الحديث الخامس والأربعون والثلاثمائة
[لا سهو على مَن أقرّ على نفسه بسهو]
۰.ما رويناه عن محمّد بن إدريس في مستطرفات السرائر ممّا استطرفه من كتاب محمّد بن عليّ بن محبوب ، عن العبّاس ، عن عبداللَّه بن المغيرة ، عن سماعة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال : « لا سهو على من أقرّ على نفسه بسهو »۱ .
بيان
قيل : يحتمل أن يكون المعنى : لا يعتبر الشكّ أو السهو ممّن يعرف من نفسه كثرة الشكّ أو السهو بتقدير مضاف ، أو ممّن أقرّ على نفسه أنّ شكّه من قبيل وساوس الشيطان وليس شكّاً واقعيّاً ، بل يعرف بعد التأمّل أنّه أتى بالفعل ، كما هو معلوم من حال من يكثر الشكّ .
أو المعنى : أنّه لا يلزم سجود السهو بعد التذكّر والإتيان بالفعل المنسيّ .
أو : لا يقبل من الصنّاع ادّعاء السهو فيما جنوا بأيديهم على المتاع ولا يعذرون بذلك ، أو ينبغي عدم مؤاخذتهم على سهوهم۲ .
ويحتمل أن يكون المعنى : لا سهو على من أقرّ على نفسه بأنّه مشغول بعمل السهو ويكون راجعاً إلى قوله عليه السلام : « لا سهو في سهو » .