187
مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل

اللَّه ، فقال اللَّه : صدق عبدي أنا اللَّه لا إله غيري ، فقال : أشهد أنّ محمّداً رسول اللَّه أشهد أنّ محمّداً رسول اللَّه ، فقال اللَّه : صدق عبدي إنّ محمّداً عبدي ورسولي أنا بعثته وانتجبته ، فقال : حيّ على الصلاة حيّ على الصلاة ، فقال : صدق عبدي ودعا إلى فريضتي ، فمن مشى إليها راغباً فيها محتسباً كانت له كفّارة لما مضى من ذنوبه ، فقال : حيّ على الفلاح حيّ على الفلاح ، فقال اللَّه : هي الصلاح والنجاح والفلاح ، ثمّ أمّمت الملائكة في السماء كما أمّمت الأنبياء في بيت المقدس .
قال : ثمّ غشيتني صبابة فخررت ساجداً ، فناداني ربّي : إنّي قد فرضت على كلّ نبيّ كان قبلك خمسين صلاةً ، وفرضتها عليك وعلى أُمّتك ، فقم بها أنت في أُمّتك . فقال رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله : فانحدرت حتّى مررت على إبراهيم فلم يسألني عن شي‏ء ، حتّى انتهيت إلى موسى عليه السلام ، فقال : ما صنعت يا محمّد ؟ فقلت : قال ربّي : فرضت على كلّ نبيّ كان قبلك خمسين صلاةً ، وفرضتها عليك وعلى أُمّتك ، فقال موسى عليه السلام : يا محمّد ، إنّ أُمّتك آخر الأُمم وأضعفها ، وإنّ ربّك لا يرد عليك شيئاً ، وإنّ أُمّتك لا تستطيع أن تقوم بها ، فارجع إلى ربّك فاسأله التخفيف لأُمّتك . فرجعت إلى ربّي حتّى انتهيت إلى سدرة المنتهى ، فخررت ساجداً ثمّ قلت : فرضت عليَّ وعلى أُمّتي خمسين صلاةً ، ولا أطيق ذلك ولا أُمّتي ، فخفّف عنّي ، فوضع عنّي عشرة ، فرجعت إلى موسى فأخبرته ، فقال : ارجع ، لا تطيق . فرجعت إلى ربّي فوضع عنّي عشراً ، فرجعت إلى موسى فأخبرته ، فقال : ارجع . وفي كلّ رجعة أرجع إليه أخرّ ساجداً ، حتّى رجع إلى عشر صلوات ، فرجعت إلى موسى وأخبرته ، فقال : لا تطيق ، فرجعت إلى ربّي فوضع عنّي خمساً ، فرجعت إلى موسى عليه السلام وأخبرته ، فقال : لا تطيق ، فقلت : قد استحييت من ربّي ، ولكن أصبر عليها . فناداني منادٍ : كما صبرت عليها فهذه الخمس بخمسين ، كلّ صلاة بِعَشرٍ ، من همّ من أُمّتك بحسنة يعملها فعملها كُتبت له عشرة ، وإن لم يعمل كُتبت له واحدةً ، ومن همّ من أُمّتك بسيّئة فعملها كُتبت عليه واحدةً ، وإن لم يعملها لم أكتب عليه شيئاً .
فقال الصادق عليه السلام : جزى اللَّه موسى عليه السلام عن هذه الأُمّة خيراً ، وهذا تفسير قول اللَّه : «سُبْحَنَ الَّذِى أَسْرَى‏ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَا الَّذِى بَرَكْنَا حَوْلَهُ


مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
186

البحار وهولها وأعاجيبها ، قال : هي سرادقات‏۱ الحجب الّتي احتجب اللَّه بها ، ولولا تلك الحجب لتهتّك نور العرش وكلّ شي‏ء فيه . وانتهيت إلى سدرة المنتهى ، فإذا الورقة منها تظلّ به أُمّةً من الأُمم ، فكنت منها كما قال اللَّه تبارك تعالى : ك «قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى‏ »۲، فناداني : «ءَامَنَ الرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ »۳وقد كتبنا ذلك في سورة البقرة ، [فقلت أنا مجيب عنّي وعن أُمّتي : «وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَمَلَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ »۴، فقلت : «سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ »۵، فقال اللَّه : «لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ »۶، فقلت : «رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا »۷، فقال اللَّه : لا أؤأخذك ، فقلت : «رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا »۸، فقال اللَّه : لا أحمّلك ، فقلت : «رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَفِرِينَ »۹، فقال اللَّه تبارك وتعالى : قد أعطيتك ذلك ، لك ولأُمّتك .
فقال الصادق عليه السلام : ما وفد إلى اللَّه تعالى أحد أكرم من رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، حيث سأل لأُمّته هذه [الخصال‏] ،۱۰ فقال رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله : يا ربّ ، أعطيت أنبياءك فضائل فأعطني ، فقال اللَّه قد أعطيتك فيما أعطيتك كلمتين من تحت عرشي ، لا حول ولا قوّة إلّا باللَّه ، ولا منجى منك إلّا إليك . قال : وعلّمتني الملائكة قولاً أقوله إذا أصبحت وأمسيت : اللّهمّ إنّ ظلمي أصبح مستجيراً بعفوك ، وذنبي أصبح مستجيراً بمغفرتك ، وذلّي أصبح مستجيراً بعزّك ، وفقري أصبح مستجيراً بغناك ، ووجهي الفاني البالي أصبح مستجيراً بوجهك الدائم الباقي الّذي لا يفنى .
ثمّ سمعت الأذان ، فإذا ملك يؤذّن لم يُرَ في السماء قبل تلك اللّيلة ، فقال : اللَّه أكبر اللَّه أكبر ، فقال اللَّه : صدق عبدي أنا أكبر ، فقال : أشهد أن لا إله إلّا اللَّه أشهد أن لا إله إلّا

1.السرادق : واحد السرادقات التي تمدّ فوق صحن الدار ( الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۴۹۶ « سردق » ) .

2.سورة النجم ( ۵۳ ) ، الآية ۹ .

3.سورة البقرة ( ۲ ) الآية ۲۸۵ - ۲۸۶ .

4.سورة البقرة ( ۲ ) الآية ۲۸۵ - ۲۸۶ .

5.ما بين القوسين ليس في المصدر ، أوردناه من البحار .

  • نام منبع :
    مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    گردآوری و تنظیم: بشیر محمدی مازندرانی
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11926
صفحه از 516
پرینت  ارسال به