125
مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل

۳۹. المحاسن : أحمد بن محمّد بن خالد ، عن ابن أبي عُمَير ، عن معاوية بن عمّار ، قال : سألته عن السعي ؟ فقال : إنّ إبراهيم عليه السلام لمّا خلّف هاجر وإسماعيل بمكّة ، عطش إسماعيل فبكى ، فخرجت [هاجر] حتّى عَلَت على الصفا ، وبالوادي أشجارٌ ، فنادت : هل بالوادي من أنيس ؟ فلم يجبها أحد ، فانحدرت حتّى علت على المَروَة ، فنادت : هل بالوادي من أنيس ؟ فلم تزل تفعل ذلك حتّى فعلته سبع مرّات ، فلمّا كانت السابعة هبط عليها جبرئيل عليه السلام فقال لها : أيّتها المرأة ، من أنتِ ؟ فقالت : أنا هاجر أُمّ وَلَد إبراهيم ، قال لها : وإلى مَن خَلّفكِ ؟ قالت : أمّا إذا قلتَ ذلك لقد قلتُ له : يا إبراهيم ، إلى مَن تخلّفني هاهنا ؟ فقال : إلى اللَّه عزّ و جلّ أُخلّفكِ ، فقال لها جبرئيل عليه السلام : نِعمَ ما خلّفكِ إليه ، لقد وَكّلك إلى كافٍ ، فارجعي إلى ولدكِ . فرجعت إلى البيت وقد انبعث زمزم والماء ظاهر يجري ، فجمعت حوله التراب فحبسته .
قال أبو عبد اللَّه عليه السلام : لو تركته لكان سيحاً . ثمّ مرّ ركب من اليمن ولم يكونوا يدخلون مكّة ، فنظروا إلى الطير مقبلةً على مكّة من كلّ فجّ ، فقالوا : ما أقبلت الطير على مكّة إلّا وقد رأت الماء ، فمالوا إلى مكّة حتّى أتوا موضع البيت ، فنزلوا واستَقَوا من الماء وتزوّدوا منه ما يكفيهم، وخلّفوا عندهما من الزاد ما يكفيهما، فأجرى‏اللَّه لهم بذلك رزقاً .۱

۴۰. المحاسن : وعنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمَير ، عن بعض أصحابه ، قال : سألته عن السعي بين الصفا والمروة ؟ فقال : إنّ هاجر لمّا وَلَدَت بإسماعيل عليه السلام ، دخلت سارة غيرةٌ شديدة ، فأمر اللَّه إبراهيم أن يطيعها ، فقالت : يا إبراهيم ، إحمل هاجر حتّى تضعها ببلادٍ ليس فيها زرع ولا ضرع ، فأتى بها البيت وليس بمكّة إذ ذاك زرع ولا ضرع ولا ماء ولا أحد ، فخلّفها عند البيت وانصرف عنها إبراهيم عليه السلام ، فبكى .۲

۴۱. الكافي : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمَير ، عن حفص بن‏البختريّ ، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إنّ أصل حَمَام الحرم بقيّة حَمَامٍ كان لإسماعيل بن إبراهيم عليه السلام اتخذها، كان يأنس بها. فقال أبوعبداللَّه عليه السلام : يستحب أن تتّخذ طيراً مقصوصاً تأنس به مخافة الهوام .۳

1.المحاسن ، ج ۲ ، ص ۳۳۷ ، ح ۱۱۹ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۲ ، ص ۱۱۳ ، ح ۴۳ .

2.المحاسن ، ج ۲ ، ص ۳۳۸ ، ح ۱۲۰ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۲ ، ص ۱۱۴ ، ح ۴۵ .

3.الكافي ، ج ۶ ، ص ۵۴۶ ، ح ۳ ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۲ ، ص ۱۷ ، ح ۱۶ .


مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
124

۳۸. قصص الأنبياء : بإسناده عن ابن أبي عُمَير ، عن أبان ، عن عُقبَة ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال : إنّ إسماعيل عليه السلام لمّا تزوّج امرأةً من العمالقة يقال لها سامَة ، وإنّ إبراهيم اشتاق إليه ، فركب حماراً ، فأخذت عليه سارة أن لا ينزل حتّى يرجع . قال : فأتاه وقد هلكت أُمُّه ، فلم يوافقه ووافق امرأته ، فقال لها : أين زوجك ؟ فقالت : خرج يتصيّد ، فقال : كيف حالكم ؟ فقالت : حالنا وعيشنا شديد . قال : ولَمْ تعرض عليه المنزل ، فقال : إذا جاء زوجك فقولي له : جاء هاهنا شيخ وهو يأمرك أن تغيّر عتبة بابك . فلمّا أقبل إسماعيل صلوات اللَّه عليه وصعد الثنيّة وجد ريح أبيه ، فأقبل إليها وقال : أتاك أحد ؟ قالت : نعم ، شيخ قد سألني عنك ، فقال لها : هل أمرك بشي‏ء ؟ قالت : نعم ، قال لي : إذا دخل زوجك فقولي له : جاء شيخ وهو يأمرك أن تغيّر عتبة بابك . قال : فخلّى سبيلها .
ثمّ إنّ إبراهيم عليه السلام ركب إليه الثانية ، فأخذت عليه سارة أن لا ينزل حتّى يرجع . فلم يوافقه ووافق امرأته ، فقال : أين زوجك ؟ قالت : خرج عافاك اللَّه للصيد ، فقال : كيف أنتم ؟ فقالت : صالحون ، قال : وكيف حالكم ؟ قالت : حسنة ونحن بخير ، انزل يرحمك اللَّه حتّى يأتي . قال : فأبى ، ولم تزل به تريده على النزول فأبى ، قالت : أعطني رأسك حتّى أغسله ، فإنّي أراه شعثاً . فجعلت له غُسولاً ، ثمّ أدنت منه الحجر ، فوضع قدمه عليه ، فغسلت جانب رأسه ، ثمّ قلّبت قدمه الأُخرى فغسلت الشقّ الآخر ، ثمّ سلّم عليها وقال : إذا جاء زوجك فقولي له : قد جاء هاهنا شيخ وهو يوصيك بعتبة بابك خيراً . ثمّ إنّ إسماعيل عليه السلام أقبل ، فلمّا انتهى إلى الثنيّة وجد ريح أبيه ، فقال لها : هل أتاك أحد ؟ قالت : نعم ، شيخ ، وهذا أثر قدميه ، فأكبّ على المقام وقبّله .
وقال : شكا إبراهيم إلى اللَّه تعالى ما يلقى من سوء خُلُقِ سارة ، فأوحى اللَّه تعالى إليه : أنّ مثل المرأة مثل الضلع الأعوج إن تركته استمتعت به ، وإن أقمته كسرته . وقال : إنّ إبراهيم عليه السلام تزوّج سارة وكانت من أولاد الأنبياء ، على أن لا يخالفها ولا يعصي لها أمراً ولا تعصي له أمراً فيما وافق الحقّ ، وإنّ إبراهيم كان يأتي مكّة من الحيرة في كلّ يوم .۱

1.قصص الأنبياء للراوندي ، ص ۱۱۵ ، ح ۱۰۹ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۲ ، ص ۱۱۱ ، ح ۳۸ .

  • نام منبع :
    مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    گردآوری و تنظیم: بشیر محمدی مازندرانی
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11825
صفحه از 516
پرینت  ارسال به