27
مسند ابن ابی عمیر المجلّد الثّانی

سبّوح قدّوس ، ما أشبه هذا النور بنور ربّنا ! فقال جبرئيل عليه السلام : اللَّه أكبر اللَّه أكبر . ثمّ فُتحت أبواب السماء واجتمعت الملائكة ، فسلّمت على النبيّ صلى اللّه عليه و آله أفواجاً ، وقالت : يا محمّد ، كيف أخوك ؟ إذا نزلت فأقرئه السلام ، قال النبيّ صلى اللّه عليه و آله : أفتعرفونه ؟ قالوا : وكيف لا نعرفه وقد أخذ ميثاقك وميثاقه منّا وميثاق شيعته إلى يوم القيامة علينا ، وإنّا لنتصفّح وجوه شيعته في كلّ يوم وليلة خمساً - يعنون في كلّ وقت صلاة - ، وإنّا لنصلّي عليك وعليه . قال : ثمّ زادني ربّي أربعين نوعاً من أنواع النور لا يشبه النور الأوّل ، وزادني حلقاً وسلاسل .
وعرج بي إلى السماء الثانية ، فلمّا قربت من باب السماء الثانية نفرت الملائكة إلى أطراف السماء وخرّت سجّداً وقالت : سبوح قدّوس ربّ الملائكة والروح ، ما أشبه هذا النور بنور ربّنا ! فقال جبرئيل عليه السلام : أشهد أن لا إله إلا اللَّه أشهد أن لا إله إلّا اللَّه ، فاجتمعت الملائكة وقالت : يا جبرئيل ، من هذا معك ؟ قال : هذا محمّد ، قالوا : وقد بُعث ؟ قال : نعم . قال : النبيّ صلى اللّه عليه و آله : فخرجوا إلَيَّ شبه المعانيق ، فسلّموا علَيَّ وقالوا : أقرئ أخاك السلام ، قلت : أتعرفونه ؟ قالوا : وكيف لا نعرفه وقد أخذ ميثاقك وميثاقه وميثاق شيعته إلى يوم القيامة علينا ، وإنّا لنتصفح وجوه شيعته في كلّ يوم وليلة خمساً - يعنون في كلّ وقت صلاة - . قال : ثمّ زادني ربّي أربعين نوعاً من أنواع النور لا تشبه الأنوار الأُولى .
ثمّ عرج بي إلى السماء الثالثة ، فنفرت الملائكة وخرّت سجّداً وقالت : سبّوح قدّوس ربّ الملائكة والروح ، ما هذا النور الّذي يشبه نور ربّنا ! فقال جبرئيل عليه السلام : أشهد أنّ محمّداً رسول اللَّه، أشهد أنّ محمّداً رسول اللَّه ، فاجتمعت الملائكة وقالت : مرحباً بالأوّل ومرحباً بالآخر ، ومرحباً بالحاشر ومرحباً بالناشر ، محمّد خير النبيّين ، وعليٌّ خير الوصيّين .
قال النبيّ صلى اللّه عليه و آله : ثمّ سلّموا علَيَّ وسألوني عن أخي ، قلت : هو في الأرض ، أفتعرفونه ؟ قالوا : وكيف لا نعرفه وقد نحجّ البيت المعمور كلّ سنة وعليه رقٌّ أبيض فيه اسم محمّد واسم علي والحسن والحسين والأئمّة عليهم السلام وشيعتهم إلى يوم القيامة ؟ وإنّا لنبارك عليهم


مسند ابن ابی عمیر المجلّد الثّانی
26

يدخل أصابعه تحت الشراك .
قال : ثمّ قال : إنّ اللَّه عزّ و جلّ يقول : « يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَوةِ فَاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ » ، فليس له أن يدع شيئاً من وجهه إلّا غسله ، وأمر بغسل اليدين إلى المرفقين ، فليس له أن يدع شيئاً من يديه إلى المرفقين إلّا غسله ؛ لأنّ اللَّه يقول : « فَاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ » ، ثمّ قال : « وَامْسَحُواْ بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ »۱ ، فإذا مسح بشي‏ءٍ من رأسه أو بشي‏ءٍ من قدميه ما بين الكعبين إلى أطراف الأصابع ، فقد أجزأه .
قال : فقلنا : أين الكعبان ؟ قال : هاهنا ، يعني المفصل دون عظم الساق . فقلنا : هذا ما هو؟ فقال: هذا من عظم الساق، والكعب أسفل من ذلك. فقلنا: أصلحك اللَّه، فالغرفة الواحدة تجزئ للوجه وغرفة للذراع ؟ قال : نعم إذا بالغت فيها ، والثنتان تأتيان على ذلك كلّه .۲

۵۴. الكافي : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمَير ، عن ابن أُذينة ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام ، قال : قال : ما تروي هذه الناصبة ؟ فقلت : جُعلت فداك ، في ماذا ؟ فقال : في أذانهم وركوعهم وسجودهم ؟ فقلت : إنّهم يقولون : إن أُبي بن كعب رآه في النوم ، فقال : كذبوا ! فإنّ دين اللَّه عزّ و جلّ أعزّ من أن يُرى في النوم .
قال : فقال له سَدير الصيرفي : جُعلت فداك ، فأحدِث لنا من ذلك ذكراً ، فقال أبو عبد اللَّه عليه السلام : إنّ اللَّه عزّ و جلّ لمّا عرج بنبيّه صلى اللّه عليه و آله إلى سماواته السبع ، أمّا أولاهنّ فبارك عليه ، والثانية علّمه فرضه ، فأنزل اللَّه محملاً من نور فيه أربعون نوعاً من أنواع النور كانت محدقة بعرش اللَّه تغشي أبصار الناظرين ، أمّا واحد منها فأصفر ، فمن أجل ذلك اصفرّت الصفرة ، وواحد منها أحمر ، فمن أجل ذلك احمرّت الحمرة ، وواحد منها أبيض ، فمن أجل ذلك ابيضّ البياض ، والباقي على سائر عدد الخلق من النور والألوان ، في ذلك المحمل حلق وسلاسل من فضّة .
ثمّ عرج به إلى السماء فنفرت الملائكة إلى أطراف السماء وخرّت سجّداً وقالت :

1.سورة المائدة ( ۵ ) ، الآية ۶ .

2.الكافي ، ج ۳ ، ص ۲۵ ، ح ۵ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱ ، ص ۳۸۸ ، ح ۱۰۲۲ .

  • نام منبع :
    مسند ابن ابی عمیر المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    گردآوری و تنظیم: بشیر محمدی مازندرانی
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15560
صفحه از 672
پرینت  ارسال به