الحديث التاسع والأربعون والثلاثمائة
[كان بنو إسرائيل إذا أصاب أحدهم قطرة من بول ...]
۰.ما رويناه بالأسانيد عن الصدوق في الفقيه مرسلاً ، والشيخ في التهذيب مسنداً عن داود بن فرقد عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال : « كان بنو إسرائيل إذا أصاب أحدهم قطرة من بول قرّضوا لحومهم بالمقاريض ، وقد وسّع اللَّه عليكم بأوسع ممّا بين السماء والأرض ، وجعل لكم الماء طهوراً ، فانظروا كيف تكونون »۱ .
وجه الإشكال في الحديث ظاهر ؛ لما فيه من العسر والحرج والمشقّة الشديدة ، ولاستلزام استنجائهم من البول بذلك انقراض لحومهم في مدّة يسيرة مع أنّهم أطول الناس أعماراً ، مع أنّ القرض يستلزم خروج النجاسة وهي الدم ، فيلزم القرض دائماً .
ويمكن دفع الإشكال عن ذلك أنّه كان ذلك إذا أصابهم بول من خارج ، وأنّ أبدانهم كانت كأعقابنا۲ لم تدم بقرض يسير ، مع أنّ الدم لم يكن نجساً في شرعهم أو كان معفوّاً عنه ، ومع ذلك يجب اعتبار كونها متألّمة ليكون الغسل بدل القرض توسعة ما بين السماء والأرض ، أو كانت القوّة النامية سريعة النموّ أو نحو ذلك .
وقوله عليه السلام : ( كيف تكونون ) أي كيف تشكرون هذه النعمة الجسيمة والمنّة العظيمة .