11
مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل

فكان يحفظ أربعين جلداً ، فسمّاه نوادر ، فلذلك يوجد أحاديث متقطّعة الأسانيد ... .

محمّد بن مسعود ، قال : حدّثنا أبو العبّاس بن عبد اللَّه بن سهل البغدادي الواضحي قال : حدّثنا الريّان بن الصَّلت قال : حدّثنا يونس بن عبد الرحمن : إنّ ابن أبي عُمَير بحر طارس‏۱ بالموقف والمذهب .

علي بن محمّد القُتَيبي ، قال : قال أبو محمّد الفضل بن شاذان : سأل أبي رضى اللّه عنه محمّد بن أبي عُمَير ، فقال له : إنّك قد لقيت مشايخ العامّة ، فكيف لم تسمع منهم ؟ فقال : قد سمعت منهم ، غير أنّي رأيت كثيراً من أصحابنا قد سمعوا علم العامّة وعلم الخاصّة ، فاختلط عليهم ، حتّى كانوا يروون حديث العامّة عن الخاصّة وحديث الخاصّة عن العامّة ، فكرهت أن يختلط علَيَّ ، فتركت ذلك وأقبلت على هذا .

وجدت بخطّ أبي عبد اللَّه الشاذاني ، سمعت أبا محمّد الفضل بن شاذان يقول : سُعي بمحمّد بن أبي عُمَير - واسم أبي عُمَير زياد - إلى السلطان أنّه يعرف أسامي عامّة الشيعة بالعراق ، فأمره السلطان أن يسمّيهم ، فامتنع ، فجُرّد وعُلّق بين العقارين وضُرب مئة سوط .

قال الفضل : فسمعت ابن أبي عُمَير يقول : لمّا ضُربتُ فبلغ الضرب مئة سوط أبلغ الضرب الألم إليَّ فكدت أن أُسمّي ، فسمعت نداء محمّد بن يونس بن عبد الرحمن يقول : يا محمّد بن أبي عُمَير ، اذكر موقفك بين يدي اللَّه تعالى ، فتقوّيت بقوله فصبرت ولم أخبر والحمد للَّه . قال الفضل : فأضرّ به في هذا الشأن أكثر من مئة ألف درهم .

قال محمّد بن مسعود : سمعت علي بن الحسن بن فضّال يقول : كان محمّد بن أبي عُمَير أفقه من يونس وأصلح وأفضل .

وجدت في كتاب أبي عبد اللَّه الشاذاني بخطّه : سمعت أبا محمّد الفضل بن شاذان يقول : دخلت العراق فرأيت واحداً يعاتب صاحبه ، ويقول له : أنت رجل عليك عيال وتحتاج أن تكتسب عليهم ، وما آمن أن تذهب عيناك لطول سجودك ، فلمّا أكثر عليه قال : أكثرت علَيَّ ويحك ، لو ذهبت عين أحد من السجود لذهبت عين ابن أبي عُمَير ، ما ظنّك برجلٍ سجد سجدة الشكر بعد صلاة الفجر فما رفع رأسه إلّا عند زوال الشمس .

1.طَرَسَ الكتاب : سوّده (لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۱۲۱ « طرس » ) .


مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
10

وأُقرّ لهم بالفقه والعلم ، قال نصر بن الصبّاح : « ابن أبي عُمَير أسنّ من يونس »۱ .

وقع بهذا العنوان في إسناد كثير من الروايات، تبلغ أربعة آلاف وسبعمئة وخمسة عشر مورداً .۲

قال النجاشي : « محمّد بن أبي عُمَير ؛ زياد بن عيسى أبو أحمد الأزدي ، من موالي المُهلّب بن أبي صفرة ، وقيل : مولى بني أُميّة ، والأوّل أصحّ. بغدادي الأصل والمقام ، لقي أبا الحسن موسى عليه السلام ، وسمع منه أحاديث ، كنّاه عليه السلام في بعضها فقال : يا أبا أحمد . وروى عن الرضا عليه السلام ، جليل القدر ، عظيم المنزلة فينا وعند المخالفين ، الجاحظ يحكي عنه في كتبه ، وقد ذكره في المفاخرة بين العدنانية والقحطانية ، وقال في البيان والتبيين : حدّثني إبراهيم بن داحة ، عن ابن أبي عُمَير ، وكان وجهاً من وجوه الرافضة .

وكان حُبس في أيّام الرشيد ، فقيل : ليلي القضاء ، وقيل : إنّه ولي بعد ذلك ، وقيل : بل ليدلّ على مواضع الشيعة وأصحاب موسى بن جعفر عليه السلام . وروي أنّه ضُرب أسواطاً بلغت منه فكاد أن يقرّ لعظيم الألم ، فسمع محمّد بن يونس بن عبد الرحمن وهو يقول : اتّق اللَّه يا محمّد بن أبي عُمَير . فصبر ففرّج اللَّه .

وروي أنّه حبسه المأمون حتّى ولّاه قضاء بعض البلاد . وقيل : إنّ أُخته دفنت كتبه في حال استتارها وكونه في الحبس أربع سنين ، فهلكت الكتب ، وقيل : بل تركتها في غرفة فسال عليها المطر فهلكت، فحدّث من حفظه وممّا كان سلف له في أيدي الناس ، فلهذا أصحابنا يسكنون إلى مراسيله . وقد صنّف كتباً كثيرة . . . أربعة وتسعين كتاباً» .۳

قال الكشّي : «قال أبو عمرو : قال محمّد بن مسعود : حدّثني علي بن الحسن قال : ابن أبي عُمَير أفقه من يونس وأصلح وأفضل. قال نصر بن الصبّاح : ابن أبي عُمَير أسنّ من يونس . وقال نصر أيضا : ابن أبي عُمَير روى عن ابن بكير ، وذكر أنّ محمّد بن أبي عُمَير أُخذ وحُبس ، وأصابه من الجهد والضيق والضرب أمر عظيم ، وأُخذ كلّ شي‏ء كان له ، وصاحبه المأمون ، وذلك بعد موت الرضا عليه السلام ، وذهبت كتب ابن أبي عُمَير فلم يخلص كتب أحاديثه ،

1.رجال الكشّي ، الشيخ الطوسي ، ج ۲ ، ص ۸۵۴ .

2.معجم رجال الحديث ، السيّد الخوئي ، ج ۲۲ ، ص ۱۰۱، الرقم ۱۴۹۹۷.

3.رجال النجاشي ، ج ۲، ص ۲۰۴ ، الرقم ۸۸۸ .

  • نام منبع :
    مسند ابن ابی عمیر المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    گردآوری و تنظیم: بشیر محمدی مازندرانی
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9364
صفحه از 516
پرینت  ارسال به