507
مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار

مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار
506

الحديث الثاني والثلاثون والثلاثمائة

[في تفسير قوله تعالى : « حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ »]

۰.ما رويناه عن المحدّث الحرّ العاملي عن العيّاشي في تفسيره عن المفضّل الجعفي ، قال : سألت أبا عبداللَّه عليه السلام عن قول اللَّه عزّ وجلّ : « حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ »۱ ، قال : « الحبّة فاطمة ، والسبع السنابل من ولدها ، سابعهم : قائمهم » . قلت : الحسن ؟ قال : « الحسن إمام من عند اللَّه تعالى مفترض طاعته ، ولكن ليس من السنابل السبعة ، أوّلهم الحسين وآخرهم القائم » . فقلت : قوله : « فِى كُلِ‏ّ سُنْبُلَةٍ مِّاْئَةُ حَبَّةٍ »۲ ؟ فقال : « يولد للرجل منهم في الكرّة مائة من صلبه ، وليس ذلك إلّا لهؤلاء السبعة »۳ .

ووجه الإشكال : أنّ أولادها المعصومين أحد عشر مع الحسن عليه السلام وبدونه عشرة ، فكيف يتّجه أن يكونوا سبعة سابعهم القائم ؟ ثمّ إنّ إخراج الحسن منهم لا يظهر له وجه مع كثرة أولاده عليه السلام .
ثمّ ذكر رحمة اللَّه عليه له توجيهات في الفوائد الطوسيّة :
الأوّل : أنّ مفهوم العدد ليس بحجّة ، وليس في الحديث حصر ، والحكمة في تخصيص هؤلاء السبعة لا نعلمها ، وخفاؤها لا يدلّ على عدمها .
الثاني : أن يكون السبعة هم الذين وُلَدَ لهم أولاد كثيرة ، فيخرج الباقي منهم لقلّة أولادهم ، ويدلّ على ذلك ما ذكره المفيد رحمة اللَّه عليه في الإرشاد : أنّ أولاد أميرالمؤمنين سبعة وعشرون ، وأولاد الحسن خمسة وعشرون‏۴ ، وأولاد الحسين ستّة ، وأولاد عليّ بن الحسين خمسة وعشرون‏۵ ، وأولاد الكاظم سبعة وثلاثون ، وولد الرضا واحد ، وولد الجواد أربعة ، ذكران‏۶ هما : الإمام عليّ الهادي وموسى المبرقع ، وابنتان هما ، فاطمة وأمامة ، وولد الهادي خمسة ، وولد العسكري واحد ، وهو صاحب الأمر ، فإذا كان ثلاثة منهم لا ولد لهم إلّا واحد فأولاده أولاده ، وحصل التداخل ورجعت العشرة إلى سبعة ؛ لأنّ الأولاد معتبرة هنا لقوله : « فِى كُلِ‏ّ سُنْبُلَةٍ مِّاْئَةُ حَبَّةٍ » .
الثالث : أنّه يحتمل أن يكون المراد سبعة من العشرة ، أوّلهم الحسين وآخرهم القائم عليه السلام كما صرّح به في الخبر ، والخمسة الآخر مبهمة في جملة ثمانية ؛ لعدم اقتضاء الحكمة تعيينهم ، وتخصيص السبعة ؛ لأنّهم هم الذين يولد لكلّ واحد منهم مائة من صلبه في الكرَّة ، يعني في الرجعة ، وأمّا إخراج الحسن عليه السلام فلعلّه لأنّه لم يولد له مائة من صلبه في الكرّة۷ .
ويمكن أن يوجّه السبعة بوجهين آخرين :
أحدهما : أنّ أسماءهم إذا اُسقط المكرّر منها تكون سبعة .
وثانيهما : أنّ انتشار أكثر العلوم إنّما حصل من سبعة منهم .

1.البقرة ( ۲ ) : ۲۶۱ .

2.تتمّة الآية ۲۶۱ من سورة البقرة .

3.الفوائد الطوسيّة ، ص ۲۹۸ ؛ تفسير العيّاشيّ ، ج ۱ ، ص ۱۴۷ ، ح‏۴۸۰ .

4.في الإرشاد : «خمسة عشر» .

5.في الإرشاد والفوائد الطوسية : « خمسة عشر » .

6.في الفوائد الطوسيّة : « ذكر واحدٌ وثلاث بنات » .

7.الفوائد الطوسيّة ، ص ۲۹۸ - ۳۰۰ مع اختلاف وتلخيص .

  • نام منبع :
    مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    السید عبد الله‏ شبّر، تحقیق: مجتبى محمودى
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15100
صفحه از 719
پرینت  ارسال به