117
مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل

مِنَ الْكَفِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَ لَا يَلِدُواْ إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا »۱. فأمره اللَّه أن يغرس النخل ، فكان قومه يمرّون به فيسخرون منه ويستهزؤون به ، ويقولون شيخ قد أتى له تسعمئة سنة يغرس النخل ، وكانوا يرمونه بالحجارة ، فلمّا أتى لذلك خمسون سنة وبلغ النخل واستحكم أمر بقطعه ، فسخروا منه وقالوا : بلغ النخل مبلغه ، وهو قوله : «وَ كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ * فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ »۲.
فأمره اللَّه أن ينحت السفينة ، وأمر جبرئيل عليه السلام أن ينزل عليه ويعلّمه كيف يتّخذها ، فقدّر طولها في الأرض ألفاً ومئتي ذراع، وعرضها ثمانمئة ذراع ، وطولها في السماء ثمانون ذراعاً ، فقال : يا ربّ ، من يعينني على اتّخاذها ؟ فأوحى اللَّه إليه : نادِ في قومك : من أعانني عليها ونجر منها شيئاً صار ما ينجره ذهباً وفضّة ، فنادى نوح فيهم بذلك ، فأعانوه عليها ، وكانوا يسخرون منه ويقولون : ينحت سفينة في البرّ .۳

۲۱. الخصال : حدّثنا محمّد بن علي ماجِيلَوَيه رضى اللّه عنه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبد اللَّه ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن عبد اللَّه بن سنان ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال : إنّ نوحاً لمّا كان أيّام الطوفان دعا مياه الأرض فأجابته ، إلّا الماء المرّ و[ماء ]الكبريت .۴

۲۲. علل الشرائع : حدّثنا أبي رضى اللّه عنه قال : حدّثنا سعد بن عبد اللَّه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن أبان بن عثمان ، عن محمّد بن مروان ، عمّن رواه ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لمّا اتّخذ اللَّه إبراهيم خليلاً ، أتاه ببشارة الخلّة ملكُ الموت في صوره شابٍّ أبيض عليه ثوبان أبيضان ، يقطر رأسه ماءً ودهناً ، فدخل إبراهيم عليه السلام الدار ، فاستقبله خارجاً من الدار ، وكان إبراهيم رجلاً غيوراً ، وكان إذا خرج في حاجةٍ أغلق بابه وأخذ مفتاحه ، فخرج ذات يوم في حاجةٍ وأغلق بابه ، ثمّ رجع ففتح بابه ، فإذا هو برجلٍ قائم كأحسن ما

1.سورة نوح (۷۱) ، الآية ۲۶ - ۲۷ .

2.سورة هود (۱۱) ، الآية ۳۸ و ۳۹.

3.تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۳۲۵ ( سورة هود ) ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۱ ، ص ۳۱۰ ، ح ۵ .

4.الخصال ، ص ۵۲ ، ح ۶۷ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۱ ، ص ۳۱۶ ، ح ۱۳ .


مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
116

يحرّك رأسه تعجّباً ، فسلّم إدريس على ملك الموت وقال له : ما لك تحرّك رأسك ؟ قال : إن ربّ العزة أمرني أن أقبض روحك بين السماء الرابعة والخامسة ، فقلت : يا ربّ ، وكيف هذا وغلظ السماء الرابعة مسيرة خمسمئة عام ، ومن السماء الرابعة إلى السماء الثالثة مسيرة خمسمئة عام ، ومن السماء الثالثة إلى الثانية خمسمئة عام ، وكلّ سماء وما بينهما كذلك ، فكيف يكون هذا ؟ ثمّ قبض روحه بين السماء الرابعة والخامسة ، وهو قوله : «وَ رَفَعْنَهُ مَكَانًا عَلِيًّا »۱. قال : وسُمّي إدريس لكثرة دراسته الكتب .۲

۲۰. تفسير القمّي : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عُمَير ، عن ابن سنان ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال : بقي نوح في قومه ثلاثمئة سنة يدعوهم إلى اللَّه فلم يجيبوه ، فهمّ أن يدعو عليهم، فوافاه عند طلوع الشمس اثنا عشر ألف قبيل من قبائل ملائكة سماء الدنيا وهم العظماء من الملائكة، فقال لهم نوح : من أنتم ؟ فقالوا : نحن اثنا عشر ألف قبيل من قبائل ملائكة سماء الدنيا ، وإنّ مسيرة غلظ سماء الدنيا خمسمئة عام ، ومن سماء الدنيا إلى الدنيا مسيرة خمسمئة عام ، وخرجنا [أخرجنا اللَّه‏] عند طلوع الشمس ، ووافيناك في هذا الوقت ، فنسألك أن لا تدعو على قومك ، فقال نوح : قد أجّلتهم ثلاثمئة سنة .
فلمّا أتى عليهم ستمئة سنة ولم يؤمنوا ، همّ أن يدعو عليهم ، فوافاه اثنا عشر ألف قبيل من قبائل ملائكة السماء الثانية ، فقال نوح : من أنتم ؟ قالوا : نحن اثنا عشر ألف قبيل من قبائل ملائكة السماء الثانية ، وغلظ السماء الثانية مسيرة خمسمئة عام ، ومن السماء الثانية إلى سماء الدنيا مسيرة خمسمئة عام ، وغلظ سماء الدنيا مسيرة خمسمئة عام ، ومن سماء الدنيا إلى الدنيا مسيرة خمسمئة عام ، خرجنا عند طلوع الشمس ووافيناك ضَحوَةً ، نسألك أن لا تدعو على قومك ، فقال نوح : قد أجّلتهم ثلاثمئة سنة .
فلمّا أتى عليهم تسعمئة سنة ، همّ أن يدعو عليهم ، فأنزل اللَّه عزّ و جلّ : «أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ ءَامَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ »۳، فقال نوح : «رَّبِ‏ّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ

1.سورة مريم ( ۱۹ ) ، الآية ۵۷ .

2.تفسير القمّي ، ج ۲ ، ص ۵۱ ( سورة مريم ) ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۱ ، ص ۲۷۷ ، ح ۳ .

3.سورة هود ( ۱۱ ) ، الآية ۳۶ .

  • نام منبع :
    مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    گردآوری و تنظیم: بشیر محمدی مازندرانی
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11911
صفحه از 516
پرینت  ارسال به