113
مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل

وأمره أن يغتسل ، فلمّا صلّى العصر أوقفه بعرفات وعلّمه الكلمات الّتي تلقّاها من ربّه ، وهي : «سبحانك اللّهمّ وبحمدك لا إله أنت ، عملت سوءاً وظلمت نفسي واعترفت بذنبي ، فاغفر لي إنّك أنت الغفور الرحيم ، سبحانك اللّهمّ وبحمدك لا إله إلّا أنت ، عملت سوءاً وظلمت نفسي واعترفت بذنبي ، فاغفر لي إنّك خير الغافرين ، سبحانك اللّهمّ وبحمدك لا إله إلّا أنت ، عملت سوءاً وظلمت نفسي واعترفت بذنبي ، فاغفر لي إنّك أنت التوّاب الرحيم» .
فبقي إلى أن غابت الشمس رافعاً يديه إلى السماء يتضرّع ويبكي إلى اللَّه ، فلمّا غابت الشمس ردّه إلى المشعر فبات بها ، فلمّا أصبح قام على المشعر الحرام ، فدعا اللَّه تعالى بكلماتٍ وتاب إليه ، ثمّ أفضى إلى منىً ، وأمره جبرئيل عليه السلام أن يحلّق الشعر الّذي عليه ، فَحَلَقَه ثمّ ردّه إلى مكّة ، فأتى به عند الجمرة الأُولى ، فعرض له إبليس عندها ، فقال : يا آدم ، أين تريد ؟ فأمره جبرئيل عليه السلام أن يرميه بسبع حصيات ، فرمى ، وأن يكبّر مع كلّ حصاةٍ تكبيرة ، ففعل .
ثمّ ذهب فعرض له إبليس عند الجمرة الثانية ، فأمره أن يرميه بسبع حصياتٍ ، فرمى وكبّر مع كلّ حصاةٍ تكبيرة ، ثمّ ذهب فعرض له إبليس عند الجمرة الثالثة ، فأمره أن يرميه بسبع حصياتٍ عند كلّ حصاةٍ تكبيرة ، فذهب إبليس - لعنه اللَّه - وقال له جبرئيل : إنّك لن تراه بعد هذا اليوم أبداً . فانطلق به إلى البيت الحرام ، وأمره أن يطوف به سبع مرّات ففعل ، فقال له : إنّ اللَّه قد قبل توبتك وحلّت لك زوجتك . قال : فلمّا قضى آدم حجّه لقيته الملائكة بالأبطح ، فقالوا : يا آدم ، بُرّ حجّك ، أما إنّا قد حججنا قبلك هذا البيت بألفي عام .۱

۱۲. الكافي : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمَير ، عن معاوية بن عمّار وجميل بن صالح ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال : لمّا طاف آدم بالبيت وانتهى إلى المُلتَزَم ، قال له جبرئيل عليه السلام : أقرّ لربّك بذنوبك في هذا المكان . قال : فوقف آدم عليه السلام فقال : يا ربّ ، إنّ لكلّ عامل أجر ، وقد عملت فما أجري ؟ فأوحى اللَّه عزّ و جلّ : يا آدم ، قد غفرت ذنبك ، قال : يا

1.تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۴۴ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۱ ، ص ۱۷۸ ، ح ۲۵ .


مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
112

۹. قصص الأنبياء : بالإسناد عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن الصادق عليه السلام قال : أُمر إبليس بالسجود لآدم فقال : يا ربّ وعزّتك إن أعفيتني من السجود لآدم عليه السلام ، لأعبدك عبادةً ما عبدك أحد قطّ مثلها ، قال اللَّه جلّ جلاله : إنّي أُحبّ أن أُطاع من حيث أُريد . وقال : إنّ إبليس رنّ أربع رنّات ؛ أولاهنّ يوم لُعِن ، ويوم أُهبط إلى الأرض ، وحين بُعث محمّد صلى اللّه عليه و آله على فترةٍ من الرسل ، وحين أُنزلت أُمّ الكتاب ؛ ونخر نخرتين ؛ حين أكل آدم من الشجرة ، وحين أُهبط من الجنّة ، وقال في قوله تعالى : «فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْءَ تُهُمَا »۱، كانت سوآتهما لا تُرى ، فصارت تُرى بارزةً . وقال : الشجرة الّتي نُهي عنها آدم صلوات اللَّه عليه هي السنبلة .۲

۱۰. تفسير القمّي : حدّثنا أحمد بن إدريس ، أخبرنا أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي عُمَير ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام ، في قوله : «فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْءَ تُهُمَا » ، قال : كانت سوءاتهما لا تبدو لهما ، يعني كانت داخلة .۳

۱۱. تفسير القمّي : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عُمَير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال : إنّ آدم عليه السلام بقي على الصفا أربعين صباحاً ساجداً يبكي على الجنّة وعلى خروجه من الجنّة من جوار اللَّه عزّ و جلّ ، فنزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال : يا آدم ، ما لك تبكي ؟ فقال : يا جبرئيل ، ما لي لا أبكي وقد أخرجني اللَّه من الجنّة من جواره وأهبطني إلى الدنيا ؟ فقال : يا آدم ، تب إليه ، قال : وكيف أتوب ؟ فأنزل اللَّه عليه قبّة من نور فيه موضع البيت ، فسطع نورها في جبال مكّة ، فهو الحرم ، فأمر اللَّه جبرئيل عليه السلام أن يضع عليه الأعلام ، قال : قم يا آدم ، فخرج به يوم التروية وأمره أن يغتسل ويحرم .
وأُخرج من الجنّة أوّل يوم من ذي القعدة ، فلمّا كان يوم الثامن من ذي الحجّة أخرجه جبرئيل عليه السلام إلى منىً فبات بها ، فلمّا أصبح أخرجه إلى عرفات ، وقد كان علّمه حين أخرجه من مكّة الإحرام ، وعلّمه التلبية ، فلمّا زالت الشمس يوم عرفة قطع التلبية

1.سورة الأعراف ( ۷ ) ، الآية ۲۲ .

2.قصص الأنبياء للراوندي ، ص ۴۶ ، ح ۷ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۱ ، ص ۱۴۵ ، ح ۱۵ .

3.تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۲۲۵ ( سورة الأعراف ) ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۱ ، ص ۱۶۰ ، ح ۱ .

  • نام منبع :
    مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    گردآوری و تنظیم: بشیر محمدی مازندرانی
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11920
صفحه از 516
پرینت  ارسال به