13
مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل

فأبى ، فضُرب ضرباً عظيماً. وقيل : كان ذلك ليلي القضاء . قال : فلمّا بلغ منّي الضرب ذلك كدتُ أُسمّيهم ، فسمعت نداءً : يا محمّد بن أبي عُمَير ، اذكر موقفك بين يدي اللَّه ، فتقوّيت بقوله وصبرت ولم أخبرهم والحمد للَّه.

وقيل : إنّه أدّى مئة وأحد وعشرين ألف درهم حتّى خلص ، وكان مموّلاً . وكان مولى بني أُميّة ، وقيل : مولى المهلّب بن أبي صفرة ، بغدادي الأصل والمقام ، لقي الكاظم عليه السلام وسمع منه أحاديث ، كنّاه عليه السلام في بعضها فقال : يا أبا أحمد ؛ تعظيماً له رحمه اللَّه» .۱

قال الأردبيلي : «محمّد بن أبي عُمَير ؛ زياد بن عيسى ، أبو أحمد ، مولى الأزد من موالي المهلّب بن أبي صفرة ، وقيل : مولى بني أُميّة ، والأوّل أصحّ . بغدادي الأصل والمقام ، لقي أبا الحسن موسى عليه السلام وسمع منه أحاديث ، كنّاه عليه السلام في بعضها فقال : يا أبا أحمد . وروى عن الرضا عليه السلام ، جليل القدر ، عظيم المنزلة فينا وعند المخالفين . . . .

من أوثق الناس عند الخاصّة والعامّة ، وأنسكهم نسكاً وأورعهم وأعبدهم ، ذكره الجاحظ بهذه الصفة ، وذكر أنّه كان واحد زمانه في الأشياء كلّها ، وأدرك من الأئمّة عليهم السلام ثلاثة : أبا إبراهيم موسى ولم يروِ عنه ، وروى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام والجواد عليه السلام ، روى عنه أحمد بن محمّد بن عيسى ، كتب مئة رجل من رجال أبي عبد اللَّه عليه السلام ، وله مصنّفات كثيرة ، منها كتاب النوادر كبير . . . .

قال الكشّي : إنّه ممّن أجمعت أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنه ، وأقرّوا له بالفقه والعلم ، وأنّه قال محمّد بن مسعود : حدّثني علي بن الحسن قال : ابن أبي عُمَير أفقه من يونس وأصلح وأفضل .

مات سنة سبع عشرة ومئتين . حكى عنه الجاحظ في كتبه ، وقال : كان وجهاً من وجوه الرافضة . وكان حُبس في أيّام الرشيد ، فقيل : ليَليَ القضاء ، وقيل : إنّه ولّيَ بعد ذلك ، وقيل : بل ليدلّ على الشيعة وأصحاب موسى بن جعفر عليه السلام .

وروى أنّه ضُرب أسواطاً بلغت منه ، فكاد أن يقرّ لعظم الألم ، فسمع محمّد بن يونس بن عبد الرحمن وهو يقول : اتّق اللَّه يا محمّد بن أبي عُمَير ، فصبرتُ ففرّج اللَّه . وروى أنّه حبسه

1.مستدركات أعيان الشيعة ، حسن الأمين ، ج‏۱ ، ص ۱۶۴ .


مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
12

وسمعته يقول : أخذ يوماً شيخي بيدي وذهب بي إلى ابن أبي عُمَير ، فصعدنا إليه في غرفة وحوله مشايخ له يعظّمونه ويبجّلونه ، فقلت لأبي : مَن هذا ؟ قال : هذا ابن أبي عُمَير ، قلت : الرجل الصالح العابد ؟ قال : نعم. وسمعته يقول : ضُرب ابن أبي عُمَير مئة خشبة وعشرين خشبة أيّام هارون لعنه اللَّه ، تولّى ضربه السندي بن شاهك على التشيّع ، وحُبس ، فأدّى مئة وأحداً وعشرين ألفاً حتّى خُلّي عنه ، فقلت : وكان متموّلاً ؟ قال : نعم ، كان ربّ خمسمئة ألف درهم» .۱

قال العلّامة الحلّي : «قال الكشّي : إنّه ممّن أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنه ، وأقرّوا له بالفقه والعلم. قال الشيخ الطوسي رضى اللّه عنه : إنّه كان أوثق الناس عند الخاصّة والعامّة ، وأنسكهم نسكاً وأورعهم وأعبدهم ، أدرك من الأئمّة عليهم السلام ثلاثة : أبا إبراهيم موسى بن جعفر عليهما السلام ولم يروِ عنه ، وروى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام . قال أبو عمرو الكشّي : قال محمّد بن مسعود : حدّثني علي بن الحسن قال : ابن أبي عُمَير أفقه من يونس بن عبد الرحمن وأصلح وأفضل . وله حكاية ذكرناها في الكتاب الكبير ، مات رحمه اللّه سنة سبع عشرة ومئتين».۲

قال حسن الأمين : «محمّد بن أبي عُمَير البزّاز بيّاع السابري ؛ في رجال ابن داوود : يُكنّى أبا أحمد ، من موالي الأزد ، واسم أبي عُمَير زياد بن عيسى . من أوثق الناس عند الخاصّة والعامّة ، وأنسكهم وأورعهم وأعبدهم ، وقد ذكره الجاحظ في كتابه في فخر قحطان على عدنان بذلك ، وذكر أنّه كان أوحد زمانه في الأشياء كلّها. أدرك من الأئمّة عليهم السلام ثلاثة : أبا إبراهيم موسى بن جعفر عليه السلام ولم يروِ عنه ، وروى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام . وروى عنه أحمد بن عيسى كتاب مئة رجل من رجال أبي عبد اللَّه عليه السلام ، وله مصنّفات كثيرة ، وذكر ابن بطة أنّها أربعة وتسعون كتاباً.

حُبس بعد الرضا عليه السلام ونُهب ماله وذهبت كتبه ، وكان يحفظ أربعين جلداً ، فلذلك أرسل أحاديثه. وكان قد سُعي به أنّه يعرف أسماء الشيعة ومواضعهم ، فأمره السلطان بتسميتهم

1.رجال الكشّي ، ج ۲، ص ۸۵۵ ، الرقم ۱۱۰۶ (محمّد بن أبي عُمير الأزدي) .

2.خلاصة الأقوال ، العلّامة الحلّي ، ص ۲۴۱.

  • نام منبع :
    مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    گردآوری و تنظیم: بشیر محمدی مازندرانی
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9330
صفحه از 516
پرینت  ارسال به