يدخل أصابعه تحت الشراك .
قال : ثمّ قال : إنّ اللَّه عزّ و جلّ يقول : « يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَوةِ فَاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ » ، فليس له أن يدع شيئاً من وجهه إلّا غسله ، وأمر بغسل اليدين إلى المرفقين ، فليس له أن يدع شيئاً من يديه إلى المرفقين إلّا غسله ؛ لأنّ اللَّه يقول : « فَاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ » ، ثمّ قال : « وَامْسَحُواْ بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ »۱ ، فإذا مسح بشيءٍ من رأسه أو بشيءٍ من قدميه ما بين الكعبين إلى أطراف الأصابع ، فقد أجزأه .
قال : فقلنا : أين الكعبان ؟ قال : هاهنا ، يعني المفصل دون عظم الساق . فقلنا : هذا ما هو؟ فقال: هذا من عظم الساق، والكعب أسفل من ذلك. فقلنا: أصلحك اللَّه، فالغرفة الواحدة تجزئ للوجه وغرفة للذراع ؟ قال : نعم إذا بالغت فيها ، والثنتان تأتيان على ذلك كلّه .۲
۵۴. الكافي : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمَير ، عن ابن أُذينة ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام ، قال : قال : ما تروي هذه الناصبة ؟ فقلت : جُعلت فداك ، في ماذا ؟ فقال : في أذانهم وركوعهم وسجودهم ؟ فقلت : إنّهم يقولون : إن أُبي بن كعب رآه في النوم ، فقال : كذبوا ! فإنّ دين اللَّه عزّ و جلّ أعزّ من أن يُرى في النوم .
قال : فقال له سَدير الصيرفي : جُعلت فداك ، فأحدِث لنا من ذلك ذكراً ، فقال أبو عبد اللَّه عليه السلام : إنّ اللَّه عزّ و جلّ لمّا عرج بنبيّه صلى اللّه عليه و آله إلى سماواته السبع ، أمّا أولاهنّ فبارك عليه ، والثانية علّمه فرضه ، فأنزل اللَّه محملاً من نور فيه أربعون نوعاً من أنواع النور كانت محدقة بعرش اللَّه تغشي أبصار الناظرين ، أمّا واحد منها فأصفر ، فمن أجل ذلك اصفرّت الصفرة ، وواحد منها أحمر ، فمن أجل ذلك احمرّت الحمرة ، وواحد منها أبيض ، فمن أجل ذلك ابيضّ البياض ، والباقي على سائر عدد الخلق من النور والألوان ، في ذلك المحمل حلق وسلاسل من فضّة .
ثمّ عرج به إلى السماء فنفرت الملائكة إلى أطراف السماء وخرّت سجّداً وقالت :