الحديث الثامن والثلاثون والثلاثمائة
[للمؤمن على اللَّه عشرون خصلة]
۰.ما رويناه عن الصدوق في الخصال بإسناده عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام قال : « للمؤمن على اللَّه تبارك وتعالى عشرون خصلة يفي له بها ، له على اللَّه تبارك وتعالى أن لا يفتنه ولا يضلّه ، وله على اللَّه عزّ وجلّ أن لا يَعريه ولا يجوّعه ، وله على اللَّه أن لا يشمت به عدوّه ، وله على اللَّه أن لا يهتك ستره ، وله على اللَّه أن لا يخذله ويعزّه ، وله على اللَّه أن لا يميته غرقاً ولا حرقاً ، وله على اللَّه أن لا يقع على شيء ولا يقع عليه شيء ، وله على اللَّه أن يقيه مكر الماكرين ، وله على اللَّه أن يعيذه من سطوات الجبّارين ، وله على اللَّه أن يجعله مُغنى في الدنيا والآخرة ، وله على اللَّه أن لا يسلّط عليه من الأدواء ما يشين خلقته ، وله على اللَّه أن يعيذه من سطو البرص والجذام ، وله على اللَّه أن لا يميته على كبيرة ، وله على اللَّه أن لا ينسيه مقامه في المعاصي حتّى يحدث توبته ، وله على اللَّه أن لا يحجب عنه علمه ومعرفته بحجّته ، وله على اللَّه أن لا يقرّر في قلبه الباطل ، وله على اللَّه أن يحضره يوم القيامة ونوره يسعى بين يديه ، وله على اللَّه أن يوفّقه لكلّ خير ، وله على اللَّه أن لا يسلّط عليه عدوّه فيذلّه ، وله على اللَّه أن يختم له بالأمن والإيمان ويجعله معنا في الرفيق الأعلى ، هذه شرائط اللَّه عزّ وجلّ للمؤمنين »۱ .
بيان
هذا الحديث ذكره المحدّث الحرّ العاملي في الفوائد الطوسيّة وذكر أنّه غير مطابق لحال المؤمنين ، بل بعضها غير مطابق لحال المعصومين أيضاً ، إذ بعضها لا توجد فيهم ، ثمّ قال :
هذا الحديث إمّا محمول على غالب المؤمنين أو أغلب حالاتهم ، فإنّه ما من عامّ إلّا وقد خُصّ .
أو يحمل على غير كامل الإيمان ، فإنّه مبتلى ومحلّ الامتحان .
أو تحمل على أنّ هذه الأشياء لا يفعلها به ، بل هو يفعلها بنفسه أو الشيطان أو فعل بعض العباد الذين يتركون نصرته أو يمنعونه حقّه من زكاة وخمس .
أو يحمل على أنّ هذه الأشياء لا تقع بالمؤمن من حيث هو مؤمن ، بل إذا فعل ذنباً أو فعلاً يستحقّ به ذلك كما قال تعالى : « إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ »۲ وقوله تعالى : « وَ مَآ أَصَبَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ »۳ .
أو يحمل على أنّ المؤمن الكامل لا يصيبه شيء من هذه إذا دعا اللَّه بخلاصه منها .
أو يحمل على أنّ هذه الخصال ثابتة لجميع المؤمنين لا لكلّ واحد منهم .
أو يحمل على أنّ هذه الخصال بعضها ثابت للمؤمن في الدنيا ، وبعضها في الآخرة ، وبعضها في البرزخ ، ونقول : إنّ اللَّه يضمن للمؤمن هذه الخصال أو عوضها أو خيراً منها في الدنيا والآخرة .
ثمّ أوّل فقراته تفصيلاً فقال :
( أن لا يفتنه ولا يضلّه ) إمّا أن يكون مخصوصاً بكامل الإيمان ، أو أنّ الفتنة والإضلال ليسا من فعل اللَّه كما تقدّم .
( أن لا يعريه ولا يجوّعه ) لأنّ اللَّه قد ضمن رزقه قطعاً ولا يجوعُ ولا يَعرى إلّا نادراً بسبب منع من منعه من حقّه أو غصب بعض الظلمة ماله ، أو أنّه مخصوص بالرجعة أو الجنّة ، كما قال تعالى : « إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَ لَا تَعْرَى * وَ أَنَّكَ لَا تَظْمَؤُاْ فِيهَا وَ لَا تَضْحَى »۴ .