مِنَ الْكَفِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَ لَا يَلِدُواْ إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا »۱. فأمره اللَّه أن يغرس النخل ، فكان قومه يمرّون به فيسخرون منه ويستهزؤون به ، ويقولون شيخ قد أتى له تسعمئة سنة يغرس النخل ، وكانوا يرمونه بالحجارة ، فلمّا أتى لذلك خمسون سنة وبلغ النخل واستحكم أمر بقطعه ، فسخروا منه وقالوا : بلغ النخل مبلغه ، وهو قوله : «وَ كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ * فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ »۲.
فأمره اللَّه أن ينحت السفينة ، وأمر جبرئيل عليه السلام أن ينزل عليه ويعلّمه كيف يتّخذها ، فقدّر طولها في الأرض ألفاً ومئتي ذراع، وعرضها ثمانمئة ذراع ، وطولها في السماء ثمانون ذراعاً ، فقال : يا ربّ ، من يعينني على اتّخاذها ؟ فأوحى اللَّه إليه : نادِ في قومك : من أعانني عليها ونجر منها شيئاً صار ما ينجره ذهباً وفضّة ، فنادى نوح فيهم بذلك ، فأعانوه عليها ، وكانوا يسخرون منه ويقولون : ينحت سفينة في البرّ .۳
۲۱. الخصال : حدّثنا محمّد بن علي ماجِيلَوَيه رضى اللّه عنه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبد اللَّه ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن عبد اللَّه بن سنان ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال : إنّ نوحاً لمّا كان أيّام الطوفان دعا مياه الأرض فأجابته ، إلّا الماء المرّ و[ماء ]الكبريت .۴
۲۲. علل الشرائع : حدّثنا أبي رضى اللّه عنه قال : حدّثنا سعد بن عبد اللَّه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن أبان بن عثمان ، عن محمّد بن مروان ، عمّن رواه ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لمّا اتّخذ اللَّه إبراهيم خليلاً ، أتاه ببشارة الخلّة ملكُ الموت في صوره شابٍّ أبيض عليه ثوبان أبيضان ، يقطر رأسه ماءً ودهناً ، فدخل إبراهيم عليه السلام الدار ، فاستقبله خارجاً من الدار ، وكان إبراهيم رجلاً غيوراً ، وكان إذا خرج في حاجةٍ أغلق بابه وأخذ مفتاحه ، فخرج ذات يوم في حاجةٍ وأغلق بابه ، ثمّ رجع ففتح بابه ، فإذا هو برجلٍ قائم كأحسن ما
1.سورة نوح (۷۱) ، الآية ۲۶ - ۲۷ .
2.سورة هود (۱۱) ، الآية ۳۸ و ۳۹.
3.تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۳۲۵ ( سورة هود ) ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۱ ، ص ۳۱۰ ، ح ۵ .
4.الخصال ، ص ۵۲ ، ح ۶۷ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۱ ، ص ۳۱۶ ، ح ۱۳ .