس ، ربّ الملائكة والروح ، ما أشبه هذا النور بنور ربّنا ! فقال جبرئيل عليه السلام : أشهد أن لا إله إلّا اللَّه أشهد أن لا إله إلّا اللَّه ، فاجتمعت الملائكة وفتحت أبواب السماء ، وقالت : يا جبرئيل ، من هذا معك ؟ فقال : هذا محمّد صلى اللّه عليه و آله ، قالوا : وقد بُعِث ؟ قال: نعم . قال رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله : فخرجوا إليّ شبه المعانيق ، فسلّموا عليَّ وقالوا : أقرئ أخاك السلام ، فقلت : هل تعرفونه ؟ قالوا : نعم ، وكيف لا نعرفه وقد أخذ اللَّه ميثاقك وميثاقه وميثاق شيعته إلى يوم القيامة علينا ؟ وإنّا لنتصفّح وجوه شيعته في كلّ يوم خمساً ، يعنون في كلّ وقت صلاة .
قال رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله : ثمّ زادني ربّي عزّ و جلّ أربعين نوعاً من أنواع النور ، لا تشبه الأنوار الأُوَل ، وزادني حلقاً وسلاسل ، ثمّ عرج بي إلى السماء الثالثة ، فنفرت الملائكة إلى أطراف السماء ، وخرّت سجّداً ، وقالت : سبّوح قدّوس ، ربّ الملائكة والروح ، ما هذا النور الّذي يشبه نور ربّنا ؟ فقال جبرئيل عليه السلام : أشهد أنّ محمّداً رسول اللَّه أشهد أنّ


مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
190

۵۷. معاني الأخبار : أبي رحمه اللّه قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد ابن أبي عُمَير ، عن حفص بن البختريّ ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال : لمّا أُسري برسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله وحضرت الصلاة ، فأذّن جبرئيل عليه السلام ، فلمّا قال : اللَّه أكبر اللَّه أكبر ، قالت الملائكة : اللَّه أكبر اللَّه أكبر ، فلمّا قال : أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، قالت الملائكة: خََلعَ الأنداد، فلمّا قال: أشهد أنّ محمّداً رسول‏اللَّه، قالت الملائكة: نبيٌّ بُعِثَ، فلمّا قال: حيَّ على الصلاة، قالت الملائكة: حَثَّ على عبادة ربّه، فلمّا قال: حيَّ على الفلاح، قالت الملائكة: أفلح من اتّبعه.۱

۵۸. الخصال : حدّثنا أبي رضى اللّه عنه قال : حدّثنا عبداللَّه بن جعفر الحميريّ ، عن معاوية بن حكيم ، عن ابن أبي عُمَير ، عن أبي الحسن الأزديّ ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال : لمّا خفّف اللَّه عزّ و جلّ عن النبيّ صلى اللّه عليه و آله حتّى صارت خمس صلوات ، أوحى اللَّه إليه يا محمّد ، خمسٌ بخمسين .۲

۵۹. علل الشرائع : قال أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي : حدّثنا أبي ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي اللَّه عنهما، قالا : حدّثنا سعد بن عبداللَّه قال : حدّثنا محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن محمّد بن أبي عُمَير ومحمّد بن سنان ، عن الصبّاح السديّ وسَدير الصيرفيّ ومحمّد بن النعمان مؤمن الطاق وعمر بن أُذينة ، عن أبي عبد اللَّه ، وحدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى اللّه عنه قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار وسعد بن عبد اللَّه ، قالا : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أبي الخطّاب ويعقوب بن يزيد ومحمّد بن عيسى ، عن عبد اللَّه بن جبلة ، عن الصبّاح المزنيّ وسَدير الصيرفيّ ومحمّد بن النعمان الأحول وعمر بن أُذينة ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام ، أنّهم حضروه ، فقال : يا عمر بن أُذينة ، ما ترى هذه الناصبة في أذانهم وصلاتهم ؟ فقلت : جُعلت فداك، إنّهم يقولون إنّ أُبيّ بن كعب الأنصاريّ رآه في النوم ، فقال عليه السلام : كذبوا واللَّه ، إنّ دين اللَّه تبارك وتعالى أعزّ من أن يُرى في النوم .
وقال أبو عبد اللَّه عليه السلام : إنّ اللَّه العزيز الجبّار عرج بنبيّه صلى اللّه عليه و آله إلى سمائه سبعاً ، أمّا أولهنّ فبارك عليه ، والثانية علّمه فيها فرضه ، فأنزل اللَّه العزيز الجبّار عليه محملاً من نور ، فيه

1.معاني الأخبار ، ص ۳۸۷ ، ح ۲۱ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۸ ، ص ۳۴۴ ، ح ۵۴ .

2.الخصال ، ص ۲۷۰ ، باب الخمسة ، ح ۷ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۸ ، ص ۳۴۷ ، ح ۵۸ .

  • نام منبع :
    مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    گردآوری و تنظیم: بشیر محمدی مازندرانی
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11859
صفحه از 516
پرینت  ارسال به