15
مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل

الأشياء كلّها ، ونقل العلّامة الجميع» .۱

قال المامقاني : « محمّد بن أبي عُمَير ؛ زياد بن عيسى الأزدي أبو أحمد الّذي أجمع الأصحاب على تصحيح ما يصحّ عنه ، وعدّ مراسيله مسانيد ، عاصر موالينا الكاظم والرضا والجواد عليهم السلام ، وقد عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الرضا عليه السلام ، قائلاً : محمّد بن أبي عُمَير ، يُكنّى أبا أحمد ، واسم ابن عُمَير زياد ، مولى الأزدي ، ثقة . انتهى .

قال النجاشي : محمّد بن أبي عُمَير ؛ زياد بن عيسى أبو أحمد الأزدي ، من موالى المهلّب بن أبي صفرة ، وقيل : مولى بني أُمية ، والأوّل أصحّ ، بغدادي الأصل والمقام ، لقي أبا الحسن موسى عليه السلام ، وسمع منه أحاديث ، كنّاه عليه السلام في بعضها فقال : يا أبا أحمد .

وروى عن الرضا عليه السلام ، جليل القدر ، عظيم المنزلة فينا وعند المخالفين . الجاحظ يحكي عنه في كتبه ، وقد ذكره في المفاخره بين العدنانية والقحطانية ، وقال في البيان والتبيين : حدّثني إبراهيم بن داحية عن ابن أبي عُمَير ، وكان وجهاً من وجوه الرافضة ، وكان حُبس في أيّام الرشيد ، فقيل : ليلي القضاء ، وقيل : إنّهُ ولي بعد ذلك ، وقيل : بل ليدلّ على مواضع الشيعة وأصحاب موسى بن جعفر عليه السلام .

وروي أنّه ضُرب أسواطاً بلغت منه ، فكاد أن يقرّ لعظيم الألم ، سمع محمّد بن يونس بن عبد الرحمن وهو يقول : اتّق اللَّه يا محمّد بن أبي عُمَير ، فصبر ففرّج اللَّه . وروي أنّه حبسه المأمون حتّى ولّاه قضاء بعض البلاد ، وقيل : إنّ أُخته دفنت كتبهُ في استتاره وكونه في الحبس أربع سنين ، فهلكت الكتب ، وقيل : تركها في غرفة فسال عليها المطر ، فحدّث من حفظه ومّما كان سلف له في أيدي الناس ، فلهذا أصحابنا يسكنون إلى مراسيله . وقد صنّف كتباً كثيرة ، أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن علي بن نوح مذاكرةً ، قال : حدّثنا الحسن بن حمزة الطبري ، قال : حدّثنا ابن بطّة ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد ، قال : صنّف محمّد بن أبي عُمَير أربعة وتسعين كتاباً . . . محمّد بن أبي عمير مات سنة مئتين وسبع عشرة ، ويومئذٍ كان الكاظم عليه السلام متوفّياً » .۲

1.وسائل الشيعة (الإسلامية ) ، الحرّ العاملي ، ج‏۲۰ ، ص ۳۱۰ - ۳۱۱.

2.تنقيح المقال في علم الرجال ، العلّامة الجليل المامقاني ، ج ۳ ، ص ۶۱ - ۶۲ .


مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
14

المأمون حتّى ولي قضاء بعض البلاد ، وقيل : إنّ أُخته دفنت كتبه في حال استتارها وكونه في الحبس أربع سنين ، فهلكت الكتب ، وقيل : بل تركتها في غرفة فسال عليه المطر فهلكت ، فحدّث من حفظه وممّا كان سلف له في أيدي الناس ، فلهذا أصحابنا يسكنون إلى مراسيله . وقد صنّف كتباً كثيرة ، روى عنه عبد اللَّه بن عامر ومحمّد بن الحسين وعبيد اللَّه بن أحمد بن نُهَيك وإبراهيم بن هاشم . ومات محمّد بن أبي عُمَير سنه سبع عشرة ومئتين ... .

محمّد بن الحسن بن زياد العطّار ، عن محمّد بن نعيم الصحّاف ، قال : مات محمّد بن أبي عُمَير بيّاع السابري ، وأوصى إليَّ وترك امرأة له لم يترك وارثاً غيرها ، فكتب إلى العبد الصالح عليه السلام في الكافي في باب الرجل يموت ولا يترك إلّا امرأة ، وكذا في تهذيب الأحكام في باب ميراث الأزواج ، وفي الاستبصار في باب ميراث الزوجة ، إلّا أنّ فيها : إلى عبد صالح عليه السلام ، وبدون: بيّاع السابري .

أقول : هذا الخبر دلّ على أنّ ابن أبي عُمَير مات في حياة العبد الصالح ، والشيخ رحمه اللّه ذكره في أصحاب الرضا عليه السلام ، والنجاشي والشيخ في الفهرست ذكراه من رواة الرضا والجواد عليهما السلام . وزمان موته أيضاً ؛ يأبى عمّا ذُكر في هذا الخبر ، الظاهر أنّ في الخبر اشتباهاً ، أو يُطلق العبد الصالح على الجواد عليه السلام أيضا ؛ لأنّه مات في زمانه ؛ لأنّه عليه السلام على ما في الكافي في مولده قُبض سنة عشرين ومئتين ، وموته على ما في رجال النجاشي والخلاصة سنة سبع عشرة ومئتين ، واللَّه أعلم بحقائق الأُمور» .۱

قال العاملي : «محمّد بن أبي عُمَير ، واسم أبي عُمَير زياد بن عيسى ، ويُكنّى محمّد أبا أحمد ، مولى الأزد ، بغدادي الأصل والمقام ، لقي أبا الحسن موسى عليه السلام ، وسمع منه أحاديث ، كنّاه عليه السلام في بعضها فقال : يا أبا أحمد . وروى عن الرضا عليه السلام ، وكان جليل القدر ، عظيم المنزلة عندنا وعند المخالفين ، قاله النجاشي والعلّامة ، وقد تقدّم عن الكشّي عدّه من أصحاب الإجماع ، وروى الكشّي له مدائح كثيرة ، وقال الشيخ : كان من أوثق الناس عند الخاصّة والعامّة ، وأنسكهم نسكاً ، وأورعهم وأعبدهم ، وذكر الجاحظ أنّه كان أوحد زمانه في

1.جامع الرواة ، محمّد علي الأردبيلي ، ج‏۲ ، ص ۵۰ - ۵۱ .

  • نام منبع :
    مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    گردآوری و تنظیم: بشیر محمدی مازندرانی
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9299
صفحه از 516
پرینت  ارسال به