153
مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل

أعين ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إنّ عيسى عليه السلام وعد أصحابه ليلة رفعه اللَّه إليه ، فاجتمعوا إليه عند المساء وهم اثنا عشر رجلاً ، فأدخلهم بيتاً ، ثمّ خرج عليهم من عينٍ في زاوية البيت وهو ينفض رأسه من الماء ، فقال : إنّ اللَّه أوحى إليّ أنّه رافعي إليه الساعة ومطهّري من اليهود ، فأيّكم يُلقى عليه شبحي فيُقتل ويُصلب ويكون معي في درجتي ؟ فقال شابٌّ منهم : أنا يا روح اللَّه ، قال : فأنت هو ذا . فقال لهم عيسى عليه السلام : أمَا إنّ منكم لمن يكفر بي قبل أن يُصبِح اثنتي عشرة كفرةً ، فقال له رجل منهم : أنا هو يا نبيّ اللَّه ! فقال عيسى : أن تحسّ بذلك في نفسك ؟ فلتكن هو . ثمّ قال لهم عيسى عليه السلام : أمَا إنّكم ستفترقون بعدي على ثلاث فرق : فرقتين مفتريتين على اللَّه في النار ، وفرقة تتبع شمعون صادقةً على اللَّه في الجنّة .
ثمّ رفع اللَّه عيسى إليه من زاوية البيت وهم ينظرون إليه . ثمّ قال أبو جعفر عليه السلام : إنّ اليهود جاءت في طلب عيسى من ليلتهم ، فأخذوا الرجل الّذي قال له عيسى عليه السلام : إنّ منكم لمن يكفر بي قبل أن يصبح اثنتي عشرة كفرةً ، وأخذوا الشابّ الّذي أُلقي عليه شبح عيسى ، فقُتِل وصُلب ، وكفر الّذي قال له عيسى عليه السلام : تكفر قبل أن تصبح اثنتي عشرة كفرةً .۱

۱۰۱. كمال الدين : حدّثنا أبي رحمه اللّه قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن سعد بن أبي خلف ، عن يعقوب بن شعيب ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال : كان بين عيسى عليه السلام وبين محمّد صلى اللّه عليه و آله خمسمئة عام ، منها مئتان وخمسون عاماً ليس فيها نبيٌّ ولا عالم ظاهر ، قلت : فما كانوا ؟ قال : كانوا متمسكين بدين عيسى ، قلت : فما كانوا ؟ قال : مؤمنين . ثمّ قال عليه السلام : ولا تكون الأرض إلّا وفيها عالم .۲

۱۰۲. الكافي : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمَير ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال : أُتي عمر بن الخطّاب بجارية قد شهدوا عليها أنّها بغت ، وكان من قصّتها أنّها كانت يتيمةً عند رجل ، وكان الرجل كثيراً ما يغيب عن أهله فشبّت اليتيمة ، فتخوّفت المرأة أن

1.تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۱۰۳ ( سورة آل عمران ) ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۴ ، ص ۳۳۶ ، ح ۶ .

2.كمال الدين وتمام النعمة ، ج ۱ ، ص ۱۶۱ ، ح ۲۰ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۴ ، ص ۳۴۷ ، ح ۷ .


مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
152

دونك وأنت فوق ذلك كلّه تدبّر الأمر وتقسّم الأرزاق .
فأعظَمَ عيسى عليه السلام ذلك من قول إبليس الكافر اللّعين ، فقال عيسى عليه السلام : سبحان اللَّه مل‏ء سماواته وأرضيه ومداد كلماته وزنة عرشه ورِضَى نفسه . قال : فلمّا سمع إبليس - لعنه اللَّه - ذلك ذهب على وجهه لا يملك من نفسه شيئاً ، حتّى وقع في اللجّة الخضراء .
قال ابن عبّاس : فخرجت امرأة من الجنّ تمشي على شاطئ البحر ، فإذا هي بإبليس ساجداً على صخرة صمّاء تسيل دموعه على خدّيه ، فقامت تنظر إليه تعجّباً ، ثمّ قالت له : ويحك يا إبليس ! ما ترجو بطول السجود ؟ فقال لها : أيّتها المرأة الصالحة ابنة الرجل الصالح ، أرجو إذ أبرّ ربّي عزّ و جلّ قسمه وأدخلني نار جهنّم ، أن يخرجني من النار برحمته .۱

۹۸. قصص الأنبياء : بإسناده عن الصفّار ، عن محمّد بن خالد ، عن ابن أبي عُمَير ، عن هشام بن سالم ، عن الصادق عليه السلام قال : جاء إبليس إلى عيسى عليه السلام فقال : أليس تزعم أنّك تحيي الموتى ؟ قال عيسى عليه السلام : بلى ، قال إبليس : فاطرح نفسك من فوق الحائط ، فقال عيسى عليه السلام : ويلك ! إنّ العبد لا يجرّب ربّه ، وقال إبليس : يا عيسى ، هل يقدر ربّك على أن يدخل الأرض في بيضة والبيضة كهيئتها ؟ فقال : إنّ اللَّه عزّ و جلّ لا يوصف بعجزٍ ، والّذي قلت لا يكون . يعني هو مستحيل في نفسه كجمع الضدّين .۲

۹۹. تفسير القمّي : روى ابن أبي عُمَير ، عن رجلٍ ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام في قول اللَّه تعالى : «فَلَمَّآ أَحَسَّ عِيسَى‏ مِنْهُمُ الْكُفْرَ »۳، أي لمّا سمع ورأى أنّهم يكفرون . والحواسّ الخمس الّتي قدّرها اللَّه في الناس : السمع للصوت ، والبصر للألوان وتمييزها ، والشمّ لمعرفة الروائح الطيّبة والخبيثة ، والذوق للطعوم وتمييزها ، واللّمس لمعرفة الحارّ والبارد واللّيّن والخشن .۴

۱۰۰. تفسير القمّي : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عُمَير ، عن جميل بن صالح ، عن حُمران بن

1.الأمالي للصدوق ، ص ۲۷۲ (المجلس السابع والثلاثون) ، ح ۳۰۰ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۴ ، ص ۲۷۰ ، ح ۱ .

2.قصص الأنبياء للراوندي ، ص ۲۶۸ ، ح ۳۴۰ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۴ ، ص ۲۷۱ ، ح ۳ .

3.سورة آل عمران ( ۳ ) ، الآية ۵۲ .

4.تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۱۰۳ ( سورة آل عمران ) ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۴ ، ص ۲۷۲ ، ح ۱ .

  • نام منبع :
    مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    گردآوری و تنظیم: بشیر محمدی مازندرانی
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9370
صفحه از 516
پرینت  ارسال به