119
مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل

۲۶. كمال الدين : حدّثنا أبي ، ومحمّد بن الحسن رضى اللَّه عنهما قالا : حدّثنا سعد بن عبداللَّه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال : كان أبو إبراهيم عليه السلام منجّماً لنمرود بن كنعان ، وكان نمرود لا يصدر إلّا عن رأيه ، فنظر في النجوم ليلةً من اللّيالي ، فأصبح فقال : لقد رأيت في ليلتي هذه عجباً ! فقال له نمرود : وما هو ؟ فقال : رأيت مولوداً يولد في أرضنا هذه يكون هلاكنا على يديه ، ولا يلبث إلّا قليلاً حتّى يُحمَلَ به ، فعجب من ذلك نمرود وقال له : هل حملت به النساء ؟ فقال : لا ، وكان فيما أوتي من العلم أنّه سَيُحرَقُ بالنار ، ولم يكن أوتي أنّ اللَّه سينجيه .
قال : فحجب النساء عن الرجال ، فلم يترك امرأةً إلّا جُعِلت بالمدينة ؛ حتّى لا يَخلَصَ إليهنّ الرجال . قال : ووقع أبو إبراهيم على امرأته فحملت به ، وظنّ أنّه صاحبه ، فأرسل إلى نساءٍ من القوابل لا يكون في البطن شي‏ء إلّا علمن به ، فنظرن إلى أُمّ إبراهيم ، فألزم اللَّه - تعالى ذكره - ما في الرحم الظَّهرَ ، فقلن : ما نرى شيئاً في بطنها ، فلمّا وضعت أُمّ إبراهيم [ به ] أراد أبوه أن يذهب به إلى نمرود ، فقالت له امرأته : لا تذهب بابنك إلى نمرود فيقتله ، دعني أذهب به إلى بعض الغِيران أجعله فيه ، حتّى يأتي عليه أجله ولا يكون أنت تقتل ابنك ، فقال لها : فاذهبي به .
فذهبت به إلى غارٍ ثمّ أرضعته ، ثمّ جعلت على باب الغار صخرةً ثمّ انصرفت عنه ، فجعل اللَّه عزّوجلّ رزقه في إبهامه ، فجعل يمصّها فيشرب لبناً ، وجعل يشبّ في اليوم كما يشبّ غيره في الجمعة ، ويشبّ في الجمعة كما يشبّ غيره في الشهر ، ويشبّ في الشهر كما يشبّ غيره في السنة . فمكث ما شاء اللَّه أن يمكث ، ثمّ إنّ أُمّه قالت لأبيه : لو أذنت لي أن أذهب إلى ذلك الصبيّ فأراه فعلت ، قال : فافعلي . فأتت الغار ، فإذا هي بإبراهيم عليه السلام وإذا عيناه تزهران كأنّهما سراجان ، فأخذته وضمّته إلى صدرها وأرضعته ، ثمّ انصرفت عنه ، فسألها أبوه عن الصبيّ ، فقالت له : قد واريته في التراب . فمكثت تعتلّ وتخرج في الحاجة وتذهب إلى إبراهيم عليه السلام فتضمّه إليها وترضعه ثمّ تنصرف .
فلمّا تحرّك أتته أُمّه كما كانت تأتيه ، وصنعت كما كانت تصنع ، فلمّا أرادت


مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
118

يكون من الرجال ، فأخذته الغيرة وقال له : يا عبد اللَّه ! ما أدخلك داري ؟ فقال : ربّها أدخلنيها ، فقال إبراهيم : ربّها أحقّ بها منّي ، فمن أنت ؟ قال : أنا ملك الموت ، قال : ففزع إبراهيم وقال : جئتني لتسلبني روحي ؟ فقال : لا ، ولكن اتّخذ اللَّه عزّ و جلّ عبداً خليلاً فجئت ببشارته ، فقال إبراهيم : فمن هذا العبد ، لعلّي أخدمه حتّى أموت ؟ قال : أنت هو . قال : فدخل على سارة فقال : إنّ اللَّه اتّخذني خليلاً .۱

۲۳. علل الشرائع : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رضى اللّه عنه قال : حدّثنا علي بن الحسين السعدآبادي ، عن أحمد بن أبي عبد اللَّه البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمَير ، عمّن ذكره قال : قلت لأبي عبد اللَّه عليه السلام : لِمَ اتّخذ اللَّه عزّ و جلّ إبراهيم خليلاً ؟ قال : لكثرة سجوده على الأرض .۲

۲۴. علل الشرائع : أبي رحمه اللّه قال : حدّثنا سعد بن عبد اللَّه قال : حدّثنا أيّوب بن نوح ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن حفص بن البختري ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال : كان الناس لا يشيبون ، فأبصر إبراهيم عليه السلام شيباً في لحيته فقال : يا ربّ ، ما هذا ؟ فقال : هذا وقار ، فقال : ربّ زدني وقارا .۳

۲۵. قصص الأنبياء : عن ابن بابويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبداللَّه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عُمَير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال : أخبرني أبي، عن جدّي، عن النبيّ صلى اللّه عليه و آله ، عن جبرئيل عليه الصلاة والسلام ، قال : لمّا أخذ نمرود إبراهيم ليلقيه في النار قلت : يا ربّ ، عبدك وخليلك ، ليس في أرضك أحد يعبدك غيره ، قال اللَّه تعالى : هو عبدي آخذه إذا شئت . ولمّا أُلقي إبراهيم عليه السلام في النار تلقّاه جبرئيل عليه السلام في الهواء وهو يهوي إلى النار ، فقال : يا إبراهيم ، ألك حاجة ؟ فقال : أمّا إليك فلا ، وقال : يا اللَّه يا واحد يا أحد يا صمد ، يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، نجّني من النار برحمتك ، فأوحى اللَّه تعالى إلى النار : «كُونِى بَرْدًا وَسَلَمًا عَلَى‏ إِبْرَ هِيمَ » ۴.۵

1.علل الشرائع ، ج ۱ ، ص ۳۵ ، ح ۵ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۲ ، ص ۴ ، ح ۱۱ .

2.علل الشرائع ، ج ۱ ، ص ۳۴ ، ح ۱ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۲ ، ص ۴ ، ح ۸ .

3.علل الشرائع، ج‏۱، ص‏۱۰۴، ح‏۱؛ الكافي، ج ۶، ص‏۴۹۲، ح ۵ بإسناد آخر؛ بحار الأنوار، ج‏۱۲، ص ۸ ، ح‏۱۹.

4.سورة الأنبياء ( ۲۱ ) ، الآية ۶۹ .

5.قصص الأنبياء للراوندي ، ص ۱۰۸ ، ح ۹۷ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۲ ، ص ۳۹ ، ح ۲۴ .

  • نام منبع :
    مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    گردآوری و تنظیم: بشیر محمدی مازندرانی
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11867
صفحه از 516
پرینت  ارسال به