485
مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار

الحديث الثاني والعشرون والثلاثمائة

[كنت كنزاً مخفياً فأحببت . . . ]

۰.ما روي في الحديث القدسي من قوله : « كنتُ كنزاً مخفيّاً فأحببت أن اُعرفَ ، فخلقتُ الخلقَ لكي اُعرف »۱ .

واُورد عليه إشكال ، وهو : أنّ الخفاء لا يكون إلّا مع وجود أحد يخفى عليه الشي‏ء حين يتّصف ذلك الشي‏ء بالخفاء ، كما يقال : هذا الشي‏ء مخفيّ عن فلان ، وخفي عليه الشي‏ء الفلاني ، ولم يكن في عالم الأزل مخلوق حتّى يتّصف سبحانه بالخفاء فكيف قال مخفياً ؟ واُجيب بوجهين :
الأوّل : أنّ أرباب اللغة قد صرّحوا بأنّ « خفي » بمعنى : ظهر كما في الصحاح والنهاية وغيرهما ، فالمعنى حينئذٍ : إنّي كنت كنزاً ظاهراً فخلقت الخلق ليعرفوني على هذا الظهور الذي أنا عليه ، ولو لم أكن بهذه الغاية من الظهور لما توصّلوا إلى معرفتي بعد خلقي إيّاهم .
الثاني : أن يكون الخفاء بمعناه الآخر ، وهو الأنسب بالكنز ، ولكنّ المبادي إنّما تطلق عليه سبحانه باعتبار غاياتها ولوازمها ، ومعناه حينئذٍ : إنّي كنت كنزاً مستوراً محتجباً تحت سرادق العزّ والجلال فأحببت أن أبرز من تحت هذا الحجاب ، فخلقت الخلق وأظهرت نفسي لهم من تحت تلك السرادقات ليعرفوني ، فإنّه سبحانه لمّا خلق مخلوقاته تنزّل من ذلك الحجاب إلى غاية الظهور ، وأزال الموانع التي لو بقيت بعد الخلق على ما كانت عليه قبل لم تصل إلى أقرب درجة من مراتب معرفته العقول الطامحة۲ .

1.شرح المازندراني ، ج ۱ ، ص ۲۴ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ص ۱۹۳ .

2.الأنوار النعمانية ، ج ۱ ، ص ۱۴۵ .


مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار
484
  • نام منبع :
    مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    السید عبد الله‏ شبّر، تحقیق: مجتبى محمودى
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15238
صفحه از 719
پرینت  ارسال به