بيان
سند هذا الخبر وإن كان ضعيفاً إلّا أنّه قد روي بطرق اُخر كثيرة ، رواه السيّد الرضي في النهج۱ ، والشيخ في الأمالي۲ ، والثقفيّ في كتاب الغارات۳ ، والصدوق في الإكمال۴ وغيره ، وقال في الخصال : قد رويت هذا الخبر بطرق كثيرة قد أخرجتها في كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة .
وقوله عليه السلام : (الجبّان) . والجبّانة بالتشديد : الصحراء ، وتسمّى بهما المقابر أيضاً ، وأصحر ، أي خرج إلى الصحراء ، وفي النهج وغيره : فلمّا أصحر تنفّس الصعداء بضمّ الصاد وفتح العين المهملة والمدّ - نوع من التنفّس يصعده المتلهّف الحزين ، وانتصابه على أنّه مفعول مطلق نوعيّ كقولهم : جلست القرفصاء .
(يا كميل) هو من أعاظم خواصّ أميرالمؤمنين عليه السلام وأصحاب سرّه ، وهو ممّن قتله الحجّاج ، وكان أميرالمؤمنين قد أخبره بذلك .
وفي النهج والأمالي : «يا كميل ، إنّ هذه القلوب أوعية وخيرها أوعاها»۵والأوعية جمع وِعاء بكسر أوّله : الظرف ، ووعي الشيء يعيه : جمعه وحفظه ، وأوعاها : أحفظها للعلم وأجمعها .
(عالم ربّانيّ) منسوب إلى الربّ بزيادة الألف والنون على خلاف القياس كالرقبانيّ .
قال الجوهريّ : الربّانيّ : المتألّه العارف باللَّه تعالى وطاعته۶ ، وكذا قال الفيروزآباديّ۷ .
وقال في الكشّاف : عظيم الرتبة هو شديد التمسّك بدين اللَّه وطاعته۸ . وقال في مجمع البيان : هو الذي يربّ أمر الناس بتدبيره واصطلاحه إيّاه۹ .
(ومتعلّم على سبيل نجاة) أي على طريقها ، بأن يكون قصده من التعلّم حصول النجاة الاُخرويّة لا الحظوظ الدنيويّة .
(وهمج رعاع) الهمج جمع همجة : وهو ذباب صغير يسقط على وجوه الحيوانات وأعينها ، استعار عليه السلام هذا اللفظ للجهلة تصغيراً لهم ، والرعاع بالمهملات وفتح أوّله : العوام والسفلة وأمثالهم .
(أتباع كلّ ناعق) النعيق : صوت الراعي لغنمه ، ويقال لصوت الغراب أيضاً ، والمراد أنّهم لعدم ثباتهم على عقيدة من العقائد وتزلزلهم في اُمور الدين يتبعون كلّ داع ، ويعتقدون بكلّ مدّع ، ويخبطون خبط العشواء من غير تمييز بين محقٍّ ومبطل .
ولعلّ في جمع هذا القسم وإفراد القسمين الأوّلين إشارة إلى قلّتهما وكثرته .
1.نهج البلاغة ، ص ۴۹۵ - ۴۹۷ ، الحكمة ۱۴۷ .
2.الأمالي للطوسي ، ص ۲۰ - ۲۱ ، المجلس ۱ ، ح ۲۳ .
3.الغارات ، ج ۱ ، ص ۱۴۸ - ۱۵۴ .
4.كمال الدين ، ج ۱ ، ص ۲۸۹ - ۲۹۱ .
5.نهج البلاغة ، ص ۴۹۵ ، الحكمة ۱۴۷ ؛ الأمالي للمفيد ، ص ۲۴۷ ، مجلس ۲۹ ، ح ۳ .
6.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۱۳۰ (ربب) .
7.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۶۵ (ربب) .
8.الكشّاف للزمخشري ، ج ۱ ، ص ۴۴۰ .
9.مجمع البيان ، ج ۲ ، ص ۲۳۰ .