الحديث السادس عشر والثلاثمائة
[لا تقوم الساعة إلّا على شرار الناس]
۰. ما روي : أنّه لا تقوم الساعة إلّا على شرار الناس۱ .
قد وجّه بوجهين :
الأوّل : أنّ المراد بالساعة : قيام القائم عليه السلام التي لا يجلّيها لوقتها إلّا هو ، وذلك لأنّه يكون عذاباً على أعدائه الذين هم أشرار الناس ، قال تعالى : « حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ »۲ ، فيكون قيامه عليهم كذلك ، وقال تعالى : « فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِى السَّمَآءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ »۳ .
الثاني : أن يكون ذلك في آخر الرجعة ، بعد أن يرفع اللَّه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله إلى السماء بعد فناء المؤمنين يبقى الناس في هرج ومرج أربعين يوماً ، ثمّ ينفخ إسرافيل في الصور نفخة الصعق ، فتقع النفخة على الباقين ، هذا إن اُريد بالساعة : القيامة الصغرى ، وإن اُريد بها : الكبرى صحّ أيضاً ؛ لأنّها سعادة المؤمنين ووبال الكافرين ، وتقوم على شرار خلق اللَّه تعالى .