الحديث السادس والعشرون والثلاثمائة
[أين تغيب الشمس ؟]
۰.ما رويناه عن الطبرسي في الاحتجاج عن هشام بن الحكم ، قال :سأل الزنديق أبا عبداللَّه عليه السلام عن الشمس أين تغيب ؟ قال : « إنّ بعض العلماء قال : إذا انحدرت أسفل القبّة دار بها الفلك إلى بطن السماء صاعدة أبداً إلى أن تنحطّ إلى موضع مطلعها ، يعني أنّها تغيب في عين حامية ، ثمّ تخرق الأرض راجعة إلى موضع مطلعها ، فتحير تحت العرش حتّى يؤذن لها بالطلوع ، ويسلب نورها كلّ يوم ويتخلّل نور آخر » .
قال : فخلق النهار قبل الليل ؟ قال : « نعم ، خلق النهار قبل الليل ، والشمس قبل القمر ، والأرض قبل السماء » ، الحديث۱ .
قال العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه :
قوله : « صاعدة » أشار عليه السلام بذلك إلى أنّ الشمس إذا غابت عندنا تطلع على قوم آخرين ، فهي عندهم صاعدة إلى أن تصل إلى قمّة الرأس عندهم ، وهي قمّة القدم عندنا ، ثمّ تنحطّ عندهم إلى أن تصل إلى مشرقنا .
وتحيّرها وإذنها لعلّهما كنايتان عن أنّها مسخّرة للربّ ، متحرّكة بقدرته ، إذا شاء حرّكها ، ومتى شاء سكّنها ، ففي كلّ آن من آنات حركتها في مطلع قوم وطلوعها عليهم بإذنه وقدرته سبحانه ، ولو شاء لجعلها ساكنة ، ولمّا كان الباقي في البقاء محتاجاً إلى المؤثّر فهي في كلّ آن باعتبار إمكانها مسلوبة النور والصفات والوجود بحسب ذاتها دائماً ، تكتسب جميع ذلك من خالقها ومدبّرها ، فهي في جميع الأوقات والأزمان تحت عرش الرحمان وقدرته ، متحيّرة في أمرها ، ساجدة خاضعة لربّها ، تسأله بلسان إمكانها وافتقارها الإذن في طلوعها وغروبها ، وتكسى حلّة من نوره تعالى ، والقائلون بتجدّد الأمثال يمكنهم التمسّك بأمثال هذا الخبر۲ .