۵۶. الأمالي : حدّثنا الشيخ الجليل أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي رضى اللّه عنه ، قال : حدّثنا أبي رضى اللّه عنه ، قال : حدّثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبد اللَّه جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام قال : لمّا أُسري برسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله إلى بيت المقدس ، حمله جبرئيل عليه السلام على البراق ، فأتيا بيت المقدس ، وعرض عليه محاريب الأنبياء وصلّى بها ورده ، فمرّ رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله في رجوعه بعيرٍ لقريش ، وإذا لهم ماء في آنية ، وقد أضلّوا بعيراً لهم وكانوا يطلبونه ، فشرب رسول اللَّه من ذلك الماء وأهرق باقيه ، فلمّا أصبح رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله قال لقريش : إنّ اللَّه جلّ جلاله قد أسرى بي إلى بيت المقدس وأراني آثار الأنبياء ومنازلهم ، وإنّي مررت بعيرٍ لقريش في موضع كذا وكذا وقد أضلّوا بعيراً لهم ، فشربت من مائهم وأهرقت باقي ذلك ، فقال أبو جهل : قد أمكنتكم الفرصة منه ، فسلوه كم الأساطين فيها والقناديل ؟ فقالوا : يا محمّد ، إنّ هاهنا من قد دخل بيت المقدس ، فصف لنا كم أساطينه وقناديله ومحاريبه ؟ فجاء جبرئيل عليه السلام فعلّق صورة بيت المقدس تجاه وجهه ، فجعل يخبرهم بما يسألونه عنه ، فلمّا أخبرهم قالوا : حتّى تجيء العير ونسألهم عمّا قلت ، فقال لهم رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله : تصديق ذلك أنّ العير تطلع عليكم مع طلوع الشمس ، يقدمها جمل أورق۱ .
فلمّا كان من الغد أقبلوا ينظرون إلى العقبة ويقولون هذه الشمس تطلع الساعة . فبينما هم كذلك إذ طلعت عليهم العير حين طلع القرص ، يقدمها جمل أورق ، فسألوهم عمّا قال رسول اللَّه ، فقالوا : لقد كان هذا ، ضلَّ جمل لنا في موضع كذا وكذا ، ووضعنا ماءً فأصبحنا وقد أهريق الماء . فلم يزدهم ذلك إلّا عتوّاً .۲