الحديث التاسع والعشرون والثلاثمائة
[إذا انتصف الليل ظهر بياض في وسط السماء]
۰.ما رويناه عن ثقة الإسلام في الكافي بإسناده عن سليمان بن حفص المروزي عن أبي الحسن العسكري عليه السلام قال : « إذا انتصف الليل ظهر بياض في وسط السماء شبه عمود من حديد ، تضيء له الدنيا ، فيكون ساعة ثمّ يذهب ويظلم ، فإذا بقي ثلث الليل ظهر بياض من قبل المشرق فأضاءت له الدنيا ، فيكون ساعة ثمّ يذهب فيكون وقت صلاة الليل ، ثمّ يظلم قبل الفجر ، ثمّ يطلع الفجر الصادق من قبل المشرق » . قال : « ومن أراد أن يصلّي صلاة الليل فذاك له »۱ .
إيضاح
قوله : ( ويضيء ) أي البياض مجازاً ، وفي بعض النسخ بالتاء ، أي الدنيا ، ويحتمل أن يراد بالإضائة : الأنوار المعنويّة للمقرّبين بسبب فتح أبواب السماء للرحمة ونزول الملائكة لإرشاد العباد ، وتنبيههم وندائهم إيّاهم من ملكوت السماوات كما ورد في الروايات .
ويحتمل أن تكون أنوار ضعيفة تخفى على أكثر الناس في أكثر الأوقات وتظهر لأبصار العارفين الذين ينظرون بنور اللَّه ، كما أنّ الملائكة تراهم الأنبياء والأوصياء دون غيرهم .
ويحتمل أن يكون ظهور البياض كناية عن نزول الملك الذي ينزل نصف الليلإلى سماء الدنيا لينادي العباد ، فتضيء له الدنيا ، أي يقوم الناس للعبادة ، فيظهر له نور على الأرض بسبب عبادتهم ، كما ورد في الخبر أنّهم يضيؤون لأهل السماء ثمّ يذهب ؛ لأنّهم ينامون قليلاً ، كما ورد من سيرة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله ، ثمّ يقومون إذا بقي ثلث الليل وظهور البياض من قبل المشرق ؛ لأنّ الملك ينتقل إليه ثمّ يظلم قبل الفجر ، أي ينامون قليلاً ، واللَّه العالم۲ .