ويوم عرفة يومٌ يباهي اللَّه عزّ و جلّ به الملائكة ، فلو حضرت ذلك اليوم برمل عالج وقطر السماء وأيّام العالم ذنوباً ، فإنّه تَبُتُ۱ ذلك اليوم .۲
۶۶. ثواب الأعمال : أبي رحمه اللّه قال : حدّثني سعد بن عبد اللَّه عن أحمد بن أبي عبد اللَّه البرقيّ ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن جميل ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام الصادق، عن آبائه عليهم السلام ، قال : قال رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله : إنّ الحاجّ إذا أخذ في جهازه لم يرفع شيئاً ولم يضعه إلّا كتب اللَّه له عشر حسنات ، ومحا عنه عشر سيّئات ، ورفع له عشر درجات ، وإذا ركب بعيره لم يرفع خفّاً ولم يضعه إلّا كتب اللَّه له مثل ذلك ، فإذا طاف بالبيت خرج من ذنوبه ، وإذا سعى بين الصفا والمروة خرج من ذنوبه ، وإذا وقف بعرفات خرج من ذنوبه ، وإذا وقف بالمشعر خرج من ذنوبه ، وإذا رمى الجمار خرج من ذنوبه . قال : فعدّ رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله كذا وكذا موقفاً كلّها تخرجه من ذنوبه . ثمّ قال : وأنّى لك أن تبلغ ما بلغ الحاجّ .۳
۶۷. تفسير القمّي : حدّثني أبي عن ابن أبي عُمَير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام ، في حديثٍ : إنّ آدم لمّا أُمر بالتوبة قال جبرئيل له : قم يا آدم ، فخرج به يوم التروية ، فأمره أن يغتسل ويحرم، وأُخرج من الجنّة أوّل يوم من ذي القعدة ، فلمّا كان يوم الثامن من ذي الحجّة أخرجه جبرئيل عليه السلام إلى منىً فبات فيها ، فلمّا أصبح أخرجه إلى عرفات ، وقد كان علّمه حين أخرجه من مكّة الإحرام وعلّمه التلبية ، فلمّا زالت الشمس يوم عرفة قطع التلبية وأمره أن يغتسل ، فلمّا صلّى العصر أوقفه بعرفات .
إلى أن قال : فبقي آدم إلى أن غابت الشمس رافعاً يديه إلى السماء يتضرّع ويبكي إلى اللَّه ، فلمّا غابت الشمس ردّه إلى المشعر فبات بها ، فلمّا أصبح قام على المشعر الحرام فدعا اللَّه بكلماتٍ وتاب اللَّه عليه ، ثمّ أفاض إلى منىً وأمره جبرئيل أن يحلق الشعر الّذي عليه ، فحلقه ثمّ ردّه إلى مكّة ، فأتى به عند الجمرة الأُولى ، فعرض له إبليس عندها فقال : يا آدم ، أين تريد ؟ فأمره جبرئيل أن يرميه بسبع حصيات، فرمى ،
1.تبت بالمثنّاة الفوقية ؛ أي قطع ، من بتّ يبتّ بمعنى القطع ، ويمكن أن تقرأ بتشديد الباب كقوله تعالى : « تَبَّتْ يَدَآ أَبِى لَهَبٍ » ( المسد ( ۱۱۱ ) ، الآية ۱ ) ؛ أي هلكت وذهبت ( هامش الكافي ، ج ۴ ، ص ۲۶۲ ) .
2.الكافي ، ج ۴ ، ص ۲۶۱ ، ح ۳۷ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۱، ص ۲۲۵، ح ۱۴۶۵۹.
3.ثواب الأعمال ، ص ۴۷ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۱، ص ۲۳۳، ح ۱۴۶۷۱.