627
مسند ابن ابی عمیر المجلّد الثّانی

السهام ، فأيّكم أخرج خاتمي فهو صادقٌ في دعواه ؛ لأنّه سهم اللَّه وسهم اللَّه لا يخيب .۱

۴۴. الكافي : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمَير ، عن عمر بن يزيد ، عن أبي المعلّى ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال : أُتِيَ عمر بن الخطّاب بامرأة قد تعلّقت برجلٍ من الأنصار وكانت تهواه ولم تقدر له على حيلة ، فذهبت فأخذت بيضة فأخرجت منها الصفرة وصبّت البياض على ثيابها بين فخذيها ، ثمّ جاءت إلى عمر فقالت : يا أمير المؤمنين ، إنّ هذا الرجل أخذني في موضع كذا وكذا ففضحني . قال : فهمّ عمر أن يعاقب الأنصاري، فجعل الأنصاري يحلف - وأمير المؤمنين عليه السلام جالسٌ - ويقول: يا أميرالمؤمنين تثبّت في أمري ، فلمّا أكثر الفتى قال عمر لأمير المؤمنين عليه السلام : يا أبا الحسن ماترى ؟
فنظر أمير المؤمنين عليه السلام إلى بياضٍ على ثوب المرأة وبين فخذيها فاتّهمها أن تكون احتالت لذلك ، فقال : اِئتوني بماءٍ حارّ قد أُغلي غلياناً شديداً ، ففعلوا ، فلمّا أُتيَ بالماء أمرهم فصبّوا على موضع البياض فاشتوى ذلك البياض ، فأخذه أمير المؤمنين عليه السلام فألقاه في فيه ، فلمّا عرف طعمه ألقاه من فيه ، ثمّ أقبل على المرأة حتّى أقرّت بذلك . ودفع اللَّه عزّ و جلّ عن الأنصاريّ عقوبة عمر .۲

۴۵. تفسير القمّي : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عُمَير ، عن عثمان بن عيسى وحمّاد بن عثمان ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام (في حديث فدك) : قال أمير المؤمنين عليه السلام يا أبابكر : أتحكم فينا بخلاف حكم اللَّه في المسلمين ؟ قال : لا ، قال : فإن كان في يد المسلمين شي‏ءٌ يملكونه ادّعيت أنا فيه ، مَن تسأل البيّنة ؟ قال : إيّاك كنت أسأل البيّنة على ما تدّعيه على المسلمين ؟ قال : فإذا كان في يدي شي‏ءٌ فادّعى فيه المسلمون ، فتسألني البيّنة على ما في يدي ، وقد ملكته في حياة رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله وبعده ولم تسأل المؤمنين البيّنة على ما ادّعوا عليّ شهوداً كما سألتني على ما ادّعيت عليهم - إلى أن قال - وقد قال رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله : البيّنة على من ادّعى واليمين على من اُدّعي عليه .۳

1.الكافي ، ج ۷ ، ص ۳۷۱ ، ح ۸ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۲۷ ، ص ۲۷۹ ، ح ۳۳۷۶۳ .

2.الكافي ، ج ۷ ، ص ۴۲۲ ، ح ۴ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۲۷ ، ص ۲۸۱ ، ح ۳۳۷۶۵ .

3.تفسير القمّي ، ج ۲ ، ص ۱۵۷ (سورة الروم) ؛ وسائل الشيعة ، ج ۲۷ ، ص ۲۳۹ ، ح ۳۳۷۸۱ .


مسند ابن ابی عمیر المجلّد الثّانی
626

سفركم حتّى مات أبو هذا الفتى ؟ قال : إلى موضع كذا وكذا ، قال : وفي منزل مَن مات ؟ قال : في منزل فلان بن فلان ، قال : وما كان مرضه ؟ قال : كذا وكذا ، قال : وكم يوماً مرض ؟ قال : كذا وكذا ، قال : ففي أيِّ يومٍ مات ومن غسّله ومن كفّنه وبما كفّنتموه ومن صلّى عليه ومن نزل قبره ؟ فلمّا سأله عن جميع ما يريد كبّر أمير المؤمنين عليه السلام وكبّر الناس جميعاً، فارتاب أُولئك الباقون، ولم يشكّوا أنّ صاحبهم قد أقرّ عليهم وعلى نفسه، فأمر أن يُغطّى رأسه وينطلق به إلى السجن . ثمّ دعا بآخر فأجلسه بين يديه وكشف عن وجهه ، ثمّ قال : كلاًّ زعمتم أنّي لا أعلم ما صنعتم ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، ما أنا إلّا واحدٌ من القوم ، ولقد كنت كارهاً لقتله . فأقرّ ، ثمّ دعا بواحدٍ بعد واحد ، كلّهم يقرّ بالقتل وأخذ المال ، ثمّ ردّ الّذي كان أمر به إلى السجن ، فأقرّ أيضاً فألزمهم المال والدم .
فقال شريحٌ : يا أمير المؤمنين وكيف حكم داوود النبيّ عليه السلام ؟ فقال : إنّ داوود النبيّ عليه السلام مرّ بغلمة يلعبون وينادون بعضهم ب « يا مات الدين » فيجيب منهم غلامٌ ، فدعاهم داوود عليه السلام فقال : يا غلام ما اسمك ؟ قال : مات الدين ، فقال له داوود عليه السلام : مَن سمّاك بهذا الاسم ؟ فقال : أُمّي . فانطلق داوود عليه السلام إلى أُمّه فقال لها : يا أيّتها المرأة ، ما اسم ابنك هذا ؟ قالت : مات الدين ، فقال لها : ومن سمّاه بهذا ؟ قالت : أبوه ، قال : وكيف كان ذاك ؟ قالت : إنّ أباه خرج في سفرٍ له ومعه قومٌ وهذا الصبيّ حملٌ في بطني ، فانصرف القوم ولم ينصرف زوجي ، فسألتهم عنه فقالوا : مات ، فقلت لهم : فأين ما تَرَكَ ؟ قالوا : لم يخلّف شيئاً ؟ فقلت : هل أوصاكم بوصيّة ؟ قالوا : نعم ، زعم أنّك حبلى فما ولدتِ من ولدٍ جارية أو غلام ، فسمّيه « مات الدين » ، فسمّيته .
قال داوود عليه السلام : وتعرفين القوم الّذين كانوا خرجوا مع زوجك ؟ قالت : نعم ، قال : فأحياءٌ هم أم أمواتٌ ؟ قالت : بل أحياءٌ ، قال : فانطلقي بنا إليهم . ثمّ مضى معها فاستخرجهم من منازلهم ، فحكم بينهم بهذا الحكم بعينه ، وأثبت عليهم المال والدم . وقال للمرأة : سمّي ابنك هذا عاش الدين . ثمّ إنّ الفتى والقوم اختلفوا في مال الفتى كم كان ؟ فأخذ أمير المؤمنين عليه السلام خاتمه وجميع خواتيم من عنده ، ثمّ قال : أجيلوا هذا

  • نام منبع :
    مسند ابن ابی عمیر المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    گردآوری و تنظیم: بشیر محمدی مازندرانی
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10278
صفحه از 672
پرینت  ارسال به