139
مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل

مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
138

فقال : يا موسى ، إنّي أُبدِلُكَ بهم خيراً ، قال : ربّ إنّي وجدت ريحَهم وعرفت أسماءهم . قال : ذلك ثلاثاً ، فبعثهم اللَّه أنبياء .۱

۶۹. تفسير القمّي : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عُمَير ، عن جميل‏قال : قال لي أبو عبداللَّه عليه السلام : ... سأل بعض اليهود أمير المؤمنين عليه السلام عن سجنٍ طاف أقطار الأرض بصاحبه ، فقال : يا يهودي ، أمّا السجن الذي طاف أقطار الأرض بصاحبه فإنّه الحوت الذي حُبس يونس في بطنه فدخل الحوت في بحر القُلزُم ، ثمّ خرج إلى بحر مصر ، ثمّ دخل إلى بحر طَبَرِستان ، ثمّ خرج في دجلة الغوراء ، ثمّ مرّت به تحت الأرض حتّى لحقت بقارون ، وكان قارون هلك في أيّام موسى ، ووكّل اللَّه به ملكاً يدخله في الأرض كلّ يوم قامة رجل ، وكان يونس في بطن الحوت يسبّح اللَّه ويستغفره ، فسمع قارون صوته فقال للملك الموكّل به : أنظرني ، فإنّي أسمع كلام آدميّ ، فأوحى اللَّه إلى الملك الموكّل به : أنظره ، فأنظره ، ثمّ قال قارون : من أنت ؟ قال يونس : أنا المذنب الخاطئ يونس بن متّى ، قال : فما فعل الشديدُ الغضب للَّه موسى بن عمران ؟ قال : هيهات ! هلك ، قال : فما فعل الرؤوف الرحيم على قومه هارون بن عمران ؟ قال : هلك ، قال : فما فعلت كُلثُم بنت عمران الّتي كانت سُمّيت لي ؟ قال : هيهات ، ما بقي من آل عمران أحد ، فقال قارون : وا أسفاه على آل عمران ، فشكر اللَّه له ذلك ، فأمر اللَّه الملك الموكّل به أن يرفع عنه العذاب أيّام الدنيا ، فَرُفع عنه . الخبر .۲

۷۰. تفسير القمّي : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عُمَير ، عن بعض رجالهم ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال : إنّ رجلاً من خيار بني إسرائيل وعلمائهم خطب امرأةً منهم فأنعمت له ، وخطبها ابن عمٍّ لذلك الرجل ، وكان فاسقاً رديئاً فلم ينعموا له ، فحسد ابن عمّه الّذي أنعموا له ، فقعد له فقتله غيلةً ، ثمّ حمله إلى موسى عليه السلام ، فقال : يا نبيّ اللَّه ، هذا ابن عمّي قد قُتل ، قال موسى عليه السلام : من قتله ؟ قال : لا أدري ، وكان القتل في بني إسرائيل عظيماً جدّاً ، فعظم ذلك على موسى ، فاجتمع إليه بنو إسرائيل فقالوا : ما ترى يا نبيّ اللَّه ؟
وكان في بني إسرائيل رجل له بقرة ، وكان له ابن بارٌّ ، وكان عند ابنه سلعة ، فجاء قوم يطلبون سلعته ، وكان مفتاح بيته تحت رأس أبيه وكان نائماً ، وكره ابنه أن ينبّهه وينغّص عليه نومه ، فانصرف القوم فلم يشتروا سلعته ، فلمّا انتبه أبوه قال له : يا بنيّ ، ماذا صنعت في سلعتك ؟ قال : هي قائمة لم أبعها ؛ لأنّ المفتاح كان تحت رأسك فكرهت أن أُنبّهك وأُنغّص عليك نومك ، قال له أبوه : قد جعلت هذه البقرة لك عوضاً عمّا فاتك من ربح سلعتك ، وشكر اللَّه لابنه ما فعل بأبيه . وأمر بني إسرائيل أن يذبحوا تلك البقرة بعينها ، فلمّا اجتمعوا إلى موسى وبكوا وضجّوا قال لهم موسى : «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُواْ بَقَرَةً »۳ ، فتعجّبوا فقالوا : «أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا »۴ ؟ نأتيك بقتيل فتقول اذبحوا بقرةً ؟ ! فقال لهم موسى : «أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَهِلِينَ »۵ . فعلموا أنّهم قد أخطأوا ، «فَقَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِىَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا فَارِضٌ وَ لَا بِكْرٌ »۶، والفارض الّتي قد ضربها الفحل ولم تحمل ، والبكر الّتي لم يضربها الفحل «قالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا »۷ ، أي شديدة الصفرة «تَسُرُّ النَّظِرِينَ »۸ ، «قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِىَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَبَهَ عَلَيْنَا وَ إِنَّآ إِن شَآءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ * قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ »۹أي لم تذلّل ، «وَ لَا تَسْقِى الْحَرْثَ »۱۰أي لا تَسقي الزرع ، «مُسَلَّمَةٌ لَّا شِيَةَ فِيهَا »۱۱ أي لا نقط فيها إلّا الصفرة ، «قَالُواْ الَْنَ جِئْتَ بِالْحَقِ‏ّ فَذَبَحُوهَا وَ مَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ »۱۲، هي بقرة فلان .
فذهبوا ليشتروها فقال : لا أبيعها إلّا بمل‏ء جلدها ذهباً ، فرجعوا إلى موسى عليه السلام : فأخبروه ، فقال لهم موسى : لا بدّ لكم من ذبحها بعينها بمل‏ء جلدها ذهباً ، فذبحوها ، ثمّ قالوا : ما تأمرنا يا نبيّ اللَّه ؟ فأوحى اللَّه تعالى إليه : قل لهم : «اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا »۱۳ وقولوا : من قتلك ؟ فأخذوا الذنب فضربوه به وقالوا : من قتلك يا فلان ؟ فقال : فلان بن فلان ابن عمّي ، الّذي جاء به ، وهو قوله : «فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَ لِكَ يُحْىِ اللَّهُ الْمَوْتَى‏ وَيُرِيكُمْ ءَايَتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ »۱۴ .۱۵

1.رجال الكشّي ، ص ۵۱۲ (في ميسر وعبد اللَّه بن عجلان )، ح ۴۴۵ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۳ ، ص ۲۴۲ ، ح ۵۰ .

2.تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۳۱۷ - ۳۱۸ ( سورة يونس ) ، والحديث طويل، أوردنا منه مورد الحاجة ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۳ ، ص ۲۵۳ ، ح‏۲ .

3.سورة البقرة ( ۲ ) ، الآيات : ۶۷ - ۷۱ ، ۷۳ .

4.سورة البقرة ( ۲ ) ، الآيات : ۶۷ - ۷۱ ، ۷۳ .

5.تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۴۹ ( سورة البقرة ) ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۳ ، ص ۲۵۹ ، ح ۱ .

  • نام منبع :
    مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    گردآوری و تنظیم: بشیر محمدی مازندرانی
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11384
صفحه از 516
پرینت  ارسال به