151
مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل

قال : مرّ موسى النبيّ عليه السلام بِصفاح الروحاء۱ على جملٍ أحمر خِطامه من ليف ، عليه عباءتان قَطَوانيّتان وهو يقول : لبّيك يا كريم لبّيك ، قال : ومرّ يونس بن متّى بصِفاح الروحاء وهو يقول : لبّيك كشّاف الكرب العظام لبّيك ، قال : ومرّ عيسى بن مريم بصِفاح الروحاء وهو يقول : لبّيك عبدك ابن أمتك [لبّيك‏] ، ومرّ محمّد صلى اللّه عليه و آله بصِفاح الروحاء وهو يقول : لبّيك ذا المعارج لبّيك .۲

۹۷. الأمالي : حدّثنا الشيخ الجليل أبو جعفر محمّد بن على بن الحسين بن موسى بن بابوبه القمّي رضى اللّه عنه ، قال : حدّثنا علي بن الحسين بن شاذَوَيه المؤدّب رضى اللّه عنه قال : حدّثنا محمّد بن عبداللَّه بن جعفر بن جامع الحميريّ ، عن أبيه قال : حدّثني يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : لمّا مضى لعيسى عليه السلام ثلاثون سنةً ، بعثه اللَّه عزّ و جلّ إلى بني إسرائيل ، فلقيه إبليس (لعنه اللَّه) على عَقَبَة بيت المقدس ، وهي عَقَبَةُ أَفِيقِ ، فقال له : يا عيسى ، أنت الّذي بلغ من عِظَم رُبوبيّتك أن تكوّنت من غير أبٍ ! قال عيسى عليه السلام : بل العظمة للّذي كوّنني ، وكذلك كوّن آدم وحوّاء ، قال إبليس : يا عيسى ، فأنت الّذي بلغ من عِظَم رُبوبيّتك أنّك تكلّمت في المهد صبيّاً ! قال عيسى عليه السلام : يا إبليس ، بل العظمة للّذي أنطقني في صغري ، ولو شاء لَأَبكَمَني .
قال إبليس : فأنت الّذي بلغ من عظم ربوبيّتك أنّك تخلق من الطين كهيئة الطير فتنفخ فيه فيصير طيراً ! قال عيسى عليه السلام : بل العظمة للّذي خلقني وخلق ما سخّر لي ، قال إبليس : فأنت الّذي بلغ من عظم ربوبيّتك أنّك تشفي المرضى ! قال عيسى عليه السلام : بل العظمة للّذي بإذنه أشفيهم ، وإذا شاء أمرضني ، قال إبليس : فأنت الّذي بلغ من عظم ربوبيّتك أنّك تحيي الموتى ! قال عيسى : بل العظمة للّذي بإذنه أُحييهم ، ولابدّ من أن يميت ما أحييت ويميتني ، قال إبليس : يا عيسى ، فأنت الّذي بلغ من عظم ربوبيّتك أنّك تعبر البحر فلا تبتلّ قدماك ولا ترسخ فيه ! قال عيسى : بل العظمة للّذي ذلّله لي ولو شاء أغرقني ، قال إبليس : يا عيسى فأنت الّذي بلغ من عظم ربوبيّتك أنّه سيأتي عليك يوم تكون السماوات والأرض ومن فيهنّ

1.صفاح الروحاء : جانبها ، الروحاء اسم قرية (سبل الهدى والرشاد ، ج ۱ ، ص ۲۱۱) .

2.الكافي ، ج ۴ ، ص ۲۱۳ ، ح ۴ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۴ ، ص ۲۵۵ ، ح ۵۰ .


مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
150

وقال : «رَبِ‏ّ اجْعَل لِّى آيَةً »۱، فأُسكِتَ ، فعلم أنّه من اللَّه تعالى .۲

۹۳. تفسير القمّي : حكى أبي عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام (في حديثٍ طويل في صفة المعراج ، وساق الحديث إلى أن قال) : ثمّ قال لي (جبرئيل) : انزل وصلِّ ، فنزلت وصلّيت ، فقال لي : أتدري أين صلّيت ؟ فقلت : لا ، قال : صلّيت بطور سيناء حيث كلّم اللَّه موسى تكليماً . ثمّ ركبت فمضينا ما شاء اللَّه ، ثمّ قال لي : انزل فصلِّ ، فنزلت وصلّيت ، فقال لي : أتدري أين صلّيت ؟ فقلت : لا ، قال : صلّيت في بيت لحم ، بناحية بيت المقدس ، حيث وُلِد عيسى بن مريم عليه السلام ... الخبر .۳

۹۴. الكافي : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عُمَير ، عن ابن أُذينة ، عن الأحول قال : سألت أبا عبد اللَّه عليه السلام عن الروح الّتي في آدم عليه السلام ، قوله :«فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى »۴؟ قال : هذه روح مخلوقة ، والروح الّتي في عيسى مخلوقة .۵

۹۵. تفسير العيّاشي : عن محمّد بن أبي عُمَير ، عمّن ذكره رفعه قال : إنّ أصحاب عيسى عليه السلام سألوه أن يحيي لهم ميّتاً ، قال : فأتى بهم إلى قبر سام بن نوح ، فقال له : قم بإذن اللَّه يا سام بن نوح ، قال : فانشقّ القبر ، ثمّ أعاد الكلام فتحرّك ، ثمّ أعاد الكلام فخرج سام بن نوح ، فقال له عيسى : أيّهما أحبّ إليك ، تبقى أو تعود ؟ قال : فقال : يا روح اللَّه ، بل أعود ، إنّي لَأَجد حرقَةَ الموت أو قال : لدغة الموت في جوفي إلى يومي هذا .۶

۹۶. الكافي : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمَير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام

1.سورة آل عمران ( ۳ ) ، الآية ۴۱ .

2.قصص الأنبياء للراوندي ، ص ۲۱۸ ، ح ۲۸۲ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۴ ، ص ۱۸۰ ، ح ۱۸ .

3.تفسير القمّي ، ج ۲ ، ص ۳ و ۴ ( سورة بني إسرائيل ) ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۴ ، ص ۲۰۸ ، ح ۴ والحديث طويل أوردنا منه موضع الحاجة .

4.سورة الحجر ( ۱۵ ) ، الآية ۲۹ .

5.الكافي ، ج ۱ ، ص ۱۳۳ ، ح ۱ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۴ ، ص ۲۱۸ ، ح ۲۴ .

6.تفسيرالعيّاشي ، ج ۱ ، ص ۱۷۴ (سورة آل عمران) ، ح ۵۰ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۴ ، ص ۲۳۳ ، ح ۲ .

  • نام منبع :
    مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    گردآوری و تنظیم: بشیر محمدی مازندرانی
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9380
صفحه از 516
پرینت  ارسال به