فأبى ، فضُرب ضرباً عظيماً. وقيل : كان ذلك ليلي القضاء . قال : فلمّا بلغ منّي الضرب ذلك كدتُ أُسمّيهم ، فسمعت نداءً : يا محمّد بن أبي عُمَير ، اذكر موقفك بين يدي اللَّه ، فتقوّيت بقوله وصبرت ولم أخبرهم والحمد للَّه.
وقيل : إنّه أدّى مئة وأحد وعشرين ألف درهم حتّى خلص ، وكان مموّلاً . وكان مولى بني أُميّة ، وقيل : مولى المهلّب بن أبي صفرة ، بغدادي الأصل والمقام ، لقي الكاظم عليه السلام وسمع منه أحاديث ، كنّاه عليه السلام في بعضها فقال : يا أبا أحمد ؛ تعظيماً له رحمه اللَّه» .۱
قال الأردبيلي : «محمّد بن أبي عُمَير ؛ زياد بن عيسى ، أبو أحمد ، مولى الأزد من موالي المهلّب بن أبي صفرة ، وقيل : مولى بني أُميّة ، والأوّل أصحّ . بغدادي الأصل والمقام ، لقي أبا الحسن موسى عليه السلام وسمع منه أحاديث ، كنّاه عليه السلام في بعضها فقال : يا أبا أحمد . وروى عن الرضا عليه السلام ، جليل القدر ، عظيم المنزلة فينا وعند المخالفين . . . .
من أوثق الناس عند الخاصّة والعامّة ، وأنسكهم نسكاً وأورعهم وأعبدهم ، ذكره الجاحظ بهذه الصفة ، وذكر أنّه كان واحد زمانه في الأشياء كلّها ، وأدرك من الأئمّة عليهم السلام ثلاثة : أبا إبراهيم موسى ولم يروِ عنه ، وروى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام والجواد عليه السلام ، روى عنه أحمد بن محمّد بن عيسى ، كتب مئة رجل من رجال أبي عبد اللَّه عليه السلام ، وله مصنّفات كثيرة ، منها كتاب النوادر كبير . . . .
قال الكشّي : إنّه ممّن أجمعت أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنه ، وأقرّوا له بالفقه والعلم ، وأنّه قال محمّد بن مسعود : حدّثني علي بن الحسن قال : ابن أبي عُمَير أفقه من يونس وأصلح وأفضل .
مات سنة سبع عشرة ومئتين . حكى عنه الجاحظ في كتبه ، وقال : كان وجهاً من وجوه الرافضة . وكان حُبس في أيّام الرشيد ، فقيل : ليَليَ القضاء ، وقيل : إنّه ولّيَ بعد ذلك ، وقيل : بل ليدلّ على الشيعة وأصحاب موسى بن جعفر عليه السلام .
وروى أنّه ضُرب أسواطاً بلغت منه ، فكاد أن يقرّ لعظم الألم ، فسمع محمّد بن يونس بن عبد الرحمن وهو يقول : اتّق اللَّه يا محمّد بن أبي عُمَير ، فصبرتُ ففرّج اللَّه . وروى أنّه حبسه