دونك وأنت فوق ذلك كلّه تدبّر الأمر وتقسّم الأرزاق .
فأعظَمَ عيسى عليه السلام ذلك من قول إبليس الكافر اللّعين ، فقال عيسى عليه السلام : سبحان اللَّه ملء سماواته وأرضيه ومداد كلماته وزنة عرشه ورِضَى نفسه . قال : فلمّا سمع إبليس - لعنه اللَّه - ذلك ذهب على وجهه لا يملك من نفسه شيئاً ، حتّى وقع في اللجّة الخضراء .
قال ابن عبّاس : فخرجت امرأة من الجنّ تمشي على شاطئ البحر ، فإذا هي بإبليس ساجداً على صخرة صمّاء تسيل دموعه على خدّيه ، فقامت تنظر إليه تعجّباً ، ثمّ قالت له : ويحك يا إبليس ! ما ترجو بطول السجود ؟ فقال لها : أيّتها المرأة الصالحة ابنة الرجل الصالح ، أرجو إذ أبرّ ربّي عزّ و جلّ قسمه وأدخلني نار جهنّم ، أن يخرجني من النار برحمته .۱
۹۸. قصص الأنبياء : بإسناده عن الصفّار ، عن محمّد بن خالد ، عن ابن أبي عُمَير ، عن هشام بن سالم ، عن الصادق عليه السلام قال : جاء إبليس إلى عيسى عليه السلام فقال : أليس تزعم أنّك تحيي الموتى ؟ قال عيسى عليه السلام : بلى ، قال إبليس : فاطرح نفسك من فوق الحائط ، فقال عيسى عليه السلام : ويلك ! إنّ العبد لا يجرّب ربّه ، وقال إبليس : يا عيسى ، هل يقدر ربّك على أن يدخل الأرض في بيضة والبيضة كهيئتها ؟ فقال : إنّ اللَّه عزّ و جلّ لا يوصف بعجزٍ ، والّذي قلت لا يكون . يعني هو مستحيل في نفسه كجمع الضدّين .۲
۹۹. تفسير القمّي : روى ابن أبي عُمَير ، عن رجلٍ ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام في قول اللَّه تعالى : «فَلَمَّآ أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ »۳، أي لمّا سمع ورأى أنّهم يكفرون . والحواسّ الخمس الّتي قدّرها اللَّه في الناس : السمع للصوت ، والبصر للألوان وتمييزها ، والشمّ لمعرفة الروائح الطيّبة والخبيثة ، والذوق للطعوم وتمييزها ، واللّمس لمعرفة الحارّ والبارد واللّيّن والخشن .۴
۱۰۰. تفسير القمّي : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عُمَير ، عن جميل بن صالح ، عن حُمران بن
1.الأمالي للصدوق ، ص ۲۷۲ (المجلس السابع والثلاثون) ، ح ۳۰۰ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۴ ، ص ۲۷۰ ، ح ۱ .
2.قصص الأنبياء للراوندي ، ص ۲۶۸ ، ح ۳۴۰ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۴ ، ص ۲۷۱ ، ح ۳ .
3.سورة آل عمران ( ۳ ) ، الآية ۵۲ .
4.تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۱۰۳ ( سورة آل عمران ) ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۴ ، ص ۲۷۲ ، ح ۱ .