سرق مكيال الملك فحبسه عنده ، فاسأل أهل القرية والعير حتّى يخبروك بذلك ، فاسترجع يعقوب واستعبر حتّى تقوّس ظهره ، فقال يعقوب : «يَبَنِىَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَ أَخِيهِ »۱. فخرج منهم نفر ، وبعث معهم بضاعة ، وكتب معهم كتاباً إلى عزيز مصر يعطفه على نفسه وولده .
فدخلوا على يوسف بكتاب أبيهم ، فأخذه وقبّله وبكى ، ثمّ أقبل عليهم ف «قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَ أَخِيهِ »۲؟ قالوا : أأنت يوسف ؟ «قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَ هَذَآ أَخِى »۳، وقال يوسف : «لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ »۴ و« اذْهَبُواْ بِقَمِيصِى هَذَا »۵ بلّته دموعي « فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِى يَأْتِ بَصيراً وَ أْتُونِى بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ »۶.
فأقبل ولد يعقوب عليه السلام يحثّون السير بالقميص ، فلمّا دخلوا عليه قال لهم : ما فعل ابن يامين ؟ قالوا : خلّفناه عند أخيه صالحاً . فحمد اللَّه عند ذلك يعقوب وسجد لربّه سجدة الشكر ، واعتدل ظهره ، وقال لِوُلده تَحَمّلوا إلى يوسف من يومكم . فساروا في تسعة أيّام إلى مصر ، فلمّا دخلوا اعتنق يوسف أباه ورفع خالته ، ثمّ دخل منزله وادّهن ولبس ثياب المُلك ، فلمّا رأوه سجدوا شكراً للَّه ، وما تطيّب يوسف في تلك المدّة ولامس النساء حتّى جمع اللَّه ليعقوب عليه السلام شمله .۷
۵۰. علل الشرائع : حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه عن محمّد بن يحيى العطّار عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن أورمة ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال : لمّا أقبل يعقوب إلى مصر خرج يوسف عليه السلام ليستقبله ، فلمّا رآه يوسف همَّ بأن يترجّل ليعقوب ، ثمّ نظر إلى ما هو فيه من الملك فلم يفعل ، فلمّا سلّم على يعقوب نزل عليه جبرئيل فقال له : يا يوسف ! إنّ اللَّه تبارك وتعالى يقول لك : ما منعك أن تنزل إلى عبدي الصالح إلّا ما أنت فيه ، ابسط يدك ، فبسطها فخرج من بين أصابعه نور ، فقال له : ما هذا يا جبرئيل ؟ فقال : هذا آية ، لا يخرج من صلبك نبيّ أبداً ؛ عقوبةً لك بما صنعت بيعقوب إذ لم تنزل إليه .۸
1.سورة يوسف ( ۱۲ ) ، الآيات : ۷۸ ، ۷۹ ، ۸۷ ، ۸۹ ، ۹۰ ، ۹۲ ، ۹۳ .
2.سورة يوسف ( ۱۲ ) ، الآيات : ۸۷ ، ۸۹ ، ۹۰ ، ۹۲ ، ۹۳ .
3.قصص الأنبياء للراوندي ، ص ۱۳۲ ، ح ۱۳۴ ؛ بحار الأنوار ، ج۱۲ ، ص ۲۸۷ ، ح ۷۱ .
4.علل الشرائع ، ج ۱ ، ص ۵۵ ، ح ۲ ، باب ۴۷ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۲ ، ص ۲۸۱ ، ح ۵۹ .