۳۹. المحاسن : أحمد بن محمّد بن خالد ، عن ابن أبي عُمَير ، عن معاوية بن عمّار ، قال : سألته عن السعي ؟ فقال : إنّ إبراهيم عليه السلام لمّا خلّف هاجر وإسماعيل بمكّة ، عطش إسماعيل فبكى ، فخرجت [هاجر] حتّى عَلَت على الصفا ، وبالوادي أشجارٌ ، فنادت : هل بالوادي من أنيس ؟ فلم يجبها أحد ، فانحدرت حتّى علت على المَروَة ، فنادت : هل بالوادي من أنيس ؟ فلم تزل تفعل ذلك حتّى فعلته سبع مرّات ، فلمّا كانت السابعة هبط عليها جبرئيل عليه السلام فقال لها : أيّتها المرأة ، من أنتِ ؟ فقالت : أنا هاجر أُمّ وَلَد إبراهيم ، قال لها : وإلى مَن خَلّفكِ ؟ قالت : أمّا إذا قلتَ ذلك لقد قلتُ له : يا إبراهيم ، إلى مَن تخلّفني هاهنا ؟ فقال : إلى اللَّه عزّ و جلّ أُخلّفكِ ، فقال لها جبرئيل عليه السلام : نِعمَ ما خلّفكِ إليه ، لقد وَكّلك إلى كافٍ ، فارجعي إلى ولدكِ . فرجعت إلى البيت وقد انبعث زمزم والماء ظاهر يجري ، فجمعت حوله التراب فحبسته .
قال أبو عبد اللَّه عليه السلام : لو تركته لكان سيحاً . ثمّ مرّ ركب من اليمن ولم يكونوا يدخلون مكّة ، فنظروا إلى الطير مقبلةً على مكّة من كلّ فجّ ، فقالوا : ما أقبلت الطير على مكّة إلّا وقد رأت الماء ، فمالوا إلى مكّة حتّى أتوا موضع البيت ، فنزلوا واستَقَوا من الماء وتزوّدوا منه ما يكفيهم، وخلّفوا عندهما من الزاد ما يكفيهما، فأجرىاللَّه لهم بذلك رزقاً .۱
۴۰. المحاسن : وعنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمَير ، عن بعض أصحابه ، قال : سألته عن السعي بين الصفا والمروة ؟ فقال : إنّ هاجر لمّا وَلَدَت بإسماعيل عليه السلام ، دخلت سارة غيرةٌ شديدة ، فأمر اللَّه إبراهيم أن يطيعها ، فقالت : يا إبراهيم ، إحمل هاجر حتّى تضعها ببلادٍ ليس فيها زرع ولا ضرع ، فأتى بها البيت وليس بمكّة إذ ذاك زرع ولا ضرع ولا ماء ولا أحد ، فخلّفها عند البيت وانصرف عنها إبراهيم عليه السلام ، فبكى .۲
۴۱. الكافي : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمَير ، عن حفص بنالبختريّ ، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إنّ أصل حَمَام الحرم بقيّة حَمَامٍ كان لإسماعيل بن إبراهيم عليه السلام اتخذها، كان يأنس بها. فقال أبوعبداللَّه عليه السلام : يستحب أن تتّخذ طيراً مقصوصاً تأنس به مخافة الهوام .۳