487
مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار

الحديث الرابع والعشرون والثلاثمائة

[خلق اللَّه عزّ وجل العقل من أربعة أشياء]

۰.ما رويناه عن كتاب الاختصاص ، قال : قال الصادق عليه السلام : « خلق اللَّه العقل من أربعة أشياء : العلم ، والقدرة ، والنور ، والمشيّة بالأمر ، فجعله قائماً بالعلم ، دائماً في الملكوت »۱ .

قال العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه :
لعلّ المراد بالنور ظهور الكمالات والأخلاق السنيّة والأعمال المرضيّة ، وبالمشيّة بالأمر : اختيار محاسن الاُمور ، فخلق العقل من هذه الأشياء الأربعة لعلّه كناية عن استلزامه لها ، فكأنّها مادّته .
ويحتمل أن تكون « من » تعليليّة ، أي خلقه لتحصيل تلك الاُمور ، أو المعنى : أنّه تعالى لم يخلقه من مادّة ، بل خلقه من علمه وقدرته ونوريّته ومشيّته ، فظهر في تلك الآثار من أنوار جلاله .
أو المراد : أنّ العقل يطلق على الحالة المركّبة من تلك الخلال ، وأمّا قيامه بالعلم فظاهر ؛ إذ بترك العلم يسلب العقل ، وكونه دائماً في الملكوت ، أي هو دائماً متوجّه إلى الترقّي إلى الدرجة العليا ، ومعرض عن شواغل الدنيا ومتّصل بأرواح المقرّبين في الملأ الأعلى ، ومتهيّأ للعروج إلى جنّة المأوى‏۲ .

1.الاختصاص ، ص ۲۴۴ ؛ وعنه في بحار الأنوار ، ج ۱ ، ص ۹۸ ، ح ۱۲ .

2.بحار الأنوار ، ج ۱ ، ص ۹۸ في الهامش .


مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار
486

الحديث الثالث والعشرون والثلاثمائة

[مِمّ خلق اللَّه عزّ وجلّ العقل ؟]

۰.ما رويناه بأسانيدنا السالفة عن الصدوق في العلل بإسناده عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام : « أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله سُئل : ممّ خلق اللَّه عزّ وجلّ العقل ؟ قال : خلقه ملك له رؤوس بعدد الخلائق ، من خلق ومن يخلق إلى يوم القيامة ، ولكلّ رأس وجه ، ولكلّ آدميّ رأس من رؤوس العقل ، واسم ذلك الإنسان على وجه ذلك الرأس مكتوب ، وعلى كلّ وجه ستر ملقى لا يكشف ذلك الستر عن ذلك الوجه حين يولد هذا المولود ، ويبلغ حدّ الرجال أو حدّ النساء ، فإذا بلغ كشف ذلك الستر ، فيقع في قلب هذا الإنسان نور ، فيفهم الفريضة والسنّة والجيّد والردي ، ألا ومثلُ العقل في الإنسان كمثل السراج في وسط البيت »۱ .

قال العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه :
هذا الخبر من غوامض الأخبار والظاهر أنّ الكلام فيه مسوق على نحو الرموز والأسرار ، ويحتمل أن يكون كناية عن تعلّقه بكلّ مكلّف ، وأنّ لذلك التعلّق وقتاً خاصّاً .
وقيل : إنّ لذلك الوقت موانع عن تعلّق العقل من الأغشية الظلمانيّة والكدورات الهيولانيّة كستر مسدول على وجه العقل .
ويمكن حمله على ظاهر حقيقته على بعض الاحتمالات السالفة في كيفيّة خلق العقل .
وقوله : « خلقه ملك » لعلّه بالإضافة ، أي خلقة كخلقة الملائكة في لطافته وروحانيته . ويحتمل أن يكون خلقه مضافاً إلى الضمير مبتدأ وملك خبره ، أي خلقته خلقة ملك أو هو ملك حقيقةً۲ .

1.علل الشرائع ، ج‏۱ ، ص‏۹۸ ، ح‏۱ ؛ وعنه في بحار الأنوار ، ج‏۱ ، ص‏۹۸ ، ح‏۱۴ ؛ مستدرك الوسائل ، ج‏۱ ، ص ۸۱ ، ح‏۲ .

2.بحار الأنوار ، ج ۱ ، ص ۱۰۵ .

  • نام منبع :
    مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    السید عبد الله‏ شبّر، تحقیق: مجتبى محمودى
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10765
صفحه از 719
پرینت  ارسال به