الأشياء كلّها ، ونقل العلّامة الجميع» .۱
قال المامقاني : « محمّد بن أبي عُمَير ؛ زياد بن عيسى الأزدي أبو أحمد الّذي أجمع الأصحاب على تصحيح ما يصحّ عنه ، وعدّ مراسيله مسانيد ، عاصر موالينا الكاظم والرضا والجواد عليهم السلام ، وقد عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الرضا عليه السلام ، قائلاً : محمّد بن أبي عُمَير ، يُكنّى أبا أحمد ، واسم ابن عُمَير زياد ، مولى الأزدي ، ثقة . انتهى .
قال النجاشي : محمّد بن أبي عُمَير ؛ زياد بن عيسى أبو أحمد الأزدي ، من موالى المهلّب بن أبي صفرة ، وقيل : مولى بني أُمية ، والأوّل أصحّ ، بغدادي الأصل والمقام ، لقي أبا الحسن موسى عليه السلام ، وسمع منه أحاديث ، كنّاه عليه السلام في بعضها فقال : يا أبا أحمد .
وروى عن الرضا عليه السلام ، جليل القدر ، عظيم المنزلة فينا وعند المخالفين . الجاحظ يحكي عنه في كتبه ، وقد ذكره في المفاخره بين العدنانية والقحطانية ، وقال في البيان والتبيين : حدّثني إبراهيم بن داحية عن ابن أبي عُمَير ، وكان وجهاً من وجوه الرافضة ، وكان حُبس في أيّام الرشيد ، فقيل : ليلي القضاء ، وقيل : إنّهُ ولي بعد ذلك ، وقيل : بل ليدلّ على مواضع الشيعة وأصحاب موسى بن جعفر عليه السلام .
وروي أنّه ضُرب أسواطاً بلغت منه ، فكاد أن يقرّ لعظيم الألم ، سمع محمّد بن يونس بن عبد الرحمن وهو يقول : اتّق اللَّه يا محمّد بن أبي عُمَير ، فصبر ففرّج اللَّه . وروي أنّه حبسه المأمون حتّى ولّاه قضاء بعض البلاد ، وقيل : إنّ أُخته دفنت كتبهُ في استتاره وكونه في الحبس أربع سنين ، فهلكت الكتب ، وقيل : تركها في غرفة فسال عليها المطر ، فحدّث من حفظه ومّما كان سلف له في أيدي الناس ، فلهذا أصحابنا يسكنون إلى مراسيله . وقد صنّف كتباً كثيرة ، أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن علي بن نوح مذاكرةً ، قال : حدّثنا الحسن بن حمزة الطبري ، قال : حدّثنا ابن بطّة ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد ، قال : صنّف محمّد بن أبي عُمَير أربعة وتسعين كتاباً . . . محمّد بن أبي عمير مات سنة مئتين وسبع عشرة ، ويومئذٍ كان الكاظم عليه السلام متوفّياً » .۲